أيها الطفل الثائر
وقَفْتَ
أمام جندي صهيوني
فمسك بك العسكر
يهددك بسلاحه
لا تهرب!
فإذا بك ترميه بحجر
الجندي المدجج بالقنابل يصرخ بوجهك
مَن علَمكَ رمي الحجارة
أيّها "الإرهابيُّ" الصغير؟
مَن قال لك أن تكون "إرهابيا"
تهدد أمن إسرائيل
وأنت لا تتجاوز ربيع الخامسة من العمر؟
شقيقي محمد
علّمني أن أكون داود الملك
ليرحل جالوت وجنده من أرضي
أيها الجندي المستعمِر
تعال معي أيها الطفل الثائر
لنذهب إلى شقيقك "الإرهابي" محمد
جنودٌ عشرة يتبعون الطفل المعجزة
كما تتبع الحمير سيدهم إلى البيت
يقتحمون الباب
فإذا بالأبوين جالسين ينشدان أغنية معجزة الحجارة
ضابط صهيوني يطلب رأس محمد
لأنه علَّم شقيقه أن يكون "إرهابيا"
أين هو محمد الذي يهدد دولتنا إسرائيل؟
العملاق الصغير الكبير يظهر
داود الملك يتقدم بخطى ثابتة
وبين يديه المقدستين لعبة صغيرة من الأقصى
يحتضنها على صدره
طفل لم يتجاوز الثالثة ربيعا
يهدد صولجان إسرائيل بقنابلها النووية
ماأعظم هذه المعجزة!
والطفل يرمقهم بنظراته
ويجبرهم على الهروب من براءته
بل يجعلهم ينهزمون من غضب ثورته
***************************************************
وضعتُ كلمة "إرهابي" بين علامتي إقتباس ، وهو الإصطلاح الذي تستخدمه الصهاينة على الأطفال الفلسطينيين الذين يريدون أن يعيشوا أحرارا على أرض وطنهم السليب. وتقاوم الصهيونية براءة هؤلاء الأطفال بالسلاح المتطور لإرهابهم وإجبارهم على الرحيل، ولكن إرادة الإنسان ستظل تُقاوم من أجل الحرية. فالإنسان ، كما قال همنغواي في رائعته الخالدة "الشيخ والبحر" لا ينهزم ولكن يمكن أن يُدَمَر، ولهذا فإن القوة المحتلة تحاول أن تُدمر كل شئ، ولكن لا يمكن لأي شعب مناضل أن ينهزم طالما هناك إرادة الحرية التي لا تُقهر.
الشاعر: في 17 سبتمبر 2003