|
الجمهوريّة النسائية
بابلو سعيدة
الحوار المتمدن-العدد: 2097 - 2007 / 11 / 12 - 12:26
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
أ- طلب الترشيح إلى المسابقة
إلى الأستاذة الدكتورة المحترمة .... المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية. تحية عربية وبعد : أرغب في الترشيح ، للمشاركة في المسابقة المعلن عنها من قبلكم، للحصول على جائزةٍ ، لأفضل إنتاج إعلامي حول المرأة العربية. أشكركم من الأعماق.
المرشح للمسابقة محمد ابراهيم سعيده المرفقات : أ- كتاب الجمهورية النسائية لعام 2005 . ب- سيرة ذاتية . ج- مذكرة في حدود ألف كلمة . د- CD عــ2ــدد
الكتاب ( الجمهورية النّسائية ) قراءة نقديّة
البداية : جمهورية أنثوية ماضوية. نهاية التاريخ : جمهورية ذكورية راهنة . الجمهورية الافتراضية : جمهورية أنثوية . كيف تمّ ذلك الانقلاب التاريخي؟ صنع الذكور الأدوات الحربية . احتكروا الإنتاج المادي والفكري. جرَّدوا الإناث من شعورهنّ /عواطفهنّ/ حقوقهنّ. ألبسوهنَّ الواجبات كاملة . اغتالوا أحلامهنَّ. حاصروهنّ بين المطرقة والسندان المتمثلين في السلطة الذكورية ، الرسمية منها والأهلية. حولوا السلطة إلى زوجة أرثوذكسية آبدة. لذا ، قدّمت النخب الأنثوية العربية في المغرب العربي " أحلام مستغانمي – فاطمة المرنيسي- السيدة صويلحي " ومشرِقِه مشروعاً نهضوياً /تنويرياً/ اقتحامياً لسلطة الذكورة ، للإرتقاء بالأنثى إلى قوة تاريخية تتصالح مع جسدها . تعتمد المساءلة . تحصل على حقوقها بقوتها التاريخية الذاتية لا بقوة الجنس الآخر. تؤسس جمهورية ذات عمارة فكرية شاهقة وشامخة ، وصولاً إلى حضور المرأة كقوة فاعلة إلى جانب الرجل هي صناعة تاريخية المنطقة . وبالمقابل، وُجد في عالمنا العربي الراهن ، إمرأة كاملة وفق القانون العام ، العربي منه والدولي وإمرأة منكسرة وفق قانون الأحوال الشخصية وإمرأة مختفية وفق الأعراف والتقاليد في مجتمع عربي تسود غالبيته الأمية التعليمية والثقافية والسياسية والكمبيوترية . يبلغ عدد صفحات الكتاب 157. كيف نظر الخطاب الأدبي الحديث إلى المرأة العربية ؟ اعتبر المرأة موضوعاً للمبدعين ، ومصيدة للعاشقين ، ومكيدة للآخرين ، ولوحة رومانسية للرسامين والمحبين والحالمين . كما نظر إليها نظرة عضوية جمالية صرفه ، لا نظرة إلى أنثى تمتلك دماغاً وروحاً وقيماً وأنسنة. شذت عن هذه القاعدة أدبيات قليلة ، كانت في طليعتها أدبيات نزار قباني التي رأت في الأنثى العربية الحرة "الحب والوطن والثورة ". ما هو الفعل الذي اعتمده ذكور السلفية الحديثه؟. اعتقلوا المرأة داخل السرير، والحجرة المغلقة . حرّموا عليها أية دعابة ، وهواية ، ومساءلة ، وحقوق المواطنة. حجبوا جسد المرأة ، وصوتها عن أعين البشر وأذنهم. صوروا مفردات الحب وحوشاً ضارية ، يفترسون الإناث ، ويلتهمون الأطفال . لدينا، أربع ملاحظات على المؤلَّف : أولاً: جاءت التسمية المجازية للمؤلََّف " الجمهورية النسائية " من خلال ما تفرزه الأنثى من قيم جمالية وسياسية واجتماعية . ثانيا: يتناول الكتاب نصوصا متنوعة نسائية ، في إطار الابداع الروائي – الشعري (الغنائي) والجمالي والأنسنة . ثالثا : - لم يعتمد المرجع لاعتبارين اساسيين : 1- إن معظم ما تناوله من نصوص في إطار الرواية والشعر لم يطلها النقد الأدبي. 