بمناسبة الذكرى التسعين لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمىا جتماع احتفالي رفيع في موسكو

محمد النعماني
(Mohammed Al Nommany)

الحوار المتمدن-العدد: 2112 - 2007 / 11 / 27 - 10:55
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

أقام التجمع الثقافي السوري بالتعاون مع الشيوعيين السوريين في موسكو احتفالاً كبيراً بهذه المناسبة العظيمة والغالية على قلب كل المناضلين من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية والتقدم الإنساني.

ففي قاعة المؤتمرات في مطعم بالميرا في موسكو اجتمع عدد كبير من ممثلي القوى السياسية والجاليات العربية المختلفة وجمعية الصداقة الروسية السورية ونخبة من الأكاديميين والمستعربين والصحفيين وطلاب الجامعات ليعبروا عن احترامهم العميق ومشاعر التضامن مع الشيوعيين الروس الذين يستمرون في رفع راية أكتوبر وفي الدفاع عن قضايا الشعب العامل والمصلحة الوطنية لروسيا.

وقد حضر هذا اللقاء النائب الأول لرئيس الحزب الشيوعي الروسي, عضو مجلس الدوما, والقائد السياسي المعروف البروفيسور إيفان ميلنيكوف ممثلاً عن قيادة الحزب الشيوعي الروسي.

وبعد الوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الحرية والتقدم والعدالة الاجتماعية افتتح الدكتور محمود الحمزة هذا الاحتفال بقوله أن ثورة أكتوبر هي أعظم حدث في القرن العشرين. لقد هزت العالم وخلقت نظاماً سياسياً جديداً تجسد في قيام أول دولة للعمال والفلاحين في التاريخ. إن انتصار ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى دليل على صحة الأفكار الاشتراكية. كما أن الاتحاد السوفياتي – ثمرة ثورة أكتوبر العظيم - مثال ساطع على احترام حقوق القوميات والشعوب وعلى الصداقة والتضامن الأممي مع الشعوب المناضلة من أجل التحرر والاستقلال والتقدم. ولعبت أفكار ومُثُل هذه الثورة العظيمة دوراً حاسماً في الانتصار التاريخي على الفاشية الألمانية التي شكلت خطراً على البشرية جمعاء. وكان النصر الذي حققه الجيش السوفييتي البطل نصراً لقوى التحرر والاشتراكية. وما النجاحات الهائلة التي تحققت في ظل الدولة السوفييتية من غزو الفضاء وبلوغ نتائج ضخمة في العلم والاقتصاد والخدمات الاجتماعية وفي الرياضة وخاصة في التعليم إلا تأكيد على أهمية الاشتراكية في تفجير طاقات الشعوب وإبداعها.

لكن وللأسف حدثت أخطاء في تطبيق أفكار ثورة أكتوبر أدت في النتيجة إلى انهيار الاتحاد السوفييتي وسقوط النظام الاشتراكي والعودة إلى الرأسمالية في روسيا وعدد من دول أوروبا الشرقية.

ثم تحدث عدد من الأخوة ليهنئوا الرفاق الروس والبشرية التقدمية بهذه المناسبة الكبيرة وهم:

1- د. محمد بدوي – سكرتير منظمة الحزب الشيوعي السوري في روسيا

2- د. وفيق الشاعر – رئيس الجالية الفلسطينية في روسيا

3- محمود حسين – رئيس البيت الكردي في روسيا

4- د. حسان نصر الله – عن القوى الوطنية والتقدمية اللبنانية

5- د. علي إسماعيل – باسم قيادة الجالية السورية ومنظمة حزب البعث العربي الاشتراكي في روسيا

6- د. أحمد مذبوح – باسم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين (فرع روسيا)

7- د. محمد عيد الجوهري (أبو فراس) – باسم التجمع الثقافي السوري

وقد أكد المتحدثون على أهمية وحيوية أفكار وقيم ثورة أكتوبر التي شكلت قاعدة ودعماً هائلاً لقوى التحرر الوطنية في العالم ووقفت إلى جانب البلدان لنيل حقوقها الوطنية وتحقيق تقدمها الاجتماعي والاقتصادي والتقني. فلقد لعب الاتحاد السوفييتي دوراً حاسماً في مساعدة سوريا على نيل استقلالها عام 1946 وفي دعم الثورات في الصين وكوبا وفيتنام وكوريا . كما وقف الأصدقاء السوفييت دوماً إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني العادلة. كما أن أفكار الاشتراكية التي شرع في تطبيقها في الاتحاد السوفييتي ألهمت الشعوب دروساً في النضال من أجل مستقبل مشرق خالٍ من الاضطهاد الطبقي والقومي.

