أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - اليسار..واليمين..والتعسف الأكاديمي..!؟














المزيد.....


اليسار..واليمين..والتعسف الأكاديمي..!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 2095 - 2007 / 11 / 10 - 10:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالرغم من التحولات الشاملة التي طرأت على حياة البشر ودولهم في أنحاء الكرة الأرضية شكلاً ومضموناً، فإنه لا يزال هنا وهناك الكثير من العشائر والقبائل الأيديولوجية التي لم يلحظ أبناؤها تلك التحولات إلى الدرجة التي تدفع باتجاه إعادة صياغة المفاهيم والمصطلحات وبالتالي الشعارات بما يتواءم وإمكانية المشاركة في التأثير ـ كيفما كان شكله ـ في سياقات الحركة السياسية والمعرفية لمجتمعاتها.!
وهكذا لا زلنا نرى هذه القبائل والعشائر ومن ثم الأفخاذ وهي تعيد إنتاج المفاهيم ذاتها..! والمصطلحات عينها..! الأمر الذي يترتب عليه بالضرورة تكريس نفس الشعارات التي جرفتها التطورات العاصفة التي شهدها الثلث الأخير من القرن المنصرم..! وكان من الطبيعي في هذه الأحوال أن تتضاءل فعالية تلك القبائل والعشائر على كافة المستويات حتى تصل إلى ما دون الصفر في الزمن الراهن.
لقد شهد النصف الثاني من القرن المنصرم رواجاً واسعاً لمصطلحات كثيرة من قبيل اليسار واليمين والرجعية والتقدمية وكان ذلك نتاجاً طبيعياً للحراك الأيديولوجي، والسياسي، والمنقلبات السلطوية في كثير من بقاع العالم، وبخاصة منذ نجاح الثورة البلشفية في الثلث الأول من القرن والتي أكلت نفسها في الثلث الأخير منه..! لقد تربت أجيال ذاك الزمن في ظل هذا المناخ العاصف من الصراعات والتحولات والشعارات الملتهب منها والبارد.! أما وقد شهد أواخر القرن ذالك السقوط المدوي لأيديولوجية أكبر وأهم ثورة شهدها بداياته فإن ذلك كان كفيلاً بإعادة النظر في كل ما سبق وعلى كافة الصعد وهذا ما حصل ولا يزال يحصل اللهم إلا عند القبائل الموميائية المتمسكة كليةً بجوهر ما سبق لكن مع صبغه بقشور معاصرة اضطراراً بفعل ضغط الحقائق المعاشة.!
ربما يكون منطقياً اليوم التساؤل عن معنى وأهمية استمرار استخدام الكثير من المصطلحات كاليسار واليمين حيث أصبح من المفارقات الحيوية أن يكون اليساري وفق المعايير القديمة الآفلة يمينياً بامتياز
هذه الأيام والعكس قد يصح في حالات كثيرة وظروف مختلفة هنا أو هناك..!
إن حزب الله أو حركة حماس مثلاً أكثر يسارية في الحقل الوطني من كافة يساريي العرب بدءاً من ماركسييهم وليس انتهاءاً بناصرييهم في حين أن كلا الحركتين أكثر يمينية من عتاة اليمين الرجعي العربي في الحقل الاجتماعي المدني..! ولا ريب في القول إن عموم اليسار لم يتمكن خلال نصف قرن من مراكمة وعي جمعي يبني عليه حيث بقي في كافة الدول العربية الإسلامية مقتصراً على النخب التي لا شك في أنها قدمت تضحيات كبيرة جداً على مذبح الأيديولوجيات التي أدمنتها.! وقد يكفي للتدليل على إمكانية صحة ما ندعيه الإشارة إلى ستاتيكية البنى المجتمعية وركودها المعرفي المزمن في مستنقع الموروث الديني الذي يولِّد على مر الزمان براكين مذهبية وطائفية من كل الأشكال والألوان وما الحالة اللبنانية غير نموذج فاقع في وضوح هذه الحقيقة المرة فبالرغم من فرادة التجربة اللبنانية بما امتلكته من هوامش ديموقراطية تضمنت حيزاً كبيراً وحقيقياً من حرية الرأي والتعبير في كل أشكاله، وبالرغم من حرية العمل السياسي بما يعني ذلك من الولادات الحرة المباشرة لكل أشكال وصنوف التعبيرات السياسية من أحزاب ومنظمات، وبالرغم من زحام المؤسسات الأهلية ومختلف الفعاليات المدنية فإن المرأ ليندهش وهو يرى أن هذا المجتمع آيل للسقوط في كل لحظة في وحل الصراع الطائفي بما يعني ذلك من انتفاء تلك المراكمة في الوعي المجتمعي الذي يفترض أنها ثمرة و حصيلة نضالات ومجهودات النخب الأيديولوجية، والسياسية، والثقافية، والإعلامية وغير ذلك.!
وعلى هذا الأساس يصبح من الطبيعي رؤية تحولات جذرية إن على مستوى الأفراد أو على مستوى أعم أي الأحزاب والمنظمات وليس من الإنصاف ربط هذه التحولات بالطبائع الشخصية و إكسابها طابع المسلكية الانتهازية وما شابه ذلك من ضروب التقييم وفق المنظور الأخلاقي المجرَّد فالتغيّر صفة مواكبة للفرد الحي وعكسها قد يحمل كل موبقات القداسة والصنمية وليس مطلوباً أن يكون التغيّر ملائماً لرغباتنا حتى نقر بمشروعيته.!
إن المعيار المنصف في فهم وتفهم حالات التغيّر والتحول يكمن في منظومة القيم المحمولة وليس في كم
الشعارات وحين تصبح مفاهيم ومقولات الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان هي المشترك القيمي العولمي تصبح هي المعيار الصالح للحكم والتقييم و ما عدا ذلك يكون من ضروب التعسف في النظر إلى تحولات الناس وأحزابهم سماوية كانت أم أرضية.!



