أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين ابو سعود - رسالة سريالية الى الحبيبة














المزيد.....

رسالة سريالية الى الحبيبة


حسين ابو سعود

الحوار المتمدن-العدد: 2090 - 2007 / 11 / 5 - 09:12
المحور: الادب والفن
    



الى الغالية فلانة
سؤالي الوحيد عن صحتكم وطيب خاطركم واعتدال اوقاتكم ، وان تفضلتم بنوع من السؤال عنا فنحن والحمدلله في اتم الصحة والعافية ولا يهمنا سوى الم الفراق عنكم وبعد:
من ومض الليمون نزَ حليب احمر بلل ارجل الليل فغارت نجمة عمياء ، تمسحت باهداب فراشة كانت تسير بمفردها في صحراء القيامة ، وانا امسح حروف الاخبار وحبك ينعى دفء المراعي عند ولادة الاعشاب على اسرة الهواء ، يتكئ حزني مع فرحي على غصن يتدلى من رحم الحقول الناعسة ويختال الاسى امام الدكاكين وهو يرجم الذاكرة بكرات الفجيعة فتتسلل المسرات من افواه الحكايات ، والنوارس صارت تبني قصورا لها في اعماق المحيطات وتبكي البكاء هناك امام مجمرة التمني ، وحبك صار كينبوع يصدر المسامير الى التضاريس والمواعيد تنتحب والنجوم تشكو الياسمين الصيفي ، وصارت المياه الاسنة تاتي بالبريد المثقل بالمناديل ، وصار الكلام اشجارا لا تعطي سوى المفاتيح للطرق الفسيحة ، وللصدى وخز جارف يداعب مؤخرة الريح دونما موعد واحرث الحريق الباكي لا ستنبات الجواهر الصدئة في دروبك الحالكة .
لقد نسجت لك من بقايا دمعي ساعة تؤخر الوقت الهزيل بمعزل عن الجدران المتحركة في نهر الشوق الذي يطير في باطن الارض كسيحا ، وتعالى من داخلي صمت حزين ظل يثرثر حتى مغادرة الصباح باب المدينة ، ولكي تهدأ الجراح احرقت انين الفلاسفة في قدر من زجاج طيني المزاج عصبي الانثناء، وظللت اتقافز في محراب الظلمة كقبرة ملساء تبحث عن حزمة من نور خافت ، كيف افعل بحبك الذي صار كصوت المومياء يداعب جفون الحوت ويتبع القمر في انفاق الرمان ، وظفائرك تتدلى من كهف المساء تدخن خارطة فرعون وتسكب في طريق الصالحين زيتا لا يضئ ، ترتفعين على ظهر حصان طائر يرفع معه كل فواكه الارض الى مآدب النائمين على الشهب ،والقارات تسير للاحتفاء بموت القطب الشمالي في فنجان قهوة ، وهناك بوذي مخمور يبكي في حضرة الارق بلغة تفهمها العناكب الذهبية المعششة على اسلحة التتار ، وتضئ للمراثي وتمضي نحو نهر جيحون لتغتسل هناك الغسل الاخير ، وتختفي في حقيبة امراة صنع نهداها من خشب الصاج المعطر ، وعلى ارصفة الذاكرة اضع اجزاء صوتك المعجون بالنحيب الضاحك المحلى بشيخوخة الشباب العذب، وتنبت من الاسى شامة على شعرك المصبوغ بلون المتاحف.
حبيبتي اتمنى لك السلامة من ثورة النيران في عشق الخاصرة المضمرة من هول المنعطفات والرمال تكسوني كالهدهد الضال وهو ينوح على خبز يصرخ من لفح التنور في نهار الصيف ، يشرح طقوس القيظ بغيظ ظاهر ، لقد تعبت كما تعب جنود الروسنطوريس من السير على الماء وهم يحملون اردية الاشباح على زجاج ظهورهم المدببة ، عيناك سيدتي مثل جمال الكون عندما يستطيل على حقول اليانسون ويرضع مرتزقة الامبراطور تحت ظلال المعابد .
اشتهي صوتك الذي ينبعث من بين الصخور كموسيقى دامسة تنفر الوحوش عن الغزلان و تتمايل على اسدية الزهور ،وعندما اصحو عند كل خاطرة انثر رغبات الاطفال على هموم المطر ، واسافر مع الفجر الى الضفة الاخرى اجمع هواجس التاريخ وبعض الالوان من اجل الحلم الوسط واضرب خساراتي بسوط الملوك.
الضوء فيك فقد ملامحه وقبعتي ما زالت تشكو الظمأ وتتصلب قشرة الموز حتى لا يفتضه احد واظل في صلاتك مذبوحا اكتم انفاسي كي لا تجرفني اسماك الساقية ، وفي الختام اهديك اغنية : اراك عصي الدمع شيمتك الصبر لام كلثوم .
وقد وضعت على رسالتي عطرا لا لون له ولا رائحة امعانا في السوريالية ظنا مني بانها ستعجب من قدرتي على التخيل مثل سلفادور دالي وتزداد بي هياما ، غير اني استلمت في اليوم التالي كيسا فيه ساعة منزوعة العقارب كنت قد اهديتها لها في مناسبة سابقة مع رسالة مكتوبة على ورق جدران هذا نصها :
حبيبي السابق: لقد اغرقت في السريالية واغرقتني معك ، وانا بعد اليوم في حل من البيعة ، وابحث لك عن امراة ميتافيزيقية لا تمت الى الواقع بصلة يداها تحل محل الرجلين وتبصر باذنها صمت الصوت وتسمع بعينها الوحيدة دقات المطر في ساعات الضجر ، واما انا فاقول وداعا الى الابد لاني اريد ان اعيش حياة طبيعية ولاني لا اناسبك وانت لا تناسبني ودمت للابداع .
[email protected]



#حسين_ابو_سعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شوق لاحاديث العراق
- شعر
- ويظل الغناء للمدينة مستمرا
- غبار على رسائل الغرام
- المرأة تحكم العالم
- حرب بلا راء
- ما اقل الزاد واطول الطريق
- انتحاريون ولكن شرفاء
- فن قلب الحقائق
- سجين في حي سكني
- قرصان ماليزيا
- الطفل العراقي ... وقفة عاطفية
- لا (عراق ) في غوغول
- مختصر تفاصيل الزمن المتوقف
- الشعراء والموت في الغربة
- دم الرضيع ما زال في الفضاء
- العلاقة بين الاعراب والتشريح
- انتظروني بعد منتصف الليل
- عرس داقوق
- المتعبون وموسم العودة


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين ابو سعود - رسالة سريالية الى الحبيبة