طلال الشريف
الحوار المتمدن-العدد: 2103 - 2007 / 11 / 18 - 10:02
المحور:
الادب والفن
في لحظة سهو تركتي ديار
وشباب صغار والملكة والختيار
وعبرتي محيط الأطلسي الهدار
كنت بسمة الملاح فوق السفينة
وكنت تحملين مفاتيح القلوب والأفكار
و أحرقت أيضاً ما تبقي لقلبي من وقود
أشرعة مشرعة كانت تنتظر دائماً رياحك
وفاتنة جميلة تستظل بظلك
لم أعرف أنها بهذه الرقة إلا لاحقاً
فقط كنت أعرف أن صوتها يشبهك كثيراً
وألقيتنا جميعاً في يم لا يسكنه إنس ولا جان
وأعلنت البراءة مما كان
إعصار عشقي أيضاً كان عنيفا .. مزلزلاً
وقد غمرك بمياه لم تعرفيها قط
ولم يعد لك من آثار في أجمل دار
فتصاغرت بحجم دنقلة
يقذفها الريح مع الأشجار
لم تحلمي يوماً بمثل هذا الحب
فما كان منك إلا هذا الجحود
لم تحلمي يوماً بمثل هذا العشق
فما كان منك إلا الصدود
وكنت تحلمين بمزيد من الدولار
لماذا؟ هل كنت حاقدة علي النوار
أم كنت ضحية مؤامرة مع سابق الإصرار
لدي شك كبير لما حدث
هل كان الجو ماطراً عندما جنحت أوداجك
علي شاطئٍ متآمرٍ كان يخبئ خنجره
فطعن الملكة والختيار والأبرار
أم كنت تائهةً وغيرك جازف بالقرار
هي قصة الأمس وقصة اليوم
ولن تفيد الآهات والعبرات والسكرات
أكانت لحظة عابرة حين تكسرت كل الخيارات
ولم تستطيعين الفرار
لدي شك كبير بما حدث
مسكينة أنت حين حاصرك الحصار
هل من مغيث ؟ هل من مجيب؟
مسكينة أنت حين دمرك الدمار
هل كان أمثالك يدركون ما معني الخيار
كانت محطة تكسرت فيها أحلام فارس مغوار
أعمتك الحماقة فتصورت أن
السبيل إلي السعادة فقط
العيش في عاصمة الدولار
كم أشتاق لك
ولكن أحياناً تأخذنا الدنيا في رحلات ليل
لابد من إكمالها حتى النهار
وقد نعود من رحلة كنا نظن بها السرور أو الحبور
فنكتشف فجأة أننا نحتاج إلي هدوء بعدما حدث الحدث
أو نحتاج تدبر .. تأمل .. أو اعتذار
هذه هي الحياة كلما سار بنا العمر نعرف قيمة الماضي الأصيل فنعيد قراءة ذاتنا ونعيد قراءة الأفكار
لكننا علي كل حال نبقي نردد ما كان ردده الكبار
في سالف الأيام وما هتفوه بصوت واحد هنا
فلسطين لنا
نفديها بالدما
نحميها بأرواحنا
فلسطين لنا لنا لنا
وبلحظة لا.. لا.. لا لن تضيع الأحلام
كنا نود لو طالت وزانت بيننا الأيام
كنا نود لو ما تبعثرت لحظاتنا في زحمة الدولار
ولا أقمنا ولا رأيناها "الملعونة" عاصمة الدولار
15/11/2007م
[email protected]
www.dtalal.jeeran.com
#طلال_الشريف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