الطيب طهوري
الحوار المتمدن-العدد: 2116 - 2007 / 12 / 1 - 11:06
المحور:
الادب والفن
-غــيم
يحزن طفل الأرصفة البلهاء..
إذ يحمل أكياس العزةِ..
يبدأ بالصمت كرامة كفيهِ..
يغامر صوب المارينَ..
دكاكينِ البلح البحريِّ ..
شبابيكِ نوافذ خيفتهِ..
رملِ الأسوار السفليةِ..
غيمِ النخل الهارب من خضرتهِ..
يحزنُ..
يبكي موجَ حنين خطاه إلى النهر الأولٍ..
يفتح بالأحجار الماء الثلجيَّ..
بأجراس الليل يبدل قامتهُ..
أسفلَ..
أسفلَ..
كومته جنب جدار الشهقةِ..
آخر ثقبٍ ..
في هذا الموت الوطني..!
2- جفاف
العام جفافٌ..
والفصل جفاف أكثرُ
والسيد مبتهج حد التخمة بندى ورد حدائقهِ
والماء يغطي الطرقاتْ..
والمارون زرافاتٍ ..
وحدانا..
لاأحدٌ يسمع صوت بكاء الحنفياتْ
* * *
كان الآخر يحمل قربته/قريتهُ..
ويدور هناك..هنا..
والرمل فحيح يتناسل صمتا غجريًا..
والريح تمد مداها للأشجارِ ..
تكسرها..
والأطفال صدًى..
أوتارا..من أشواكْ!
* * *
السيد والآخر ذاك التقيا..
حيا الآخرُ ـ والماء يغطي الطرقاتْ ـ
لم يسمع ـ كان السيد مبتهجا حد التخمة بالوردِ حدائقهِ ـ
وقف الآخرُ..
مد يديه إلى الماءِ..
السيد هاجَ..
الأرض ارتجتْ
حملق ذاك الآخر في الماء عميقا..
…………………………………..
……………………………..
دوََّى صوت السيدِ..
والآخرُ...
.
.
.……………. ماتْ!
3-أعشاب
ورأيت بعينيََّ..هنا..طفلينٍِ..
يمد الأول للثاني كفا..
ويمد الثاني كفا..
يفتتحان العشبَ..
ويقتسمان عناق الفجرٍِ..
…………………………………..
………………………………….
وإذ يلمع في الظلمة دولارٌ..
يقتتلانْ..!
* * *
ورأيت طيورا تتضمّخ بالماءِ ..
وماء يتلألأ في النهرِ..
ونهرا يحضن أشجار شواطئهِ..
أشجارا تتعالى سامقةً..
بحرا..
أسماكا تتراقص فرحا بالموج الدافئِ..
……………………………..
…………………………….
لكنْ..
حين مددت يدِي..في الماءِ..
ارتعد البحر..عنيفا..
صار دمًا..
وأصابعَ قُطعتْ من كفي..
وبواخرَ ترمي جثثا..
وسوادْ..
…………………………………………..
……………………………………..
ورأيت يدا..
تتشقق في الأوحالٍِ..
تشد يدِي..!
#الطيب_طهوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