أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - تجربة انتخابات الحزب الوطنى فى مصر














المزيد.....

تجربة انتخابات الحزب الوطنى فى مصر


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2088 - 2007 / 11 / 3 - 04:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتبر الانتخابات من أهم عناصر وأدوات الديمقراطية ولا يمكن توقع أى تقدم منشود على الصعيد السياسى والحزبى إلا من خلال اختيار القيادات عن طريق الاقتراع السرى المباشر. وتعد الأحزاب فى البلاد الديمقراطية (كالمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا) كيانات مستقلة قائمة على الانتخابات التى تحدد كوادرها وقياداتها من القاعدة إلى القمة. وعندما خرجت أحزاب المعارضة المصرية خاوية الوفاض من الانتخابات البرلمانية السابقة اعتقدنا أنها سوف تسعى إلى إحداث إجراءات إصلاحية من شأنها تطوير ودعم مكانتها فى الشارع وإنهاء الصراع على السلطة والنفوذ داخل كواليس هذه الأحزاب. ومن الواضح أن الحزب الوطنى هو الحزب الوحيد الذى يحاول إجراء تطوير وتحديث لأجندته وبرامجه وهى محاولات أفرزتها مناقشات جادة لأفكار متباينة ربما سوف تلتقى فى نهاية النفق.

لقد شهد الحزب الوطنى فى مصر تجربة انتخابية رائدة فى النصف الثانى من عام 2007م، وهى تجربة لم يخضها من قبل أى حزب سياسى على نطاق واسع يشمل القرى والمراكز والمحافظات. ومن الإنصاف أن نقول إن هذا التوجه يشير إلى أن مسئولى الحزب—أو معظمهم— باتوا يؤمنون أن اجتياز الانتخابات هو السبيل الوحيد للحفاظ على العضوية فى الوحدات الحزبية. وهذا ما حدث حيث تم اختيار أعضاء الوحدات الحزبية بدءا من الوحدة القاعدية فى القرى ووصولا إلى الوحدات الحزبية بالمراكز والمحافظات. ولم يفلح التأثير الطاغى للعصبيات فى الحيلولة دون خوض الأهالى وخاصة فى المدن انتخابات حقيقية أسفرت نتائجها عن اختفاء وجوه قديمة وظهور وجوه جديدة على الساحة الحزبية. ورغم أن التربيطات لعبت دورا فى حسم الكثير من المواقع إلا أنها فى المجمل تجربة مثمرة تستحق الدراسة والتحليل والتطوير. والسبب فى ذلك يرجع إلى أن الأهالى كانوا فى السابق لا يتوجهون إلى صناديق الانتخابات إلا لاختيار أعضاء مجلس الشعب أو الشورى أو المجالس المحلية ولكنهم لم يعتادوا على انتخاب أعضاء الوحدات الحزبية على مستوى القرية أو المركز أو المحافظة.

ورغم أن الكثير من المواطنين اعتقدوا أن الهدف الرئيسى للحزب الوطنى من هذه التجربة الانتخابية هو أن تكون القيادات فى لجان القرية أو المركز أو المحافظة قيادات منتخبة وليست معينة على سبيل المجاملة إلا أن بعض النقائص والسلبيات التى وردت خلال هذه التجربة جاءت مخيبة لآمالهم: فعلى سبيل المثال، لا يتبنى الحزب نظام الانتخاب كوسيلة وحيدة لتحديد قيادات الحزب فى جميع المستويات. فالحاصل أن الحزب يجمع بين التعيين والانتخاب فى هذا الشأن إذ يصر الحزب على انتخاب أعضاء الوحدات الحزبية فى القرية والمركز والمحافظة حيث لا يمكن أن يصبح المرء عضوا فى الوحدة الحزبية للمحافظة إذا لم يجتز انتخابات القرية والمركز. ولكن الحزب نفسه لا يتردد فى تعيين الأمين وأمين التنظيم وأمين الصندوق فى القرية والمركز. وبينما يتم تعيين أمين الوحدة الحزبية من بين العشرين فى القرية حيث تتولى لجنة معينة من قبل الحزب إجراء مقابلة شخصية للمرشحين من أعضاء الوحدة الحزبية مما يفتح الباب على مصراعيه أمام المجاملات والمساومات فإن هذا الشرط يختفى عند اختيار أمين الوحدة بالمركز حيث يمكن تعيينه من خارج الأعضاء المنتخبين كما الحال فى مركز نصر النوبة حيث حدث أن تم تعيين أمين الوحدة الحزبية من خارج الأعضاء الثلاثين الذين انتخبوا فى الوحدة الحزبية للمركز مما دفع معظم هؤلاء الأعضاء (وعددهم 17 عضوا) إلى تجميد عضويتهم. لقد كان من الممكن تفادى ذلك بسهولة لو تم اختيار القيادات من خلال صناديق الاقتراع. أما ما يثير الدهشة فى تشكيل هيئة المكتب فى المحافظات هو أن هذا التشكيل يضم أعضاء وقيادات من خارج قائمة الثلاثين التى خاضت الانتخابات مما يبين أن الحزب مازال فى حاجة إلى مراجعة معايير اختيار كوادره القيادية.

من المؤكد أن هناك آراء متباينة فى الحزب حول طريقة تشكيل وحدات الحزب المختلفة وهيئات مكاتبها. لقد بات واضحا أن الحزب لم يستقر بعد على نظام محدد فى هذا الشأن. إذا كان الحزب مؤمنا بجدوى إجراء الانتخابات لاختيار أعضائه فى كل المستويات فإنه من الأحرى اختيار الكوادر القيادية بنفس النظام أى الاقتراع الحر المباشر حيث يتولى أعضاء الوحدات الحزبية اختيار الأمين وأمين التنظيم والأمين المساعد من بين المرشحين من أعضاء هذه الوحدات سواء كان ذلك فى القرية أو المركز أو المحافظة. وهذا الإجراء من شأنه أن يفرز قيادات لها قبول وشعبية تدعم الحزب فى أى انتخابات قادمة. أما اختيار تلك القيادات بطريقة عشوائية فإنه يتيح الفرصة لتصفية الحسابات ولسداد فواتير التربيطات وأخيرا للتنكيل ببعض الشخصيات مما يؤدى إلى الانشقاق والتذمر فى صفوف الحزب. روز اليوسف، عدد 694، 1 نوفمبر 2007م، ص8.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل -يتربى فى عزو-: الدروس المستفادة
- تجارب الطفولة وتأثيرها على شخصية الإنسان
- الحزب الوطنى ورجاله من أهل النوبة
- جرس الإنذار الأخير ينطلق فى الجامعة
- أستاذ الجامعة الذى لا يعرفونه
- الانتحار والضباب
- هل نحن حقا نهتم بالسياحة كرافد من روافد الدخل القومى؟
- لماذا اختار الفرنسيون ساركوزى رئيسا للجمهورية؟
- عشوائية الفتاوى فى العالم الاإسلامى
- عصر الإساءة إلى الديانات السماوية
- إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
- اختفاء الرحمة من مستشفياتنا
- هل نعلم شيئا عن النوبة وأهلها؟
- هل نستطيع تحقيق مكانة إعلامية تليق باسم مصر؟
- مزايا طرح قضايا النوبة داخل أرض الوطن
- كيف نواجه جبروت المال والشهرة والسلطة؟
- حرية التعبير كضمانة للديمقراطية فى مصر
- حرية التعبير....أين الحدود؟
- إيران وسياسة حافة الهاوية
- موقف السينما والتلفزيون من أهل النوبة 2


المزيد.....




- بعد تصريحات متضاربة لمبعوث ترامب.. إيران: تخصيب اليورانيوم - ...
- بغداد تستدعي السفير اللبناني.. فماذا يجري بين البلدين وما عل ...
- الجيش الإسرائيلي يُباشر إجراءات تأديبية ضد أطباء احتياط دعوا ...
- قبيل وصوله طهران- غروسي: إيران ليست بعيدة عن القنبلة النووية ...
- حزب الله يحذر.. معادلة ردع إسرائيل قائمة
- الخارجية الأمريكية تغلق مركز مكافحة المعلومات ضد روسيا ودول ...
- رغم الضغوط الأوروبية… رئيس صربيا يؤكد عزمه على زيارة موسكو ل ...
- البرهان يتسلم رسالة من السيسي ودعوة لزيارة القاهرة
- كيف تنتهك الاقتحامات الاستيطانية للأقصى القانون الدولي؟
- حرائق غامضة في الأصابعة الليبية تثير حزن وهلع الليبيين


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - تجربة انتخابات الحزب الوطنى فى مصر