أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - - أنابوليس - .. ورد الشعوب الثوري















المزيد.....

- أنابوليس - .. ورد الشعوب الثوري


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 2114 - 2007 / 11 / 29 - 11:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل كان مؤتمر " أنا بوليس " تتويجاً لنجاح مشروع أميركا الاستعماري ، في حربها على العراق وأفغانستان ، وتقدم سلس لمخططاتها في لبنان ومخططات حليفتها إسرائيل في فلسطين ولبنان والمنطقة ، وخلق شرق أوسط جديد ؟ أم أنه نتيجة عدم نجاح هذا المشروع في مختلف مستوياته الأساسية ؟

لدى قراءة تداعيات هذا المشروع ، التي يمكن تلخيصها ، بآلاف القتلى وعشرات آلاف الجرحى والمعوقين جسدياً أو نفسياً من الجنود الأميركان ، ونفقات ، دون جدوى ، تجاوزت 1500 مليار دولار ، وفشل حرب تموز الإسرائيلية ـ الأميركية على لبنان ، وعدم قدرة حلفائها على السيطرة بالكامل على لبنان ، والتمرد والإنقسام على السلطة الفلسطينية الصديقة ، وعدم القدرة على احتواء " المارد الإيراني " الذي يحوم شبحه فوق الخليج والشرق الأوسط لانتزاع دور الدولة النووية العظمى ، وفشل سيناريو ا سقاط النظام السوري المتلطي تحت العباءة الإيرانية ، لدى قراءة هذه التداعيات يرجح أن يكون مؤتمر " أنا بوليس " خياراً تكتيكياً لتلافي مآلات المشاريع والمخططات الأميركية الشرق أوسطية المتعثرة ، وتجنب نهايات مؤلمة باتت واضحة في آفاق كل المفاعيل الأميركية في المنطقة ، لاسيما العسكرية ، التي تواجه مقاومة ورفضاً في ساحات العمليات وفي الداخل الأميركي وعلى المستوى الدولي ، حيث يتزايد عدد القتلى الأميركيين ، ويزداد الإنفاق العسكري على حساب الإنفاق الاجتماعي ، وحيث تتسع حركات التطرف الحاضنة للإرهاب ولاسيما في باكستان الدولة الإسلامية النووية ، وحيث يتساقط زعماء الدول الحليفة لأميركا تباعاً مثل برلسكوني في إيطاليا وأثنار في ا سبانيا وبلير في بريطانيا وشيراك في فرنسا وهيوارد مؤخراً في أوستراليا .

وقد مهد لهذ الخيار خيار التراجع عن مشروع " دمقرطة " عدد من الأنظمة العربية ، وا ستبدال طواقمها الحاكمة المتخلفة المعزولة عن شعوبها بطواقم جديدة أكثر انسجاماً مع " سمات العولمة " الحديثة وأكثر ضماناً للمصالح الأميركية ، كما حدث في أوكرانيا وجورجيا ودول البلقان ، وذلك بسبب النتائج المعاكسة للتوقعات ، إذ أدت تلك " الدمقرطة " حيث بدأت ، إلى إضعاف القوى الحليفة التقليدية وبروز قوى مناوئة للمشروع الأميركي .

وعلى ضوء ذلك ، يمكن القول ، أن مؤتمر " أنا بوليس " هو قفزة سياسية لاستعراض القوة .. لاستعادة التوازنات .. وبناء المواقف والسياسات اللاحقة . بمعنى آخر ، إنه ا ستخدام الاحتياط ، إعلان حالة طوارئ سياسية أميركية شرق أوسطية ، في محاولة لتقويم صورة الإدارة المهزوزة داخلياً وخارجياً ، وا ستهبال فرصة لايجوز تفويتها ، في حالة الضعف العربي المزري ، لتحقيق مايمكن تحقيقه من صفقات وتسويات لتكريس وتعزيز الدور الأميركي والمصالح الأميركية والإسرائيلية في الشرق الأوسط ، بما يسمح بناء تحالف سياسي أكثر فاعلية غي المراحل المقبلة مكون من الأنظمة العربية + أميركا + إ سرائيل ، لتصفية الحساب مع إيران الخصم الأشد بأساً في المنطقة ، وبما يوفر الشروط الأكثر ملاءمة بالسياسة والتسويات والصفقات إضافة إلى القوة العسكرية المدمرة لولادة الشرق الأوسط الجديد

