ثائر شاكر السرحان
الحوار المتمدن-العدد: 2107 - 2007 / 11 / 22 - 09:00
المحور:
الادب والفن
في المساء الثقيل.
في المساء المكرر للمرة الألف.
تفتح اذرعها في الظلام مئات من الرغبات الحزينة.
مئات من الرغبات الدفينة.
مئات من الرغبات التي لم تجد غير ظلمة هذا المساء لتصعد من مدفن الذاكرة.
و إذ تتجسد في صورة امرأة أو حمامة.
شجر أو غمامة.
دمعة, بسمة, أو رؤى هائمة.
تتداخل ثم تغيب مخلفة وحده الحزن يملكني و الحنين.
هاجس
شيخ طاعن.
يجلس كل صباح في ركن المقهى منفردا.
بين أصابع يمناه لفافة تبغ لا تبرحها.
حولت اللون الذابل للجلد للون الحناء.
لسلاميات اليسرى عالمها حين تطقطق خرزات المسبحة الملساء.
عيناه مسمرتان على الشارع.
و ما فيه من الباعة و النسوة و الأطفال.
لم أدر أكان يحدق في الشارع و الباعة و النسوة و الأطفال.
مثل اله يرقب عالمه بحنو.
أم كان البصر المنهك للشيخ .
ينظر في محض فراغ.
ولا يشعر إلا بدنو حوافر موت مسرع.
سهاد
في ليله أمس استيقظت من الحلم الكابوس
مرتعبا من حيوانات أسطورية
كانت تعوي في وجهي
وأفاع ضخمه
تلتف على عنقي
تكتم أنفاسي حتى أن الموت غدا اقرب لي من حبل وريدي
فخذان من اللحم الدافي سدت حلقي
فتشنجت الأعضاء من الرغبة والحنق
حين صحوت من الكابوس الغيبوبة
كانت دقات الساعة تحصيني ثانيه..ثانيه
تك..تك..تك
أحسست برأسي اكبر من حجمه
اثقل من أن يحمل
وكأن الخمرة فيه رصاص
وكأن ظلام الليل رصاص
تك..تك..تك
إيقاع للرقص في حفله عرس للزنج ولعد النبض
أحسست بأن الساعة عند الحائط تضحك مني بتكات أغبى من أن تنهيني
لكني اعجز من أن أسكتها
تك..تك..تك
ذكرني رأسي المثقل بالخمر برأس خططه دالي في لوحه
سماها الحلم
مستند ذاك الأس بعكاز تحت الذقن أخر تحت الشفتين
وثالث عند الألف لكي لا يسقط
فأنت الروح وسكنت فؤادي بالذكرى حتى طلع الخيط
الأبيض من فلك الخيط الأسود
#ثائر_شاكر_السرحان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