أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مصطفى علوش - رواج تجارة السلاح في لبنان















المزيد.....

رواج تجارة السلاح في لبنان


محمد مصطفى علوش

الحوار المتمدن-العدد: 2099 - 2007 / 11 / 14 - 10:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يكاد يمر يوم واحد دون ان تقرأ في صحيفة محلية خبر مصحوب بصورة او غير صور يتناول موضوع التسلح بين اللبنانيين وراوج تجارة السلاح وغلاء قطعه الحربية سواء كانت بنادق كـ"الكلاشنكوف" الروسية او "ام "16 الامريكية او غيرها من القطع الحربية التي تستعمل في حرب العصابات ، وقد بدأت هذه الحالة بالبروز بقوة في الىونة الأاخيرة، . ولعل من الظرافة بمكان أن الأمر لم يعد يقتصر على اتهام الاحزاب لبعضها باقتناء السلاح وتدريب كوادرها عليه فضلاً عن اتهام حزب الله بالحصول على صواريخ عابرة للشوارع والمدن وحتى القطر اللبناني كما ورد على موقع "ديبكا" الإسرائيلي منذ أيام نقلاً عن المخبرات الإسرائيلية التي أكدت ان الحزب قد نشر عدد من الصواريخ في جوار مدينة صيدا جنوباً تطال مدينة عكار السنية شمالاً، بل تعدى الامر ان اقتناء السلاح والحرص عليه بدأ يروج بين الناس العاديين وفي منطاق لم تشهد سابقاً اي صراعات طائفية او حزبية.

فبحسب وكالة "رويترز" 2/11/2007 فإن تاجر سلاح لبناني يكنى بـ"ابو وليد" ، يدعي ان الأزمة السياسية الحالية في لبنان لم تعد تجعله قادراً على تغطية طلبات زبائنه من الآلات الحربية وتنقل عنه قوله "سوق السلاح في لبنان إنها مزدهرة، وإنه لو كانت هناك مصانع سلاح في البلاد لما استطاعت تغطية الطلب، مشيراً إلى أن سعر بندقية «كلاشنيكوف» الجيدة قفز إلى ثلاثة أمثال، وزاد على ألف دولار".

"أبو وليد" الذي لا يهمه من من يشتري بل من يدفع أكثر يقول ان "الطلب كان قوياً على غير العادة خلال الخمسة أشهر الأخيرة. موضحاً في الوقت مفسه انه يبتاع إمداداته من السلاح من فصائل فلسطينية، بينما يهرب آخرون السلاح إلى البلاد.

موضوع التسلح لم يعد خافياً على أحد ، ففي آخر جلسة عقدها رئيس الوزراء فؤاد السنيورة مع رؤوساء الأجهزة الامنية ، فقد كشف كل جهاز أمني عما لديه من معلومات ووثائق تؤكد على انتشار كثيف للسلاح وأن تنافساً محموماً بين مختلف الأحزاب المنقسمة بين فريقي الموالاة والمعارضة يقوم على تسليح عنصرها وتدريبهم تحت مسميات عديدة .

وفي وقت يزداد الصراع ويتأجج الوضع الطائفي والمذهبي بين السنة والشيعة فإن أكثر طائفتين متهمة باقتناء السلاح والحرص عليه هما السنة والشيعة . وبما ان حزب الله معروف عنه تسلحه غير المحدود والذي يتجاوز قدرات لبنان وحجمه السياسي- رغم تكراره انه سلاح اعد للعدو الإسرائيلي- فإن "رويتر" تنقل عن ناشط سياسي سني من بيروت رفض الكشف عن اسمه قوله : "طلبنا من الشبان استخدام أموالهم لشراء السلاح. هناك اجتماعات مع مجموعات يضم كل منها 20 فرداً، نقول لهم فيها إن أي شخص لديه أموال عليه أن يشتري سلاحاً، لأنه لا يُسكت السلاح إلا السلاح". وأضاف أنه تم الاتصال بسكان في منطقته السنية، ممن لهم خبرة عسكرية، وطُلب منهم التحرك في حالة الاحتياج إلى ذلك. ووصف كيف أن السكان في منطقته شكلوا ما يصل إلى حد مراقبة أمنية للحي، مؤكداً أن "منطقتنا ستحول إلى حصن كامل".

