أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف أبو عيشه - ابو المقالب(2) !














المزيد.....

ابو المقالب(2) !


نايف أبو عيشه

الحوار المتمدن-العدد: 2088 - 2007 / 11 / 3 - 07:40
المحور: الادب والفن
    


جلس مع زملائه الاسرى يحدثهم عن تجارب وحكايات وقصص ومواقف مضحكة حدثت معه خارج السجن , انضم اليهم احد السجناء الجدد من تنظيم آخر . فحذره احدهم منه لانه دائما يعمل مقالب وافلام بالسجناء الجدد . لكنه ضحك بسخرية , وبين لهم انه لا احد يستطيع تمرير مقلب او فلم عليه . زوره ابو المقالب بنظرة جانبية , واستمر يروي لهم النكات وهم يضحكون دون توقف . كان الوقت ليلا , والغرفة واسعة وكبيرة تزدحم احيانا بخمسين اسيرا , واكثر. وكانت ادارة السجن تطفيء الضوء عن نصفها الداخلي ويظل نصفها القريب من الباب مضاءا طيلة الليل .انهى ابو المقالب نكته وضحكوا جميعا . ثم توقف فجاة وسال السجين الجديد " هل تخاف الخروج في الليل يا بطل ؟" رد الشاب على الفور متباهيا بنفسه وقوته " لا ما بخاف من شيء " هز ابو المقالب راسه متعجبا ثم ساله بسخرية " هل تعلم ان كل انسان عاقل يخاف , اما المجنون والاهبل هو الذي لا يعرف الخوف ؟" ضحكوا جميعا , وعندما تمتم الشاب بعبارة " الله يسامحك " تابع يقول بنبرة جادة " والله بحكي معك جد . في علم النفس والفلسفة هيك بحكوا , كل انسان يخاف مهما بلغت شجاعته وقوته , ولكن البعض يسيطر الخوف عليه , ويعملها في بنطلونه , والبعض الاخر يسيطر ع الخوف ويتجاوز المحنة " ضجوا ثانية بالضحك , ورد الشاب بنبرة متلعثمة " مهما حاولت معي ما بتقدر تمشي افلامك علي " ساله بسخرية " يعني تتحداني قدام الشباب ؟" رد الشاب بثقة وهو يبتسم " نعم بتحداك واتحدى عشرة مثلك " عاد يساله " ولا من البومة ولا التكتك نو ؟" ضحك الشاب وعلق بسخرية " هاي تخوف الاولاد الصغار , مش واحد مثلي " تمتم ابو المقالب وهو يهز راسه ويتبادل النظر مع الاخرين " طيب الايام بينا وراح نشوف شطارتك ومراجلك يا بطل اذا بتخاف والا لأ " . كان " البرش" الذي ينام فيه السجين الجديد ,في احدى زوايا الغرفة الداخلية المظلمة قليلا , وفجاة بدا ابو المقالب يحكي بعض الاحداث والمواقف التي حدثت بين السجناء وادارة السجن من تفتيش مفاجيء , وتدخل وقت الاحتفالات , وملاحقة عمال المردوان على الاوراق التي ينقلونها من غرفة لاخرى , وفجاة قال والكل منصت اليه باهتمام " تعرفوا مرة المساجين قتلوا عميل في هاي الغرفة ؟" ساله احدهم مستغربا " في غرفتنا هاي قتلوه ؟" رد عليه وهو يسترق النظر تجاه السجين الجديد ليرى تغير ملامحه خلال سرد القصة " والله بهاي الغرفة . واحد خلع المغسلة وضربه بيها على راسه وهو نايم وقتله " علق احدهم " يظهر انه من الوزن الثقيل " تابع يقول كانه لم يسمع تعليق زميله " مش هذا المهم " تابع وهو يراقب العيون المفتوحة والملامح التي ارتسم عليها الذهول " المهم بعدين صارت روحه تظهر بالليل مثل شبح لابس ابيض يمكن عشان تنتقم من اللي قتله , ويا ويله اللي ينام محله تسلط غضبها عليه" سال احدهم بدهشة :" اف . هاي جدية والا مزحة ؟" رد بنبرة جادة اقرب الى الهمس " جدية شو مزحة , بلاش هسه تكون تتسمع علينا ويا ويل امه اللي يكذب القصة ,تهجم عليه بالليل وتخنقه " علق احدهم " يا لطيف . اول مرة اسمع بهالقصة " ساله احدهم بعد لحظات من التردد " وين كان نايم العميل وقت قتلوه ؟" , استرق نظرة خاطفة الى السجين الجديد الذي كان يلتزم الصمت ويبتسم بسخرية , واشار بيده نحو " البرش" الذي يخص الشاب وقال " هناك في الزاوية الاخيرة " تمتم الشاب بسخرية وهو ينهض " سيبك من هالحكي خوفت الشباب . الليلة مش راح يناموا " ساله وهو يبتسم " يعني انت ما خفت مثلهم من القصة ؟" رد وهو يبتعد " لا خفت , ولا مصدق الحكاية من اساسها " هز ابو المقالب راسه وقال " طيب ,الله يحيينا ويورينا ". ما ان غادرهم الشاب حتى طلب من احدهم ان يبحث عن بطانية ذات لون فاتح , واحضر ورقة جريدة كبيرة ولفها على شكل طربوش طويل بشراشيب , واخرج ورقة القصدير من علبة السجار التي يحملها , وبرمها قطعتين الصقمها بالنابين الامامين لتخرجا الى ذقنه . انتظروا بعض الوقت وهم يراقبون الشاب الذي تقلب كثيرا في نومه قبل ان يغفو . نهض ابو المقالب لابسا الطربوش على راسه , وانياب ورقة القصدير خارجة من فمه ولف نفسه بالبطانية فبدا شكله من بعيد في الجزء الظلم من الغرفة كالشبح , جلس القرفصاء فوق راس الشاب الذي اغفى لتوه, وخزه بقوة آمرا اياه بالنهوض"قوم , قوم يلا " , وما ان فتح الاخير عيناه المثقلتان بالنعاس , حتى صرخ ابو المقالب فاغرا فمه بصوت مخيف فوق راسه, عندها صاح الشاب مرتعدا من الخوف واخذ يرتجف تحت الغطاء دون ان يقوى على النهوض كانما اصابته حمى مفاجئة . استيقظ البعض , واقترب منه الجميع محاولين تهدئته ولكن دون جدوى , وبذلوا كثيرا من الجهد لاقناعه ان هذا مقلب ولا يوجد شبح او غيره , الا انه لم يصدقهم وظل لوقت متاخر من الليل مستيقظا خائفا , يهلوس بكلمات غير مفهومة ويتلفت في انحاء الغرفة, حتى ظن البعض انه سيصاب بالجنون . ولكنه هدا ونام اخيرا عندما احضروا له البطانية والجريدة وورقة القصدير , وحلفوا له الايمان ان هذه الاغراض كان يلبسها ابو المقالب لاخافته ليس اكثر !
بقلم : نايف أبو عيشه
28/10/200



