أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - لمثقف الجلاد














المزيد.....

لمثقف الجلاد


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2107 - 2007 / 11 / 22 - 02:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ادائما وعلى مر التاريخ هناك معادلة مخجلة بين المثقف والسياسي. هذا ما تكلمنا وكتبنا عنه كثيراً. والسؤال المحرج بالنسبة لنا كمثقفين، هو: لماذا تكون المعادلة ـ دائماً ـ بهذا الشكل الفج. أقصد لماذا يكون المثقف هامشاً على متن السياسي؟
أعتقد بأن الجواب التبريري سيقول وبسرعة: لأن السياسي مستبد، وميال للعنف، ومغرق بالنرجسية. وأظن من جهة أخرى بأن الجواب الصريح سيقول: لا بل المثقف هو السلبي والمتهاون والميال للدعة والسلامة.
الأكيد أن هناك معادلة قوامها طرفان يتنافسان على التحكم بالقرار. وهناك من جهة أخرى قوانين تحكم هذا الصراع. عليه لا بد من أن يعمد الطرف الأضعف للبحث عن كيفية تغيير النتائج.
صحيح أن السياسي يمسك بقوة السلاح والمال، لكن هذا هو الحال دائماً فهل يجب أن تبقى المعادلة محكومة بهذا المنطق؟ ثم ألا توجد قوة لدى المثقف توازي وربما، تتفوق على قوة النار وتأثير المال؟
القضية باختصار هي أن المثقف سلبي ومهزوم وضعيف دائماً. وإلا فلماذا لا يظهر لدينا مثقف (جلاد) على طريقة السياسي الـ(جلاد) لماذا لا تنعكس معادلة الجلد بين السياسي والمثقف، خاصَّة في وضعنا العراقي الراهن. فالعراق مسيطر عليه من قبل السياسيين وكثير منهم ارتجاليون وانتهازيون وفاسدون. وليس من المنصف ولا من اللائق أن يبقى المثقف يراقب فقط، أو ينتقد بخجل أو خوف. وقوف المثقف عند حافَّة القلم تكريس لهزيمته.
أفكر دائماً بالمثقف الجلاد، ربما لأنني مصاب بنوع من أنواع النزعات العدوانية. وربما لأنني أشعر بالهزيمة لأنني لا أستطيع أن أفعل شيئاً لمن يقع على رؤوسهم وبال الفساد، من فقراء العراق وأطفال العراق ونساء العراق وشيوخ العراق.. الخ.
يوم أمس تفتقت غريزتي العدوانية عن فكرة برنامج تلفزيوني أسميته (المحكمة) البرنامج سيقلب المثقف العراقي الى جلاد. وفكرته باختصار كالتالي:
ديكور البرنامج يشبه المحكمة تماماً، المقدم يجلس كما القاضي والسياسي (المتهم بالفساد) يجلس كما المتهم، ثم تجري المحاكمة التي يعمل (المثقف) خلالها على محاصرة المتهم بالوثائق، ويترك المجال الكافي لهذا المتهم ليرد التهم عن نفسه. ثم ينتهي البرنامج بالحكم على المتهم بالبراءة أو بثبوت الذنب. بعد ذلك يستعرض المقدِّم لائحة بأسماء المطلوبين ممن توفرت بحقهم وثائق كافية.
فوائد مثل هذا البرنامج مهمة، فهو أولاً: يقطع الطريق على المزيد من الفساد، فمع (الفضيحة) التي يشكلها البرنامج لا يعود أمر العبث بمستقبل العراقيين متاحاً لهذه الدرجة، وثانياً: سيجبر ومن خلال لائحة الأسماء التي تستعرض بنهاية البرنامج جميع من يتهم بالفساد على الحضور أو يتحمل ثبوت التهمة بحقه. وثالثاً: سيحرك الضمير العراقي العام الذي أخذ ينسجم مع جرائم الفساد. ورابعاً: سيحرك الساكن من القضاء العراقي الذي يبدوا أن السياسي يمسك بخناقه بشكل مخجل.
لكن هناك مشكلتين تواجهان هذه (المحكمة) الأولى هي توفر المقدم، فمن يخاطر بفتح النار على (المجرمين)؟ والثانية هي القناة، فأي قناة تقبل بمثل هذه الحرب؟ لهذا السبب فالخيار الوحيد يتردد بين الشرقية والحرّة، فالمقدم بكلتيهما سيكون خارجا عن مدى (المسلحين) العراقيين، كما أن كلتا القناتين متمردة على المسؤولين، غير أن المشكلة مع الشرقية أنها ستحاكم المسؤولين الذين ينتمون لمكون واحد من مكونات العراق. أي أن المحكمة فيها ستكون غير عادلة، إذن الكرة متروكة بملعب قناة الحرة.




#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشائر السادة (الرؤوساء)
- عشائر السادة الرؤساء
- أوهام (الكائن البشري)
- الروزخون
- الكتابة عن الموت.. بكاء المقبرة الموحش
- وطن بلا اسيجة.. تفكيك مفهوم الوطن وتشريح عمقه الدلالي
- الثقافة العار
- حاجات الجسد أطهر من حاجات الروح
- قلق الأديان... العودة بالدين لمربع الحاجات البشرية
- الكتابة عن الموت... الموت يركب خيوله
- الكتابة عن الموت.. الحنين إلى الرحم الأول والملاذ الأخير
- الكتابة عن الموت... تداعيات ما قبل الشروع بالنهاية
- تفاحة آدم.. نبش العمق الانثروبولوجي للتميز والاقصاء (2-2)
- تفاحة آدم.. نبش العمق الانثروبولوجي للتمييز والاقصاء (1-2)
- عقلية المواجهة... قراءة في كتاب (امبراطورية العقل الأميركي) ...
- قرية العراق.. الحاجة للانثروبولوجيا السياسية
- العائد مع الذات
- مرض الزعامة
- سرد الشياطين
- العودة إلى القرية


المزيد.....




- اتهمت جيفري إبستين باستغلالها جنسيًا.. رواية فيرجينيا جوفري ...
- فيديو: انهيار ناطحة سحاب في بانكوك جراء الزلزال يثير تساؤلات ...
- إسرائيل تعلن توسيع نطاق عمليتها العسكرية في غزة مع إخلاء -وا ...
- عملية أمنية أوروبية تطيح بشبكة ضخمة لاستغلال الأطفال جنسيا و ...
- اتهام موظف رفيع في وزارة أمريكية بالقرصنة الإلكترونية
- مستشار ترامب: الرئيس قادر على إيجاد طريقة للترشح لولاية ثالث ...
- مشروبات الجمال والصحة
- -ما حدث في غرينلاند يمكن تكراره في إسرائيل- - هآرتس
- ترامب يستعد لـ -أم المعارك- التجارية: العالم على شفير هاوية؟ ...
- مناورات صينية بالذخيرة الحية حول تايوان تحاكي ضرب موانئ ومنش ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - لمثقف الجلاد