سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 2123 - 2007 / 12 / 8 - 07:10
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
كما لو أن باريس تشهد "ثورة فرنسية" ثانية.
هذا هو الانطباع الرئيسى للمتابع للاحوال الفرنسية هذه الايام، حيث لا تكاد توجد فئة من الفئات الاجتماعية لم تشارك فى الاضرابات والاعتصامات التى شلت الحياة فى فرنسا ، بما فى ذلك العاملون فى مرافق حساسة مثل الموانئ والمطارات والسكك الحديدية، بل القضاة والمحامين أيضا، الذين سبقهم المدرسون والموظفون المدنيون، والعاملون فى البريد، ومأمورو الضرائب ، وضباط الجمارك، ورجال المطافئ والعاملون فى المستشفيات ، ومهندسو الاتصالات وضباط المراقبة الجوية فى المطارات .
ووصل الامر الى درجة ان فرنسا اختفت فيها الصحف لمدة يوم خلال الاسبوع الماضى بسبب توقف العاملين فى شركات توزيع الصحف احتجاجا على خطط اعادة هيكلة هذا القطاع. كما أن عدوى الاضراب الذى شنه طلبة الجامعات احتجاجاً على خطط "الاصلاح" التى تعطى مزيداً من الاستقلال الذاتى للجامعات عن الدولة بدأت تنتشر الى تلاميذ المدارس الثانوية .
وبطبيعة الحال فان الرئيس الفرنسى ساركوزى ، الذى تذرع بالصمت المطلق لبضعة ايام منذ بدء هذه "الثورة"، حاول الدفاع عن نفسه بالحجة الشائعة فى مثل هذه الاحوال ، بالتقليل من حجم هذه الاضرابات والاعتصامات، قائلاً انه رغم اتساع نطاق المهنيين المشاركين فى هذه الاضرابات فان عدد أعضاء النقابات فى فرنسا لا يزيد عن ثمانية فى المائة فقط من اجمالى قوة العمل، وهو رقم أقل بصورة ملحوظة من عدد أعضاء النقابات فى امريكا (12%) أو بريطانيا (30%).
واستنتج من ذلك أنه "لا يمكن السماح لاقلية صغيرة بفرض قانونها على الاغلبية".
وهذه "كلمة" غير مبتكرة، فهى شائعة فى مثل هذه الحالات ، فى كثير من بلدان العالم، وبخاصة فى دول العالم الثالث، وبالتالى فان كان من المستغرب ان يعاد انتاجها فى دولة كبيرة من دول العالم الاول مثل فرنسا.
وغنى عن البيان أن هذا "التمرد" الكبير الذى تشهده فرنسا جاء كرد فعل لخطة "الاصلاحات" التى طرحها الرئيس ساركوزى، وهى خطة تحتقر الابعاد الاجتماعية التى ظل الفرنسيون يعتبرونها خطوطاً حمراء لا يمكن المساس بها..
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