وشكر المهنئون الحزب الشيوعي الروسي على مواقفه الأممية وثباته على طريق النضال في سبيل المبادئ الاشتراكية التي أثبت التاريخ صحتها وحيويتها إذا ما طبقت بشكل أمين دون تحريف أو تشويه. كما أكد المتحدثون على ان الأسباب التي خلقت ثورة أكتوبر ما زالت موجودة الآن وأصبحت أكثر حدة وهذا يتجلى في النهوض الثوري في بعض بلدان أمريكا اللاتينية. إن أفكار ثورة أكتوبر لن تموت.

وبعد إلقاء كلمات التهاني قدم الرفيق إيفان ميلنيكوف باسم قيادة الحزب الشيوعي الروسي ميداليات تذكارية بمناسبة الذكرى التسعين لثورة أكتوبر لعدد من الأخوة لقاء مواقفهم النضالية ودورهم في تعميق الصداقة الأممية وهم الأخوة:

1- د. توفيق إبراهيم - بروفيسور في جامعة موسكو للعلوم التربوية وفي معهد الاستشراق وباحث معروف في الفلسفة والدراسات الإسلامية

2- ناديا غندور - صحفية وناشطة اجتماعية معروفة

3- د. محمد بدوي – سكرتير منطمة الحزب الشيوعي السوري في روسيا – رجل أعمال

4- د. خالد عثمان إبراهيم – شخصية شيوعية معروفة وعضو قيادة التجمع الثقافي السوري في روسيا

5- الرفيق محمد عيد الجوهري ( أبو فراس) – رئيس التجمع الثقافي السوري في روسيا وعضو الحزب الشيوعي الروسي – رجل أعمال

6- أ.د. محمود الحمزة – استاذ جامعي وباحث علمي في معهد تاريخ العلوم والتكنولوجيا(التابع لأكاديمية العلوم الروسية) وعضو قيادة التجمع الثقافي السوري في روسيا

7- د. عزام آل رشي – رئيس الجالية السورية في روسيا – رجل أعمال

8- د. وفيق الشاعر – رئيس الجالية الفلسطينية في روسيا – رجل أعمال

9- د. محمود حموي – شخصية اجتماعية معروفة – رجل أعمال

10- محمود حسين – رئيس البيت الكردي في روسيا

11- د. جهاد هشوم – عضو قيادة التجمع الثقافي السوري في روسيا – رجل أعمال

12- د. أحمد مذبوح – مسؤول منظمة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في روسيا

13- د. حسان نصر الله – من القوى الوطنية والتقدمية اللبنانية – رجل أعمال

بعدها شكر د. محمود الحمزة باسم المكرمين قيادة الحزب الشيوعي الروسي على تكريمهم بهذه الميدالية التذكارية القيمة التي سيحفظونها بكل حب وسيبقون مخلصين لأفكار الاشتراكية وللصداقة مع الحزب الشيوعي والشعب الروسي.

وأعطيت الكلمة للرفيق إيفان ميلنيكوف حيث هنأ الأخوة الذين تكرموا بميدالية أكتوبر وقال أن الذين يستحقونها كثر. وشكر التجمع الثقافي السوري والشيوعيين السوريين على تنظيمهم لهذا الاحتفال الرائع وشكر الجميع على المشاركة والتضامن مع الحزب الشيوعي الروسي.

وقال ميلنيكوف أن لثورة أكتوبر قيمة تاريخية كبيرة. وأن مبادئ هذه الثورة في إقامة السلم والعدالة الاجتماعية ورفع الظلم والاضطهاد عن الفقراء وتحقيق التضامن الأممي بين القوميات والشعوب واحترام كرامة الإنسان وإعطائه الفرصة ليحقق أحلامه ويخدم وطنه وشعبه كل ذلك لم يسبق له مثيل في تاريخ الإنسانية.

وأكد أن الاتحاد السوفييتي أصبح دولة عظمى بفضل القيادة الحكيمة للحزب الشيوعي السوفييتي ووحقق نجاحات هائلة مثل افتتاح عصر الفضاء وتطوير العلم في جميع فروعه وتنمية الاقتصاد وكان في الاتحاد السوفييتي افضل نظام تعليمي في العالم . كما أصبحت بلاد السوفييت سنداً قوياً لكل الشعوب في كفاحها ضد الاستعمار ومن أجل التحرر والتقدم فقدمت مساعدات كبيرة للعديد من الدول في تنميتها الاقتصادية والاجتماعية وخير دليل على ذلك تخريج الآلاف من المهندسين والأطباء والعلماء الأجانب من جامعات ومعاهد الاتحاد السوفييتي.

كما أشار إلى أن تجربة الاتحاد السوفييتي انهارت بسبب وجود أخطاء في تطبيق أفكار ثورة أكتوبر الاشتراكية. والمهم كيف نتعامل مع الأخطاء. وأضاف يجب أن لا نعطي لتلك الأخطاء صفة مطلقة.

وتحدث الرفيق ميلنيكوف عن الوضع المعاصر لروسيا الاتحادية وقال أن انهيار النظام السوفييتي شكل كارثة للشعب الروسي فقد ضاعت منجزات الاشتراكية وظهرت فئة قليلة من الأغنياء الروس سيطروا على معظم ثروات البلاد الهائلة مثل النفط والغاز وبيعت الأراضي والغابات والمصانع للرأسماليين وظهر في روسيا طبقة واسعة من الفقراء. والآن الحزب الشيوعي الروسي يقف في صف المعارضة ويناضل من أجل حقوق الشعب العامل ويعاني من التضييق والتمييز من قبل السلطة في مختلف المجالات.

لكن الشعب الروسي , بعد أن ظهرت مساوئ الاقتصاد الرأسمالي, بدأ يتجه أكثر فأكثر نحو الحزب الشيوعي الروسي ويسانده في الانتخابات. وتؤكد نتائج الاستطلاعات التي أجريت مؤخراً تزايد شعبية الشيوعيين ولذلك فقد نجحوا لأول مرة في انتخابات برلمان موسكو الأخيرة ولهم قبول خاص بين العلماء والمثقفين والعمال وأبناء الأرياف. إلا أن موسكو وسانت بطرسبورغ تشكل أصعب الساحات أمام الشيوعيين لارتفاع مستوى الدخل وكثرة الأغنياء فيهما.

ودعا الرفيق ميلنيكوف جميع الأخوة الحضور وخاصة مواطني روسيا ذوي الأصول العربية إلى التصويت لصالح المرشحين الشيوعيين في انتخابات مجلس الدوما الروسي (البرلمان) في 2 كانون الأول – ديسمبر 2007 وإلى المشاركة في التظاهرة الاحتفالية التي ستقام يوم 7 تشرين الثاني- نوفمبر 2007 بهذه المناسبة العظيمة. وأشار إلى أن عدد الوفود من الأحزاب الشيوعية العالمية التي ستشارك في هذا الاحتفال التاريخي يصل إلى أكثر من 70 وفداً بما فيهم من البلدان العربية وأمريكا اللاتينية وغيرها.

وعرض بعض التوجهات في برنامج الشيوعيين الانتخابي التي تركز على إعادة السلطة للشعب وعلى رفع مستوى معيشة الناس البسطاء الذين يكتوون بنار غلاء الأسعار الجنوني في روسيا. كما يؤكد برنامجهم الانتخابي على إستعادة الدولة لثرواتها من الأغنياء الذين سيطروا عليها نتيجة الخصخصة في حقبة يلتسين المشؤومة.

ولقد لقيت كلمات الرفيق ميلنيكوف ارتياحاً وتعاطفاً كبيرين من قبل الحضور.

واقترح المشاركون في الاحتفال ضرورة دعم مرشحي الحزب الشيوعي الروسي في انتخابات مجلس الدوما القادمة لمواقفه الكفاحية ولتأييده لقضايا الشعوب العادلة.

وبهذه الروح التضامنية اختتم الاحتفال.

#محمد_النعماني (هاشتاغ)       Mohammed__Al_Nommany#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات