أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسام الهلسه - عن مثقف انتحر احتجاجا:تيسير السبول...انحنى وظلت مشاغله














المزيد.....

عن مثقف انتحر احتجاجا:تيسير السبول...انحنى وظلت مشاغله


بسام الهلسه

الحوار المتمدن-العدد: 2108 - 2007 / 11 / 23 - 08:32
المحور: الادب والفن
    


} طائرٌ غنى قليلاً ..
فوق غصنٍ.. ثم طار
قلت: هذا طائر العمر
إلى الأفق إستدار
للمدى الأرحب، قد أسلم جنحيه، ونهباً للمدى
سوف يغدو ..
وَيْ لَعُمرٍ هو كالثوب المُعار ! {

من ترجمة "تيسير السبول" لرباعيات "عمر الخيام"
* * *
* لا أذكر تماماً متى التقيته أول مرة.. ربما في بدايات العام 1973م..
كان ذلك في مكتب الشاعر "عز الدين المناصرة" في مبنى الإذاعة ، عندما دخل تيسير السبول، وقدمني له المناصرة كفتى شاعر واعد!!
رمقني تيسير بنظرة ودودة، وتناول الدفتر الذي كنت أحمله وفيه محاولاتي الشعرية الأولى، وأخذ يقلب صفحاته، ليدعوني من ثم إلى مكتبه، طالباً أن يحتفظ بدفتري لبعض الوقت، ليختار منه ما يقدمه في برنامجه الإذاعي "الأدب الجديد" على ما أذكر...
عندما زرته في المرة الثانية، أعاد لي الدفتر وقد وشّاه بتعليقات وملاحظات مكثفة على عدد من القصائد.. -إن جاز لي تسميتها كذلك-؟
وربما لا زال هذا الدفتر موجوداً لدي، إذ إحتفظت به أمي –بين ما احتفظت به من أشيائي القديمة- بعدما غادرت الأردن في خريف 1974م، لأعود إليها في أواخر التسعينيات من القرن الماضي.
* * *
فيما بعد التقيت تيسير (أبو عتبه) في لقائين خاطفين كتعليقاته.. وقد بدا لي حيوياً، لماحاً، يفيض بالحماسة.. على تباين مع الصورة التي إرتسمت في ذهني عنه عند قراءتي لديوانه "أحزان صحراوية"، الغنائي الرومانسي الحزين، ولقصته "أنت منذ اليوم"، المتوترة الساخطة، التي كتبها غداة هزيمة حزيران 1967م الساحقة المذهلة، والتي تركت فيَّ إنطباعاً قوياً إستحضرته في الحوار التلفزيوني الذي أجرته معي المخرجة "ربى عطيه"، قبل سنوات قليلة، ضمن برنامجها "مئة كتاب في القرن العشرين".
* * *
بناءً على الصور والإنطباعات التي كونتها عنه، صدمتُ حينما سمعت بنبأ اختياره الرحيل ضحى يومٍ عَمَّاني خريفي في الخامس عشر من تشرين ثاني- نوفمبر- 1973..
بدا لي انتحاره محيراً ولم استوعبه، رغم ما قرأته وسمعته مما كتبه وقاله أصدقاؤه وعارفوه المقربون..
لكنني إحتفظت بتفهم وتقدير له، عبرت عنه في مقالة كتبتها أواسط السبعينيات الماضية ونشرتها جريدة "الوطن" الكويتية، وكذلك في الندوة الاستعادية التي كُرِّست لذكراه السادسة عشرة (خريف 1989) وأقيمت في مقر "الإتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين" بدمشق، وتحدثت فيها إلى جانب الراحلين العزيزين: "غالب هلسا" و"فواز عيد".
في كلمتي في الندوة، التي وسمتها بـ"محنة الوجود المنتهب.. والذات المُضَيَّعة"، سعيت لتقديم مقاربة لما فهمت أنه "تيسير السبول".. أقول: (مقاربة)، لاعتقادي بأن "الانتحار" يظل إختياراً شخصياً شديد الخصوصية، استثنائياً وخارقاً للعادة، يصعب كثيراً إعطاء رأي قطعي بشأنه.. خصوصاً عندما يتعلق الأمر بشخصية "مركبة" متعددة الحضور مثل تيسير..
فهمتُ إنتحاره، الذي حدث مباشرة بعد وقف إطلاق النار في حرب "رمضان" (تشرين الأول- أكتوبر- 1973) العربية- الإسرائيلية، كفعلٍ إحتجاجي عنيف لمثقفٍ عربي مرهف، متوتر، شغله منذ بواكير وعيه، الوجود والمصير العربي، وعاينه بحساسية عالية، كوجود منتهب، مُهان، مبدد، يسحقه غزاة طامعون وطغاة قامعون...
مثقف إمتلأت روحه شوقاً لرؤية قيامة وخلاص أمته.. وتطلع مثلها لدور كبير ينهض به.. وهو ما يمكن تتبعه واستقراؤه في حياة تيسير وكتاباته الأدبية والفكرية..
ومع خيبة آماله وتبددها.؛ تكثف الشعور بالفجيعة والإنكسار لدى "العربي الغريب"... وإذ لم يكن لديه ايما عزاء -وكانت الطريقة الاحتجاجية الدامية التي إقترحها الأديب الياباني "يوكيو ميشيما"- ماثلة أمامه، تناول تيسير المسدس.. وضغط على الزناد.. مصوباً إلى الرأس، لينحني ويصمت إلى الأبد...
فيمــا لــم تــزل كتــابــاتــه -وإنشغـالاته خـاصـة- قـائمـة حيـة علـى جـدول أعمـال المعنييـن..
وربمــا بــإلحــاح أكبــر..

[email protected]

*واحة العرب



#بسام_الهلسه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة السويس:ذكرى مولد امة
- آنَ لي أن أرحلَ... أن اخرج مني علي!؟
- اللامبالاة.؟؟
- حدائق القلب
- عنترة:ضد العنصرية!!
- ... أن تحيا الجزائر
- مُتنبئيَّات:مختارات من المتنبي
- تنسيق المزاج !!- مختارات شعرية-
- العرب .. والإعراب !؟
- غلبتني -آن-...من موريتانيا درسان
- حبال من رمل !؟
- عن الضجيج، واللغو، وإنتاج الغباء أيضاً!!
- حول تعليم السيناريو ..
- وردة الروح
- نكبة النكبة: -كان ما سوف يكون- ؟؟
- بؤسُ العالم..
- الجوهرة والستار .. !؟
- معنى الكرامة: درس من شافيز
- ذات أكتوبر روسي... ذكرى ثورة هزت العالم
- أربعون عاماً على رحيله... جيفارا .. جيفارا


المزيد.....




- رجع أيام زمان.. استقبل قناة روتانا سينما 2024 وعيش فن زمان ا ...
- الرواية الصهيونية وتداعيات كذب الإحتلال باغتيال-محمد الضيف- ...
- الجزائر.. تحرك سريع بعد ضجة كبرى على واقعة نشر عمل روائي -إب ...
- كيف تناول الشعراء أحداث الهجرة النبوية في قصائدهم؟
- افتتاح التدريب العملي لطلاب الجامعات الروسية الدارسين باللغة ...
- “فنان” في ألمانيا عمره عامين فقط.. يبيع لوحاته بأكثر من 7500 ...
- -جرأة وفجور- .. فنانة مصرية تهدد بمقاضاة صفحة موثقة على -إكس ...
- RT العربية توقع مذكرة تعاون في مجال التفاعل الإعلامي مع جمهو ...
- عاجل | معاريف عن وزير الثقافة الإسرائيلي: نأمل التوصل إلى صف ...
- نزلها سريعًا!!.. واتساب يُطلق ميزة الترجمة الحية في الدردشة ...


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسام الهلسه - عن مثقف انتحر احتجاجا:تيسير السبول...انحنى وظلت مشاغله