أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - المحاصصة .. ميراث وملكية خاصة !!














المزيد.....

المحاصصة .. ميراث وملكية خاصة !!


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2096 - 2007 / 11 / 11 - 11:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ابتليت العملية السياسية بعلة خطيرة قد تؤدي الى قتلها ، بالرغم من كونها محاطة بالعناية المركزة ، فكلما حاول ( الحكماء ) نقلها الى حالة النقاهة تصاعدت حمى علة المحاصصة لتنقلها الى الاتجاه المعاكس ، اي الى حالة الغيبوبة ، ان هذا الوضع الذي لايسر مخلصا من ابناء شعبنا، هو احد ابرز ثمرات الاحتلال من دون شك غير انه تواصل وتغذى من قبل الاوساط التي وجدت فيه فرصة للانتفاع الفئوي الاناني ،الذي لا يجمعه اي جامع مع مصالح الشعب العراقي ، وقد تحولت مكاسب المحاصصة الى ( املاك طابو) قابلة للتوريث ، وعلى هذه القاعدة - الاستثناء – في عموم تاريخ العراق، قد اصبحت فيها معاني كلمات:العدالة، والمساواة ، والمواطنة ، والمشاركة، وكأنها نوع من الشرك لدى البعض ، وقد وضعوا خطوطا حمراء حولها ، ويتجلى هذا الاحتراس على الحصص بمظاهر تبعث على الاحباط وتبدد الامل ، وتبدو وكانها عرض لافلام اللامعقول .
فمن الصور التي اتخم بها المشهد السياسي العراقي، هو تخلي بعض وزراء المحاصصات عن وظائفهم احتجاجا لتحقيق مطالب سياسية معينة ، ربما تكون الى هنا معقولة ، ولكن الذي لايعقل هو تمسك الوزراء بحصصهم من الرواتب وامتيازات الوزراء الخاصة من مرافقين وعدد من السيارات الفارهة ومساكن محروسة وآمنة تماما ، ومؤمن لها محروقات وطاقة كهربائية لاتنقطع وغيرها من المنافع الاخرى ، اما الوزارات التي تمت مغادرتها تصبح وكأنها ملك مؤجر الى الحكومة مقابل بقاء تلك الامتيازات ، والصورة الاخرى التي تجسم هذه الحالة اللامعقولة هي ان بعض اخر من الوزراء ينسحبون من وزاراتهم ولكن يضعون شروطا لمن سيستوزر بعدهم ، وعند تدقيق تلك المواصفات يتبين ان من يخلفهم ينبغي الا يخرج عن نطاق كتلتهم ، وكأن الوزارة ورث لايجوز اعطاؤه الى غير الورثة ( ابناء الكتلة ) حتى وان كان من نفس الطائفة .
وثمة تجليات اخرى لملكية الحصص لايمكن الا ان تحسب فنطازيا سياسية لا يستوعبها اي مسرح واقعي ، ولا يتمتع برؤية مشاهدها سوى مخرجيها ، فليس من المنطق ان تزحف المحاصصات حتى الى ضحايا الاضطهاد ، فقد جاء في ديباجة الدستور تعبير ينم عن نفس الاستئثار والتملك حتى لمآ ثر ضحايا القمع، وهكذا جاءت العبارات ( مستذكرين مواجع القمع الطائفي ، ومستنطقين عذابات القمع القومي ) وغابت عن الذكر وذاكرة المدبجين اية اشارة لضحايا الاضطهاد السياسي الذي طال عشرات الالاف من المناضلين ، وكان هوالبداية على مر تاريخ الاستبداد ، وكان هو الذي ابتدأت به اول مقابر جماعية عام 1963 على اثر انقلاب اشباط الاسود حيث ابيد الشيوعيون والدمقراطيون على يد الانقلابيين العفالقة ، مع صمت البعض من القوى القومية ومن قوى الاسلام السياسي ، ومباركة بعضهم الاخر مع الاسف الشديد .
وارتباطا بما سبق ذكره ، هنالك صورة اخرى من ما انتجته المحاصصات كميراث ( شرعي ) لاصحابها ، فهاكم محاكمات عناصر النظام الدكتاتوري كيف تم تناولها، صحيح ان البداية ينبغي ان تكون حول الاحداث والمظالم الكبرى في مسيرة ضحايا الاستبداد ، ولكن لو جمعت جرائم الاضطهاد السياسي الاخرى التي طالت تحديدا الشيوعيين والدمقراطيين الاخرين ابتداءا من جرائم النظام الملكي الذي سقط تحت اقدام الشعب والجيش العراقي الباسل ، ومرورا بجرائم انقلابيي شباط الاسود عام 1963 وحتى سقوط النظام لاصبحت تضاهي الجرائم الاخرى من حيث حجمها وبشاعتها، التي جرت حولها المحاكمات ، ولكن لم يكترث بها ولم يشر اليها احد ، والمتابع المدرك للامور ولمسيرة موكب المحاصصة الطائفية والاثنية لا يحتاج الى ان يضع علامات التعجب ولا الى ابداء اسفه حول هذه الصور وهذا التعامل التعسفي البعيد كل البعد عن روح الشراكة وقواعد العدالة وحق المواطنة ، والى هنا ونترك الحكم الى العقلاء والمنصفين .



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداول سلمي للسلطة ام بديل نظام جاهز ؟
- يحرقون العراق ويستجيرون برمضائه
- بلاغ هام حول هموم بليغة 3 - 3
- بلاغ هام حول مهمات بالغة 1 -3
- بلاغ هام حول هموم بليغة
- بلاغ هام حول هموم بالغة
- سيمفونية العملية السياسية بلا مايسترو
- حضرت الديمقراطية فغاب الديمقراطيون
- عنوان ابيض على راية حمراء
- حكومة .. خارج النص
- تشكيل الحكومة بين الاستحقاقين المطلق والنسبي
- الشيوعيون العراقيون لم تقهرهم السجون بل قهروها 2 من 2
- الشيوعيون العراقيون لم تقهرهم السجون بل قهروها1 من 2
- الشيوعيون العراقيون لم تقهرهم السجون بل قهروها


المزيد.....




- اتهمت جيفري إبستين باستغلالها جنسيًا.. رواية فيرجينيا جوفري ...
- فيديو: انهيار ناطحة سحاب في بانكوك جراء الزلزال يثير تساؤلات ...
- إسرائيل تعلن توسيع نطاق عمليتها العسكرية في غزة مع إخلاء -وا ...
- عملية أمنية أوروبية تطيح بشبكة ضخمة لاستغلال الأطفال جنسيا و ...
- اتهام موظف رفيع في وزارة أمريكية بالقرصنة الإلكترونية
- مستشار ترامب: الرئيس قادر على إيجاد طريقة للترشح لولاية ثالث ...
- مشروبات الجمال والصحة
- -ما حدث في غرينلاند يمكن تكراره في إسرائيل- - هآرتس
- ترامب يستعد لـ -أم المعارك- التجارية: العالم على شفير هاوية؟ ...
- مناورات صينية بالذخيرة الحية حول تايوان تحاكي ضرب موانئ ومنش ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - المحاصصة .. ميراث وملكية خاصة !!