حكومات .. وهويات

جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2113 - 2007 / 11 / 28 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أصبحت الهويات أو البطاقات الشخصية تحمل سمات الحكومة التي تتسنم المسؤوليات ، فكل حكومة تمتطي صهوات الكراسي تبادر الى إلغاء هويات الاحوال المدنية لأنها صدرت في زمن ( الوالي ) السابق حتى وإن كان غريمه أو من نفس التكتل الذي ينتمي اليه ...
فما يعانيه المواطن اليوم من لوعة وحيرة في إبدال هذه الهويات لايصدق ، فمن بلغ السبعين من عمره يطالب بجلب بيان ولادة من الدوائر الصحية ، رغم ان الكثير منهم قد ولدوا على أيدي ( الجدات ) اي القابلات الاهلية ، ويطالب الشباب بجلب بيان ولادة للمتوفين من آبائهم وغيرها من البلاوي التي تنهال يوميا على ابن العراق الابي ..
كما ن دوائر النفوس استغلت المواطن في استحصال مبالغ كبيرة عن الفايلات والاوراق والتي يمنع المواطن من شرائها من المكتبات الاهلية ، كما استفحلت ظاهرة الرشوة بشكل كبير من اجل تسهيل اصدار هذه الهويات وتصل احيانا الى البيوت بدون عناء ، ماعليك الا ان تدفع ، واحيانا يعرقل المنتسبون المعاملات رغم صحتها من اجل ان يضطر المواطن للدفع وأمره الى الله العزيز القدير ..!!
بعض المواطنين أخبروني بأنهم قد صرفوا مبلغ ( 300 ) الف دينار ولم تكتمل المعاملة ، مابين سفر ومراجعات متعبة للدوائر ، وهناك من امتدت فترة معاملته الى ثلاثة اشهر ..!! ، كما ان هناك عدد من المواطنين تقع دوائر نفوسهم في مناطق ساخنة او الطرق التي يسلكونها خطرة للغاية ، كما في حالة الكثير من المواطنين الذين نقلوا نفوسهم قبل سقوط النظام الى كركوك وغادروها الان لأن الطريق المؤدي الى كهذه المدينة خطر للغاية خصوصا في منطقة العظيم والخالص .
كان الاجدى بالحكومة ان تنشئ شبكة انترنيت لربط الدوائر الخاصة بأصدار بطاقات الاحوال المدنية وجوازات السفر ودوائر المرور والدوائر الصحية من أجل القضاء على الروتين والفساد الاداري والحد من ظاهرة التزوير التي انتشرت بشكل كبير لعدم وجود جهات رقابية تتابع عمل العصابات الاجرامية التي تمارس هذه المهنة القذرة وتوقع المواطنين تحت طائلة القضاء بينما ينجو المجرمين من العقاب ، وبالتالي توفر على المواطنين متاعب المراجعات والاستغلال غير المشروع ، كما انها طريقة لدخول عالم التطور في انظمة المعلومات التي تعتمدها الكثير من دول العالم في تيسير اصدار البطاقات الشخصية وغيرها من المستمسكات الثبوتية لمواطنيها.
ارحموا بشعبكم يرحمكم الله ، الجهد الذي يبذله المواطن في المراجعات لايناسب دخله المنهك وطاقته التي تكاد تنفذ بسبب سوء التغذية والهم والقهر الذي لحق به وانهك جسده ..

#جمال_المظفر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات