مهداة لروح إبنتي الصغيرة نورهان الأولى
طفلتي نورهان
مشيتُ طويلا وإذا أنا أجد نفسي في شارع يبحث عن الماضي
حيث مقبرة مدينة أوبسالا الجامعية في القطب الشمالي القارص
وقفتُ أمام قبر طفلتي التي دفنتها بيدي المرتجفتين، وتذكرتُ في الحال براءتها حين كانت تنام بين يدَيَ ونفسها المطمئنة في كبد السماء تسكن بجوار بارئها. زارتني ذكريات الحب الحزين، وأنا على الدراجة الهوائية أمشي، نعم أمشي، وأمام ناظِرَيَ خديها الحمراوين، وروحها تبتسم في العلياء ودمعة تنبع من نفسي وتسير في جدول خدي إلى الشفتين وتدخل أعماقي إلى النفس. وظلام من خشية القبر، وسلام من نور البرذخ النوراني إلى يوم الحشر.
أوبسالا 22 مارس آذار 2001
الأبوة
أين أنا من ذاكرتي ونورهان رحلت عني بلا وداع؟
كانت ترقد في المستشفى بعيدا عن ألعابي، وأنا أبحث عنها بين ضياعي، وكل الذين حولي لا يفهمون مرادي. كانت تنشد بلغة السكينة على فِراش الموت أنشودة الألغاز، وتقول عندكم ما تحبوها. ورحلت وأنا أفكر بيوم الرحيل إليها، فقد غابت الشمس، وحجب القمر بغيوم القهر، وجفت ينابيع العيون، وازداد الهجر . فلا إبتسامة أراها من فمها العنبري الصغير ولا عطف يأخذني اليوم إليها، ولا أنا أعرف طريقي إلى الرحيل.
أوبسالا 23 يوليو/تموز 2003