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهابيون ( البوالون ) ..!؟
- فحولة الجامعة الكلكاوية..!؟
- لعنة القداسة والفقه الرقمي..!؟
- القضاة الجدد..!؟
- الدعاة الجدد..!؟
- أحزاب في وادي المسك..!؟
- مشايخ العسل..!؟
- 2 إصلاح الخطاب الإسلامي ( البنا نموذجاً )
- إصلاح الخطاب الإسلامي..!؟
- الصحوة الماركسية..!؟
- شقة السيد الرئيس..!؟
- أنور البني.. سلاماً وعزاء..!؟
- عن المقدسات والغربلة والذي منه..!؟
- أم علي ومجانين العراق..!؟
- المعدَّلون جينياً.. وحلم التغيير ..!؟
- وليد جنبلاط وشيراك بن حمزة..!؟
- وماذا عن مرشحي ( هدوليك ) الأحزاب..!؟
- ملحق انتخابي..!؟
- المستنخبون البررة..!؟
- مجلس الشورى الليبرالي..!؟


المزيد.....




- -حماس- تصدر بيانا بشأن فلسطينيين تتوقع الإفراج عنهم مقابل 3 ...
- عمدة مدينة اسطنبول أمام القضاء وسط هتافات المؤيدين ودعوات لا ...
- أكبر تجمع للمسلمين بعد الحج .. مهرجان ديني على ضفاف نهر تور ...
- مشغلو المسيرات الروس ينقذون جنديا روسيا معتقدين أنه أوكراني ...
- لماذا يخشى ترمب تخلي -بريكس- عن الدولار؟
- ترامب: سأفرض رسوما جمركية على السلع الأوروبية لأن بروكسل تعا ...
- إسقاط 7 مسيرات أوكرانية فوق مقاطعة بريانسك الروسية
- فرق الطوارئ الأمريكية تنتشل جثث 41 ضحية في حادث تصادم الطائر ...
- زاخاروفا: روسيا قدمت بديلا للكتل السياسية العدوانية على السا ...
- المغرب واليمن.. توقيع 7 اتفاقيات لتعزيز التعاون


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - اليسار..واليمين..والتعسف الأكاديمي..!؟