#نايف_أبو_عيشه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسبوني مختار !
- -حكاية شعبية- حلها ابن المجنونة !
- من غير كلمة وداع !
- يا بصير هيك, يا كل شيء بدار اصحابه !
- -حكاية شعبية- الفرارات !
- ..في اليوم العاشر !
- -كل عام وانتم بخير - ...من واقع العيد !
- -حكاية شعبية- عائلة الطرشان !
- مكافأة عيد العمال !
- ضبع النقارة !
- الاسطبل والباشا !
- - حكاية شعبية- الراعي والقطروز !
- عند حاجز الارتباط !
- عند الحاجز !
- وانهزم ابو النبوت !
- الحق على الحمار !
- من طين بلادك ...!
- العدس ولحم الفقراء !
- زوجة الاستاذ !
- الاختيار !


المزيد.....




- وزارة الثقافة الروسية: فرق موسيقية روسية ستقدم عروضا في العا ...
- وفاة الفنان المصري عبد المنعم عيسى
- فنان مصري ينفعل على الهواء على قناة لبنانية خلال محاولة عرض ...
- محسن جمال.. 4 عقود من الإبداع ساهمت في تشكيل الغناء المغربي ...
- فيديو طريف.. فنان سوداني يوقظ أحد الحضور من سبات عميق في حفل ...
- وفاة الإعلامي السوري صبحي عطري
- عندما تتكلم الشخصية مع نفسها.. كيف تنقل السينما ما يدور بذهن ...
- الفكر والفلسفة في الصدارة.. معرض الكتاب بالرباط يواصل فعاليا ...
- أول تعليق لمحمد رمضان على ضجة -حمالة الصدر- في مهرجان كوتشيل ...
- أكاديمية السينما الأوراسية تطلق جائزة -الفراشة الماسية- بمشا ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف أبو عيشه - ابو المقالب(2) !