2- أعتمدالذاكرة الثقافية بالنسبة لبعض الشخصيات النسائية التي أثرت في سياقها التاريخي في الزمان والمكان ، وذلك لعدم توافر الشروط النقدية التواترية. رابعا : يبقى مؤََّلف " الجمهورية النسائية " حالة رائدة في مجال التأصيل التاريخي للإنتاج الثقافي والجمالي للمرأة . الذكور ينقسمون على ذواتهم، حيث الاكثرية المطلقة منهم فضلوا المرأة الصامته / المطيعة / الفرَّاخة / الأجيرة / الخرساء / البلهاء / الأمية / البدينة . والقلة القليلة منهم ، تزوجوا المرأة الحرة " الكاتبة - المثقفة – المتحررة – الغاضبة – الثائرة – المحتجة على الواقع العربي الراكد " . ومن جهة أخرى وُجدت في القرن الماضي منتديات أدبية في المغرب العربي ومشرقه ، لكن الأدباء والمفكرين استطاعوا أن يذكّروا المنتديات الأدبية . لقد ذكَّروا المؤنث والتاريخ والجغرافيا . وكانت مي زيادة أول ضحية من ضحايا التاريخ الإبداعي الأدبي . لأنها" تسللت إلى مملكة الرجل ، وتحرشت بسلطانه " . ما هي الموضوعات التي تناولها مؤلَّف " الجمهورية النسائية : ازدحم المؤلَّف بنخب انثوية من المغرب العربي ومشرقه ، ومن بلاد الغرب. وتناول المراة بين التهميش والتفعيل . - الشاعرة الكويتية (سعاد الصباح ) التي قدمت مشروعاً نهضوياً ، وحالماً بقرب تباشير سقوط المطر الذي يوحي بتحرر المرأة من خلال الثورة على ذاتها . - أما الشاعرة السورية /فتاة غسان/ فقد وظفت طاقاتها الاسلبية للحياة وللطبيعة ولتحرير المرأة . - في حين أصبحت (أحلام مستغانمي ) الروائية الجزائرية أحلامها معطوبة في ثلاثيتها الروائية ((ذاكرة الجسد – فوضى الحواس- عابر سرير)). لأن المبدع من الجنسين يعاد إلى وطنه بالطائرة ، محمولاً على نعشه ، معانقا ً تراب الوطن في مماته لا في حياته !. - اعتبرت الأديبة السورية (بثينة شعبان ) طليعة الأديبات التي اعتمدت التوليف بين الأدب والسياسة ، والمصالحة بين المجتمع والدولة . - على عكس ذلك ، ظلت الروائية السورية (غادة السمان ) الممثلة لطائر العنقاء ، أنثى مشاكسة، وديناميكية، ورافضة للسلطة الشمولية ، وللمصالحة وللحرب الأهلية في رواياتها الثلاث /ليلة المليار – سهرة تنكرية للموتى – فسيفساء دمشقية/. - يبقى الصوت الاحتجاجي ، للكاتبة المصرية (نوال السعداوي ) منسجماً مع صوتي غادة السمان ، وأحلام مستغانمي ، حيث الثلاث رفضن النظام الأبوي الاستلاطي، والنظام الأمومي الاستسلامي، والسلطة الشمولية. - لكن القاصة / الروائية السورية ( كوليت خوري) حققت في حياتها توازناً بين الذات والقضية . لأن أدبياتها تعتبر بأن " الذين تزوجوا السلطة ، والقضية خسروا في نهاية اللعبة ، الذات والسلطة ، والقضية ". - ومن دولة الإمارات العربية المتحدة ، ظهرت للضوء التاريخي الشاعرة والناقدة (ظبية خميس) التي حوصرت بين تيار السلفية الحديثة ، والشعبويين. في حين انجبت لبنان (ماجدة الرومي ) المفنية الأوبرالية ، وممثلة منظمة الفاو و(فيروز ) ولََّفت بين الواقع والحلم. و(جوليا بطرس) مثلت صوت الانسنة . و(صباح ) الصوت الذي يزرع الفرح وحب الحياة للجنسين معاً . - وأنجبت جمهورية مصر العربية (أم كلثوم ) ملكة الغناء العربي ، وصوت الشرق الحالم , و(فاتن حمامه ) النجمة المصرية السينمائية التي أنْسنَت الدراما والحياة معاً. - يُختتم المؤلَّف ، بمبدعتين من الكويت (حنين الريس) الفنانة التشكيلية التي فضلت في لوحاتها ، إنسان النص البصري- الذي يرتسم في مخيلتها – على انسان الواقع . و(ليلى العثمان ) عبّرت عن مأساة الواقع والحلم معا (الواقع يلاحقك بالشرور ، والحلم نهاية تفجعك بالألم )). مع ذلك ، لم تستطع نصوص النساء العربيات المبدعات ، إطلاق سراح جميع النسوة من سجونهنَّ ومعتقلاتهنَّ . لأن اكثريتهنَّ فضلن البقاء حيث هنَّ هنَّ. ورفضن المصالحة مع أجسادهن ، أو الثورة على ذواتهنَّ، في واقع ركوديٍّ يعتبر المرأة سلعة مختبئة، وآخر استهلاكيٍّ يعتبرها سلعة مكشوفة . في حين اعتمد التيار السلفي الحديث ، التفرقة العنصرية بين الجنسين. ترى من الذي جعل الذكر، رجلاً بالولادة ؟ ومن جعل الأنثى ، إمرأة بالولادة؟ نوع الجنس صيرورة تاريخية ، فرضته حضارة الغالب (الذكور) على المغلوب / الإناث/ لذا ، تتطلب الحضارة الجديدة المفترضة في النصف الثاني من القرن الراهن ، تأنيث السلطة في عديد من البلدان الديمقراطية ، والمتفوقة بانتاجها المادي والفكري والمعلوماتي. وستصبح المرأة معادلا طبيعيا للرجل ، عندما تتربى تربيته ، وتتحمل مسؤوليتها التاريخية ، لتنتقل من أم ّ تنجب الأطفال، إلى أمّ تصنع التاريخ . وتحصل على حقوقها من خلال جديتها بمواجهة متاعب الحياة . وتصل إلى منزلة رفيعة من الوعي والحرية للحد من سلطة الذكورة ، الرسمية منها والاهلية. ويبقى واقع المرأة العربية أقرب إلى الدبلوماسية من الرجل . وتمتلك مرونة عالية المستوى في تعاملها مع النسيج الاجتماعي، وشفافية إنسانوية سلمية. لأنها أم حقيقية للأبناء والوطن والأمة. لذا ، يبقى حضور المرأة السياسي / العسكري / الاجتماعي / الاقتصادي / الثقافي / ضرورة تاريخية ملحَّة لوضع حد لهيمنة الذكورة على عسكرة الحضارة أولاً. ومنعهم من تفريغهم لخزائن المال الجنوبي ثانياً . وتطمح دولة النساء المفترضة إلى اعتماد المساءلة ، وحقوق المواطنة للجنسين معاً، والتنمية المستدامة ، وتدوير السلطة بين الجنسين، متصلين لا منفصلين . واستئصال بذور الرعب والعنف والفقر والافقار والافساد والاجرام والارهاب. وأنسنة الدين ، والشعر ، والمعلومة ، والاعلان التجاري، والرياضة ، والسياسة . وفي الواقع التاريخي الراهن، ليست حقوق المواطنة هدية مجانية يقدمها الذكور للإناث، بل هي جهود انثوية ، ومواجهات /تحديات/ تضحيات ، وتطورات تاريخية / ثقافية / اجتماعية / اقتصادية / سياسية ، تتشكل داخل التاريخ، لا فوقه، ولاخارجه . هذا الواقع المركَّب ، يجعل النخب الأنثوية العربية تتفوق افتراضياً على نخب الرجال في العدالة والسلم. لأنها تتمسك بعلاقاتها الدافئة داخل النظام الاسري. وتشكِّل مع الرجل علاقات الزوج الانسانوي . وتؤنسن المفردات التي تتعامل معها . وتحرّر الكائن البشري من شعوره بالتسفيل والدونية . وتعيده إلى فطرته الأولى . وتفجّر ينابيع الحب في مجتمع الحرية، والوعي، والتربية، وتحمل المسؤولة. وتخلِّص الجنوب من بؤسه المادي والثقافي . وتؤسس مع الرجل شراكة متكافئة . وتنتزع منه راهناً ما انتُزع منها سابقا لتصبح مشاركاً أساسياً في الحكومات الالكترونية الرسمية منها والأهلية، في جمهورية العولمة التي ستحول العالم إلى ضيعة الكترونية . إنَّها مهمة صعبة وشاقة . لكنها ليست مستحيلة التحقق على ارضية الواقع في القرن القادم .
#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإنسان يصنع تاريخه
-
ليلى العثمان - مأساة الواقع والحلم
-
سيمون دي بوفوار صوت الحرية
-
بثينة شعبان التي ولّفت بين الأدب والسياسة
-
سعاد الصباح / تباشير المطر
-
/نوال السعداوي /صوت الإحتجاج
-
المرأة بين التهميش و التفعيل
-
الحرب و السلم
-
الجذر اللغوي والقصيدة الأولى
المزيد.....
-
فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى
...
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %
...
-
نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
-
روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت
...
-
فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح
...
-
السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب
...
-
تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
-
-دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة
...
-
مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز
...
-
السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|