أبرز وأهم ما يلفت في ذلك الاستعراض ، هو حضور ممثلي 16 نظاماً عربياً إلى " أنا بوليس " معلنين انصياعهم للإملاءات الأميركية . وقد ا ستغل بوش ضعفهم وهوانهم بطرح الحد الأقصى مما يريد وما تريده إ سرائيل ، بإعلانه إ سرائيل دولة يهودية ووطن قومي لكل اليهود ، وبنسف كل أساس ندي للتفاوض والسلام المزعوم ، وبدعوته العرب لتكريس كل جهودهم للحرب على الإرهاب ، أي بتصفية المقاومة وكل أشكال المعارضة في بلدانهم للمشروع الأميركي ـ الإسرائيلي . وهذا الطرح يجرد ، مسبقاً المفاوضات المقترحة بين الفلسطينيين والعرب وبين إ سرائيل من أي شئ ذي قيمة جوهرية يمكن التفاوض حوله . ما سوف يخلق تداعيات ومضاعفات وحروب ومآس جديدة ومتواصلة ، إذ أنه يرمي لطرد مليون ونصف المليون من عرب 48 المتمسكين بالأرض من إ سرائيل ، وإ سقاط حق العودة للاجئين الفلسطينيين في الشتات وتوطينهم حيث هم في البلدان العربية المضيفة أو أن أمامهم الهجرة إلى نهايات القارات البعيدة .. إلى كندا أو الأرجنتين أو أوستراليا ، كما يرمي إلى مسخ ما يسمى بالدولة الفلسطينية بأسوأ أ شكالها .

على أية حال ، فحسب منطق الأمور المتأتية عن حراك " أنا بوليس " فإن الإدارة الأميركية قد تحقق نتائج ، هي بحديها الأدنى والأقصى لصالح اميركا وإ سرائيل . فإن تمكنت من جر العرب وأولهم الفلسطينيين إلى عقد اتفاقات إذعانية ، حسب موازين القوى الراهنة ، فإنها تحقق جزءاً هاماً من مشروعها الشرق أوسطي ، وإن لم تتمكن في الوقت المطلوب ، وهذا أمر مشكوك فيه ، تحقق كسباً تكتيكياً لتغطية عجزها المكشوف ، ولتوفير حشد من الحلفاء الإقيلميين لحسم صراعها مع إيران وإضعاف أو تصفية المقاومة في العراق ولبنان وفلسطين .

وربما جاز القول ، أن مجرد انعقاد مؤتمر " أنا بوليس " بحضور الأطراف العربية والدولية بهذا الحجم الكمي والنوعي يعتبر المؤشر الأول على الكسب النسبي الأميركي ـ الإسرائيلي .. وعلى أن الطرف العربي هو الخاسر الأكبر .
وإذا كان حضور الأنظمة العربية بهذا العدد الكبير في " أنا بوليس " مفهوماً بحكم العلاقة القديمة المستديمة بين هذه الأنظمة والإدارة الأميركية ، بل وبعضها لها علاقات دبلوماسية أوتجارية أو شخصية مع إ سرائيل ، فإن اللافت الأكثر إثارة للسؤال هو حضور النظام السوري هذا المؤتمر . لاسيما وأنه منذ أن طرح المؤتمر كفكرة ، قد هاجمه وخونه وشكك به وجزم بفشله . ثم لمح بالإشتراك به إذا أدرج الجولان في جدول أعمال المؤتمر . والواضح لمن يمتلك إلماماً بسيطاً بالسياسة ، أن قبول الإدارة الأميركية إدراج الجولان في جدول الأعمال لم يكن إلاّ تغطية شفافة جداً لتبرير حضور النظام هذا المؤتمر المتآمر على الحق العربي والفلسطيني الإنساني والوطني والمصيري . إذ يمكن أن يدرج الجولان في جدول الأعمال ثم يرحل الكلام حوله إلى أجل مسمى أوغير مسمى . وحسب المنطق الأميركي والإسرائيلي والعربي الرسمي ، أن انخراط النظام السوري في المجموعة العربية الحاضرة المؤتمر ، هو أهم من جدولة الجولان بأعماله ، وذلك لما يمثله النظام في علاقاته وتحالفاته مع إيران والمقاومة في لبنان وفلسطين والعراق من دور في المشهد السياسي الشرق أوسطي . ومقابل ذلك يمكن ا سترضاؤه بوعود وإيحاءات بصفقات ، قد تتم أو لاتتم لاحقاً ، لطمأنته على ا ستدامته ودفعه لإجراء نقلة في خياراته التحالفية أو تحييده على الأقل من جهة ، وحسب ما يعرف عن النظام السوري من جهة أخرى ، إنه الهوى الأميركي . فالنظام رغم كل طروحاته الإعلامية المشحونة بالتوتر ضد أميركا ، فإنه يتوسط ويخطط ويحلم بعودة العلاقات معها ، ويهلل لزيارة أي مسؤول أميركي مهما صغر شأنه كمؤشر على تحسن النظرة الأميركية إليه . ويبدو أن الملك عبدالله الثاني اعتبر حسب المهمة التي جاء بها إلى دمشق قد قام بدور أميركي عالي المستوى ، وأنعش لدى النظام ذاك الهوى وبشر .. أو باشر بأسس الصفقة المغامرة .

