سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 2116 - 2007 / 12 / 1 - 11:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أشارت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، إلى أن الدولة اليهودية تنظر بقلق شديد إلى وصول صادرات البترول العربية إلى أرقام فلكية، حيث أكدت إدارة البحوث التابعة لصندوق النقد الدولى فى تقريرها السنوى عن منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى التى تضم الدول العربية والإسلامية المصدرة للبترول وهى الجزائر والبحرين والعراق والكويت وليبيا وعمان وقطر والسعودية وسوريا والأمارات، أن الدول الشرق أوسطية المصدرة للبترول تربح 600 مليار دولار من صادرات البترول والغاز، وأنه خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، وصلت دخول البترول إلى 2100 مليار دولار، وأن إجمالى صادرات هذه الدول خلال الفترة من 2003 إلى 2008 بلغ أربعة مليارات دولار ( أربعة تريليونات).
وقالت "يديعوت أحرونوت" أنه من ا لصعب تجاهل مضمون هذه الأرقام لنها تشكل شرق أوسط جديد، وأن الدول العربية والإسلامية لن تحتاج إلى مساعدة إسرائيل للاندماج فى الاقتصاد العالمى لكن العالم عو الذى سيطرق أبواب هذه الدول، وهو ما يعنى تهميش دور إسرائيل، مما يفرض عليها البحث عن استراتيجية جديدة فى التعامل مع قضايا المنطقة، ربما من خلال توقيع اتفاق سلام مع الفسلطينين يمكن عن طريق تطبيع العلاقات مع هذه الدول الغنية والتجارة معها وأخذ نصيب من خطط تقدمها.
وفى الحقيقىة فأن القلق الإسرائيلى له ما يبرره، وأن كانت المحددات السياسية لا تسوغ المبالغة فى هذه المستجدات الاقتصادية المهمة، والملفت للنظر أن الإسرائيليين لا يقفون موقف المتفرج على هذه التطورات مما تحمله فى رحمها من احتمالات، بل إنهم يضعون أكثر من سيناريو للتأقلم مع هذه المتغيرات والاستفادة منها أيضاً.
لكن ما يهمنا فى هذا المقام هى أن القلق لا يليق بإسرائيل فقط.. بل أننا أحق بالشعور به فى مصر وأن يكن لأسباب مختلفة عن الأسباب الإسرائيلية بطبيعة الحال.
فمراكز قوة الأقتصاد التى انتقلت من مصر إلى دول الخليج البترولية منذ الصدمة البترولية السابقة، تزداد ثقلاً بعد هبوط هذه التريليونات عليها من السماء، أو بالأحرى تدفقها من باطن الأرض، ولنا أن نتوقع أن تنتقل مراكز التأثير السياسى فى أعقابهان الأمر الذى من شأنه أن يضع تحديات وضغوط إضافية على الدور المصرى الأقليمى.
وهى هى إسرائيل تدرس وتفكر وتضع الخطط لمواجهة هذه التطورات فماذا نحن فاعلون؟!
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