مهدى بندق
الحوار المتمدن-العدد: 2098 - 2007 / 11 / 13 - 01:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بتاريخ10-11-2007كتب الأستاذعبد البارى عطوان رئيس تحرير جريدة القدس العربى اللندنية مقالا يبشر فيه بدنوالموعد المنتظر ، موعد سقوط الأمبراطورية الأمريكية . والحق أن من يقرأ هذا المقال لاغرو سيشعر بالإرتياح لفكرة سقوط تلك القوة الغاشمة التى جثمت على أنفاسه وأنفاس قومه لأكثر من نصف قرن . وقد لا يسأل هذا القارىءنفسه : وماذا بعد سقوط أمريكا ؟ لكن الكاتب كان حريا ً بأن يطرح هذا السؤال على بساط البحث ، فسقوط أمبراطورية ليس كسقوط قالب من الطوب على رأس أحد المارة ، وهى خسارة إنسانية بالطبع ، أما الأخرى فشأن عالمى ودولى وإقليمى لا مشاحة ، يترتب على وقوعه كوارث سياسية وإقتصادية وجيوبولوتيكية غير محدودة . لكن لعقل العربى المؤسس على ثقافة القدرية لا يقدر – وربما لا يرغب – في تصورها بله مجابهتها ، وتلك هى الكارثة الأعظم !
في عام1979 أثناءالنوقيع على محادثات سولت2 صرح أحد المحللين الإنجليز بأن بلاده لم تكن تستطيع الصمود أمام جحافل الجيش الأحمر ( السوفييتى وقتها ) بأكثر من 20دقيقة مالم تتدخل أمريكا من قواعدها في أوربا ! وبعدذلك نرى من كتـّاب العرب ومحلليهم من يتندر بذيليةتونى بلير لكلينتون ، ثم لبوش !
.. السرهنا وهناك ملفوف بمصالح الدول غير متعلق بشخصانية الأداء .
ما أريد قوله لا يذهب الى نقد مضمون مقالة عبد البارى عطوان ، وانما هو تحفظ على أسلوب التناول ، ذلك أننىمن موقعي في معسكر الديموقراطيين العرب [ وهوموقع محدود كيفا وكما، دعنا نعترف ]أتفق مع الزميل الأستاذ عطوان حول إقتراب سقوط إمبراطورية اليانكى، بشواهد الديون الفلكية(50تريليون ) و تدهور الدولار(70% منسعر اليورو )جنبا ً الى جنب الإخفاقات السياسية في العراق وباكستان وإيران ، فضلا عن القضية الفسطينية.
وتتبدى الكارثة المنتظرة فى أن البدائل الإستراتيجية غائبة- على الأقل بالنسبة لنا نحن رجال ونساء العالم الثالث- فشبح الفاشية ماثل أمامنا باسمه الحركى : الأصوليات، وليس ثمة من يبنى في هذه الصحراء الموحشة سفينة َ - أو حتى قاربَ- نوح وكفى بواقعنا المتردى على كافة الأصعدة شاهدا ً ودليلا ً
. ليس قولي هذا تأسيسا لتشائم ما بعد حداثىّ،بقدر ما هو دعوة للمثقفين العرب أن يضعوا على رأس أجنداتهم دراسة السيناريوهات المحتملة لعالم قد يخلو من نظام القطب الأوحد،تمهيدا لوضع التصورات الواقعية الملائمة ، في استجابة منهم لمطالب علم المستقبليات Futurology
#مهدى_بندق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