ولعل أكثر منطقة تشهد توتر على هذا الصعيد ويكثر اللغط حول تسلح شبابها هي منطقة إقليم الخروب المتنوع طائفياً ، وان كان يغلب عليه الطابع السني عددياً. وفي هذا المضمار تنقل جريدة الأخبار – قريبة من المعارضة- عن أحد رجال الدين في "بلدة بسابا" في الإقليم أن "معظم أهل البلدة "يزيّتون أسلحتهم"، ويتواصلون مع مرجعياتهم السياسية لمدّهم بما ينقصهم من عتاد عسكري" . وان بعض التيارات السياسية قد انهوا "الترتيبات المتفق عليها مع قيادتهم، والمتمثلة بتأمين عدد كبير من الأسلحة وتوزيع المهام على الشبان وتقسيم المنطقة إلى قطاعات عسكرية، وذلك منذ أحداث الجامعة العربية في بيروت في 25 كانون الثاني الماضي".

إلا أن النائب عن كتلة المستقبل "محمد الحجار" والقريب من الحزب التقدمي الإشتراكي بقيادة وليد جنبلاط شنّ هجوماً لاذعاً على حزب الله متهماً إياه بتفجير اقليم الخروب واشعال حرب داخلية بين أبنائها من خلال دعمه لشخصيات وخلايا منبوذة اجتماعيا في الإقليم- على حد تعير الحجار- تحت مسمى بناء"سرايا المقاومة" التي يقودها أقطاب سنة مدعومة من حزب الله والحرث الثوري الإيراني .فتصريح النائب "محمد الحجار" للوكالة الوطنية للإعلام الذي استاء فيه من "ان يعمد بعض الادوات ممن لفظهم إقليم الخروب واهله الى استخدام "مال نظيف" - يقصد زاهر الخطيب ، والشيخ زهير جعيد من جبهة العمل الإسلامي- يقدمه لهم اولياؤهم في "حزب الله" يوزع على بضعة عناصر يسلحونها وينشرونها في خلايا ميليشيوية في قرى وبلدات الاقليم، بحُجة الدفاع عن لبنان وتشكيل سرايا يسمونها زورا دعما للمقاومة" ، كانا دافعين لبعض قادة الاحزاب الصغيرة والمحسوبة على قوى 14 آذار ان تنادي بما هو أبعد من ذلك بكثير ، حيث دعا رئيس مجلس قيادة حركة "المرابطون"، "محمد درغام" صراحة "أبناء الطائفة الإسلامية السنية إلى التعبئة الشعبية البشرية"، لمواجهة ما سمّاه "التهديدات المستمرة بالحرب التي يطلقها أبواق تجمع 8 آذار". مطالباً المفتي محمد رشيد قباني المحسوب على الموالاة " بتشكيل خلية طوارئ، لوضع الخطط الحاسمة لحماية وجودنا وخيارنا السياسي".

لكن شباناً من "سرايا المقاومة" ، يكشفون – حسب الصحيفة المذكورة- " أن هدف نشاطهم ينحصر " بالاستعداد لمقاومة إسرائيل إذا قررت التعدي على لبنان مجدداً". ويشير أحدهم إلى صورة الرئيس رفيق الحريري المعلقة في رقبته، منوّهاً بدفاع الرئيس الراحل عن المقاومة واحتضانها دبلوماسياً في اللحظات الحرجة. ويؤكد هؤلاء أن شباناً من بلداتهم، تابعين لتيار المستقبل، "سافروا إلى مصر والأردن للتدرب على قتال الشوارع، وهم يتحدثون في مجالسهم عن إنهائهم الاستعداد للمعركة الداخلية".

من جهته ينفي النائب السابق المعارض زاهر الخطيب ما يتهمه به قوى الموالاة مؤكداً أن" مقاومة العدو الإسرائيلي هي نهج غالبية أبناء الإقليم"، وان الخطر "لا يأتي من هؤلاء، بل من تدريبات سريّة ومُريبة يقوم بها تيار المستقبل تحت مظلة بعض الشركات الأمنية، ويعلن عناصرها عن أهدافهم عبر تردادهم أمام كل من يخالفهم الرأي بأننا قريباً سنشرب دماً، وسنضبضبكم".

وبين تبادل الإتهامات يبقى من المتفق عليه عند المراقبين أن موضوع انتشار السلاح ورواجه اصبح يقينياً وان كابوساً حقيقياً بدأ يرواد اللبنانيون سيما غير المنتمين لهذا الفريق أو ذاك من ان يعاد نسخ أحداث الحرب الأهلية من جديد بعد ظهور عدة مؤشرات على توفير المناخ الملائم لها، في وقت تقف فيه الاجهزة الأمنية على اختلاف انتمائاتها من القدرة على الحد من انتشار وبيع السلاح خوفاً من انفجار نزاع مسلح مع طرف ما مقتصراً دورها بحسب ما يقول " أحد الضباط المتابعين لأوضاع الإقليم بالقول إن المديرية سلّمت مجلس الوزراء كل ما في حوزتها من معلومات".

