أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف ابو عيشه - من يقود سيارتنا ؟!














المزيد.....

من يقود سيارتنا ؟!


نايف ابو عيشه

الحوار المتمدن-العدد: 2107 - 2007 / 11 / 22 - 09:13
المحور: الادب والفن
    


حين اخبر الرجل اولاده انه قرر شراء سيارة اقتصادية صغيرة مطلع الشهر القادم , لاهميتها للعائلة ولزومها وقت الضرورة , وخاصة توصيلهم لمدارسهم في الصباح مبكرا , وشراء لوازم البيت من البقالة البعيدة , ونقله الى مكان عمله , ولزيارة الطبيب لاي منهم عند الضرورة . ما ان سمع الاولاد بالخبر حتى هللوا وقفزوا متصايحين من الفرحة , غير مصدقين انفسهم انهم اخيرا سيمتلكون سيارتهم الخاصة كالآخرين , قال اكبرهم بانفعال ,
- ا سمعوا جميعكم . من هسه انا شوفير السيارة وانا المسؤول عنها .
علق شقيقه الاصغر منه مباشرة , بنبرة ساخرة ,
- انت اصلا ما بتعرف تسوق منيح . انا الشوفير لاني معلم بالسواقة .
قال شقيقه الثالث , وهو يفرك يديه من الفرحة ,
- وانا اقعد بالكرسي الامامي جنب الشوفير , عشان اتعلم كيف اسوق .
صاح الرابع وهو اصغرهم جميعا ,
- هذا انت بتحلم , انا بالكرسي الامامي جنب بابا !
قالت شقيقتهم الصغرى والوحيدة , وهي تمسد شعر شقيقها بنبرة ودية , وتنظر للاخرين,
- لا انت ولا هو حبيبي , الكرسي الامامي محجوز للماما .
رد عليها شقيقها الاكبر بنبرة قاطعة ,
- انتي ما تتدخلي . انا الشوفير , وبابا جنبي بالكرسي الامامي , وانتي وماما بالكرسي الوراني, واحد يقعد معكم , والصغار في الخزانة ورا , هيك محلولة الشغلة .
رد شقيقه الاصغر منه بنبرة لا تخلو من السخرية ,
- اما انت اناني صحيح . كيف بدك تسوق السيارة فينا وانت غشيم بتهكش تهكيش بالسواقة , والا بدك تضيعنا من اولها ؟
علق شقيقه الثالث ,
- احسن حل, كل واحد يسوقها يوم .
علقت الام مازحة وهي تتابع حوارهم بصمت,
- خلص. كل واحد بوخذ شوط عليها , وكلكم تتعلموا السواقة في شهر زمان .
قال اكبرهم باصرار ,
- اذا هيك . انا اول واحد يجربها , واوخذها عند الميكانيكي يفحصها , وبعدين اغير لها الزيت واغسلها في المشحمة .
صاح اصغرهم بانفعال وهو يقف امام شقيقه محاولا اقناعه ,
- خذني معك , وخلص بعد اليوم ارد عليك بكل شيء .
علقت البنت بنبرة معاتبة ,
- كل واحد منكم بفكر بحاله " اللهم اسالك يا نفسي " هاي اسمها انانية .
عاد الصغير يصرخ وهو يكاد يبكي ,
- ما خصني . هاي انا بقول لكم ان ما بقعد الا بالكرسي الاول .
قال الاكبر بنبرة مماحكة ,
- لا يا حبيبي كيف تقعد قدام , واذا مسكونا الشرطة يخالفونا ,ويمكن يسحبوا الرخصة , ويمكن فيها سجن كمان . وبعدين انت شو فارقة معك الكرسي الامامي او الوراني ؟
سالت الام معاتبة ,
- طيب وانا وين بدكم تقعدوني , والا نسيتوني وما حسبتوا حسابي ؟
صاح الصغير فجاة
- والله اذا ما قعدتوني باول كرسي الا انفس عجال السيارة , عشان لا تروحوا ولا تيجوا .
رد الاكبر مهددا اياه وهو يمسكه من ذراعه بقوة ,
- والله اذا نفست العجال لاقبرك . فاهم والا لأ ؟!
قال شقيقه الثاني وهو يدفع الصغير بعنف ,
- الله ينفس راسك اللي قد البطيخة . كيف تنقس العجال وتصير السيارة كوم حديد ؟!
فالت الام وهي تمسد راس الصغير وتضمه اليها ,
- خلص انا بقعد قدام واحطك بحضني , ما تزعل .
قال شقيقه الثاني , بنبرة احتجاج ,
- والله غير يبوز من كثر الدلال , خلص ينقلع ورا ويسكت . أف , احنا بدنا نظل ندلع ؟
صاح الصغير وهو يبكي , وينفلت من امه بعنف , ويرتمي على الارض ,
- لا ما بدي . انا لحالي بالكرسي الاول عند بابا . انتو ما خصكم بي , فاهمين ؟!
صرخ بهم الاب فجاة بعصبية وهو ينهض من مكانه ويلقي بالسيجارة من يده بعنف ,
- اما صحيح انكم اولاد قليلين ادب . يلا كلكم انزلوا من السيارة , ولا واحد يركب فيها لا قدام ولا ورا . فاهمين ؟
وقبل ان يخرج من الغرفة استمر يعنفهم لانهم ازعلوا الصغير ولم يحترموا والديهم . وفحأة رن جرس الهاتف . فاذا صاحب البقالة يعاتبه لانه لم يدفع شيئا من الدبن المتراكم عليه والذي صار ثقيلا زيادة عن الحد , وعندما رن ثانية كان التاجر الذي اشترى منه الغسالة والثلاجة يذكره باقتراب موعد القسط الشهري . عندما غادر البيت حانقا مهموما لاقاه الجابي قادما لياخذ أ ثمان المياه والكهرباء !

بقلم : نايف أبو عيشه
19 /11/2007



#نايف_ابو_عيشه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يوميات معلم مشاغب !
- ابو المقالب (1) !
- -في الادب والسياسة- مفاتيح الرجال !
- حوار ديمقراطي مع نملة !
- بلعين تهزم جدار الفصل !
- -فويل للمصلين- من بطش الحاقدين !
- جرحنا النازف في غزة
- عن الفلتان الغذائي !!!
- -حماس- : اجتهدت كثيرا وسقطت بجدارة في الامتحان !
- مشهد من فصول الانقلاب في غزة الحكم قبل المداولة !!!
- عن أي حوار يتحدثون ؟؟؟


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف ابو عيشه - من يقود سيارتنا ؟!