سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2105 - 2007 / 11 / 20 - 11:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الجنرال جوني أبو زيد ، المرتزِق اللبناني ، الملقّب " العربيّ المجنون " ، والقائد العسكريّ الأعلى مَرتبةً بعد الجنرال تومي فرانكس ، في العراق المحتلّ ...
هذا الجنرال المرتزِق ، تقاعدَ ، أسوةً بمن كان آمرَهُ ، أي ، تومي فرانكس .
ويبدو أن المتقاعد يكتسب فجأةً موهبةَ الحديث أو الكتابة .
تومي فرانكس أصدر كتاباً عن حـربه الخاطفة في بلاد ما بين النهرَين . أمّا أبو زيد فقد أكثرَ من التصريح والتلميح .
ومن بين تصريحاته الأكثر إثارةً قولُهُ إن على الولايات المتحدة الإبقاء على تواجدها العسكريّ في العراق لمدةٍ تتراوح بين أربعين وخمسين عاماً .
ليس من غرابةٍ في هذا القول ، فالتاريخ الاستعماري للولايات المتحدة ( حتى القريب منه ) يؤكـد ما قاله الجنرالُ المرتزِق ، وأمامنا أمثلةُ اليابان وألمانيا والفلبين ...
محلّياً يحمل التصريحُ مؤشرَين :
أوّلُهُما - النسيان الكامل لأكذوبة " التحرير " .
وثانيهما - وضعُ الإدارةِ المحليةِ العراقيةِ موضعَها ، باعتبارها إدارةً تابعةً تماماً للاحتلال .
*
لكن ثمّتَ أموراً تجعلُ الـحُـلمَ بالبقاء المديد أكثرَ تعقيداً مما يُظَن ّ .
من هذه الأمور أن الرفض الشعبيّ للاحتلال وإدارته يزداد عمقاً وإصراراً ، كما يزداد تنوّعاً في أساليبه .
ومنها أن الشعب الأميركيّ نفسه ضاق ذرعاً بهذه الحرب التي تبدو بلا نهاية حتى بـعد الأعوام الأربعين للـمرتزِق اللبناني .
ومنها أن إدارة بوش ذاهبةٌ إلى الجحيم بعد أشهر معدودات .
وفي ساحة " اليونيون سكوَير " بنيويورك ، تجري منذ الآن الاستعدادات للاحتفال برحيل جورج دبليو بوش إلى أتربةِ النسيان .
*
المشكلة تظل مع الوكلاء المحليين .
بعضُهم ( الأشد تفاؤلاً وغباءً ) خطّطَ لولاية حفيده .
وبعضُهم خطّطَ لولاية ابنــهِ .
وبعضُهم خطّطَ لهروبٍ مريحٍ واستمتاعٍ بممتلكات الخارج .
*
يا للبؤس !
الهاشميون في العراق خطّطوا للأحفاد .
صدّام حسين خطّط للأولاد .
أمّا ممتلكات الخارج فلسوف تعادُ إلى الـمِـلْكية العامّة للشعب العراقيّ بعد التحرير الذي يقتربُ حثيثاً .
لندن
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