حتى الآن ، يبدو أن حضور المؤتمر المغامرة هو الخطوة الأولى في الصفقة ، قياساً بحجم ونوعية مطالب النظام التي المتعلقة بالجولان والمحكمة الدولية ودوره الإقليمي وا ستدامته الاستبدادية . كل الكلمات التي ألقيت في افتتاح المؤتمر تدل على ذلك . خاصة ماقاله بوش وأولمرت حول التطبيع المستعجل ومضامين السلام المقترح المزعوم . ومرد هذه المغامرة يعود إلى أن أميركا وإ سرائيل على معرفة تامة أن النظام لمجرد حضوره " أنا بوليس " بات موضع شك من قبل حلفائه وزاد عزلة في الداخل . بمعنى صار أضعف من السابق .. وكلما خطا خطوة نحو الصفقة خسر أكثر مصداقيته مع حلفائه .. ضعف أكثر . ولما يضعف لايستأهل منحه المزيد .. وهنا تنفجر الأزمة الفجيعة ,فلا هو حقق مطالبه الأساسية .. ولاهو حافظ على مواقعه التحالفية السابقة .. وتغلق حوله دائرة الحصار في الداخل والخارج .. وتدنوساعة الحقيقة .

وسواء نجح مؤتمر " أنا بوليس " في حده الأقصى ، وحقق صفقات هزيلة مؤهلة لأن تنقل الصراعات الداخلية في المنطقة إلى مستويات نوعية دموية جديدة ، أو نجح في حده الأدنى في كسب الوقت وتجذير ولاءات عربية أوسع لملاقاة انفجار حربي جحيمي في المنطقة ، فإن ما يمكن أن تحصل عليه أميركا أو مايتوفر للأنظمة العربية من امتيازات على حساب شعوبها في الصفقات المشبوهة ، سوف يتلاشى .. وتتلاشى معه هذه الأنظمة التي أوصلت أوطانها إلى أ سوأ أنواع الفوات والتخلف والاستبداد والانحطاط أمام رد الشعوب الثوري .. الذي ستولده وتصلبه المواجهات القادمة .



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو حركة نقابية مستقلة
- سوريا على دروب الآلام
- ستبقى منارة ثورة أوكتوبر .. شامخة .. متوهجة
- من أجل سوريا الحبيبة
- ارتدادات زيارة الأسد لتركيا
- دور النضال المطلبي السياسي في التغيير
- حصاد زمن القحط
- - العولمة - الأميركية قيد التطبيق .. العراق مثلاً
- جريمة حرب معلنة في غزة
- إشكالية الدستور واقتصاد السوق والتغيير الديمقراطي
- الرد الأقوى على الاختراقات والتحديات
- الحركة النقابية بين قيود السلطة ومطالب الطبقة العاملة
- إنها لحظة انتزاع المبادرة ..
- الجديد في - انتخابات - اللاتجديد
- من هنا تأتي المعارضة
- مئة عام من المقاومة .. تحولات وآفاق .. 2
- مئة عام من المقاومة .. تحولات وآفاق .. 1 ..
- أزمة أولويات أم أزمة نظام .. ؟
- نداء شهداء معبر رفح
- استحقاقات عودة الزمن النقابي


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - - أنابوليس - .. ورد الشعوب الثوري