وإذا كان "تيمور غوكسيل"- خبير في الشؤون الأمنية في لبنان- لم يتوصل بعد إلى تصور يحدد فيه من سيحارب من لأن "كل ما نسمع به حتى الآن هو في الأغلب اجتماعات أسبوعية تشارك فيها جماعات صغيرة لتطلق أسلحتها". باستثناء موضوع ظهور مجموعات "مراقبة في الحي" الذي يعتبره " إشارة إلى صراع آخذ في التشكل، إذا لم يكبح سريعاً يمكن أن يؤدي بمرور الوقت إلى تشكل ميليشيات". فإن الأستاذ في علم الاجتماع بالجامعة اللبنانية "الدكتور سمير سليمان" يرى أن السلاح "حين يكون في يد المحبط والمهزوم إجتماعياً، يتحول إلى أداة يظن أنها تحرره من الخوف ومن مشاعر الهزيمة"، متخوفاً من " توظيف السلاح في خدمة مشاريع ومآرب تتجاوز لبنان، لأن المؤثر الخارجي هو الذي يستدرج العاهات النفسية والثقافية عند اللبنانيين، ويزودها بالسلاح ويدفعها لاستخدامه" سيما ان "النقص في الوعي السياسي يجعل الأهواء والغرائز تتحكم بمواقف الإنسان وأفعاله، وتجعل تحريكه سهلاً من قبل زعماء أو مرجعيات اجتماعية أو سياسية".



#محمد_مصطفى_علوش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخط البياني المتصاعد بين الإخوان والنظام الأردني
- الإسلام السياسي في لبنان.. كيف يتم احتواؤه؟
- إستراتجية بوش ضد الإرهاب..حمق أم حنكة؟
- ما وراء دعوة الحكومة اللبنانية للإنتخابات الفرعية ؟
- الظواهري وسياسته الإنتهازية في الترويج لمشروعه
- إستراتيجية جديدة للأنظمة في احتواء الإسلاميين
- ماذا لو تعلم بوش من الملكة إليزابيث ؟
- ما وراء جدار الأعظمية؟
- العرب بعد أربع سنواب من غزو العراق
- المبادرة العربية ضمانة لإسرائيل وخطر على العرب
- المرامي السعودية من تأجيل الأزمة اللبنانية لما بعد القمة
- بوش ولعنة ديقراطيته في العراق
- مصير المبادرة العربية في موسم التنازلات
- هل ارتدت -حماس- في نظر الظواهري؟
- مؤتمر بغداد والنوايا الأمريكية السيئة
- ايران وامريكا ومرحلة جديدة من الصراع
- رسائل أحمدي نجاد للسعوديين خلال القمة المشتركة
- مستقبل اسرائيل بعد عقدين
- الفلسطينيون في لبنان ..أي دور ينتظرهم؟
- هل لم يعد هناك مأمن حتى ل ديك تشيني في أفغانسان؟


المزيد.....




- الكونغو الديمقراطية: مصرع 50 شخصًا على الأقل في حريق قارب شم ...
- برفقة ابنته.. كيم جونغ أون يدشّن مجموعة جديدة من المباني الس ...
- بوتين يهنئ تروفانوف بإطلاق سراحه من قطاع غزة ويقول: علينا إب ...
- بيسكوف: بوتين وويتكوف لم يناقشا الملف الإيراني في اجتماع بطر ...
- وسائل إعلام: إيقاف ثالث مسؤول في البنتاغون عن العمل على خلفي ...
- مفتي مصر السابق يثير تفاعلا بحديثه عن هجوم 7 أكتوبر
- ربما هناك أمل.. ماسك يشيد بقرار المحكمة العليا البريطانية حو ...
- حكومة نتنياهو تصف الوضع بالـ-خطير على أمن إسرائيل- وتتحرك لإ ...
- إعلام: الرسوم الأمريكية قد تكلف ألمانيا نحو 290 مليار يورو ب ...
- دوديك: على الغرب التوقّف عن شيطنة روسيا و محاولة فهم ما تريد ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مصطفى علوش - رواج تجارة السلاح في لبنان