أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الوندي - الكورد الفيلية بين ماضيها وحاضرها ( 4 )















المزيد.....

الكورد الفيلية بين ماضيها وحاضرها ( 4 )


محمود الوندي
(Mahmmud Khorshid)


الحوار المتمدن-العدد: 2085 - 2007 / 10 / 31 - 06:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دور الكورد الفيلية في الحزب الشيوعي العراقي

شهدت فترة منتصف الثلاثينات وبداية الأربعينات من القرن الماضي نشوء الوعي السياسي لدى سكان مدينة بغداد وضواحيها وفي العديد من المدن العراقية ولاسيما في الجنوب والوسط ، للوقوف ضد الاستعمار البريطاني والنظام الملكي وضد التحالفات الدولية والأقلمية التي تصب لمصلحة الحكام فقط ( مثل حلف بغداد ما يسمى حاف سانتو ) ، كانت الكورد الفلية في طليعتهم وأتدفاعهم بحماس للمشاركة في النضال الوطني لتحرير الوطن من تبعية الأستعمار البريطاني وبناء الديمقراطية في العراق وتحقيق العدالة الأجتماعية بين مكونات الشعب العراقي ومبادئ حقوق الانسان للضمان المؤكد لحماية جميع الأطياف العراقية وأقرارحقوقهم المدنية والقومية والدينية ، من خلال أرتباطهم بقوى الحركة الوطنية العراقية وبشكل خاص أنضمامهم الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي ، لأنهم وجدوا الحزب الشيوعي أحد أعمدة العمل السياسي في مجتمعنا وكان أبرز قوة سياسية وتنظيمية أنذاك في بغداد والعديد من المدن العراقية ، وأقدم الحزب من بين الاحزاب السياسية العراقية ، وأستوعب تطلعاتهم الوطنية والقومية ، وبرزت خلال ذات الفترة أناس من الكورد الفيلية الذين أثبتوا جدارتهم في المجال السياسي والثقافي والنضالي داخل الحزب الشيوعي ، كما أثبتوا جدارتهم في المجال الاقتصادي والصناعي ، لأنهم كانوا قوة سياسية وسكانية داخل يعض مدن الوسط والجنوب وخاصة مدينة بغداد العاصمة حيث لعبوا دوراُ مشرفاً في وثبة كانون وانتفاضة تشرين وكانوا هم من أبطالها ، وبينت تلك القوة عند مقاومتهم لأنقلاب 8 شباط الأسود عام 1963 في شارع الكفاح منطقة عكد ( حي ) الاكراد والصدرية وباب الشيخ والقشل وأبو سيفين وأبو دودو والعوينة وساحة النهضة وصبابيغ الال وفضوة عرب وتبة الكورد ومدينة الحرية والكاظمية والاحياء الشعبية الكوردية الاخرى في مدينة الثورة والجميلة تدل على اخلاصهم ووفائهم للشعب والوطن والحزب الشيوعي .

عندما هب الشعب العراقي من مختلف القوميات والطوائف ليس في مدينة يغداد وحدها بل في جميع المدن العراقية للتصدي للأنقلابيين وكان الكورد الفيلية في مقدمتهم ، لقد وقف الكورد الفيلية كبقية العراقيين بوجه المتأمرين ليدافعوا على ثورة الرابع عشر من تموز وحفاظ على مكتسباتها ، وعلى قائدها الشهيد عبد الكريم قاسم ، بروحهم واموالهم ودمهم وجسدهم ، ونزلوا الى الشوارع وتوجهوا الى وزارة الدفاع ، وهم يطالبون الزعيم قاسم بالسلاح لمقاتلة أنقلابيين الخونة ، وجابهت تلك الزمرة الضالة من الأنقلابيين مقاومة شعبية من قبل العراقيين كان الكورد الفيلية في طليعتهم وخاضوا معارك باسلة ودامية للتصدي للمجرمين الاقزام والخونة وأفشال مؤامرتهم ، في ذلك الحين أشتد الصراع بينهم وبين الأنقلابيين فقتل وجرح الكثير من المشاركين في الانقلاب الاسود في تلك المواجهة ، هنا تجلت أروع صور التضحية للكورد الفيلية ، حيث قدموا الاف من الشهداء من ابناهم من اجل الوطن والشعب وحفاظ على ثورة 14 تموز ومنجزاتها ، وزج بالألاف منهم في السجون والمعتقلات وتم تعذيبهم على أيدي رجال الحرس القومي مما أدى الى أستشهاد عدد كبير منهم تحت التعذيب ، والله لوكانوا يملكون السلاح لأسقطوا الانقلابيين .

بعد عودة البعث الى الحكم مرة اخرى عام 1968 أخذ ينتقم من الكورد الفيلية بسبب مقاومتهم لأنقلاب 8 شباط ، كما أخذ الكورد الفيلية نشاطاتها المسلحة في مقارعة النظام البعثي مرة أخرى من خلال الحزب الشيوعي للقيادة المركزية ، ونشاطاتها السياسية من خلال الحزب الشيوعي للجنة المركزية ضد نظام البعث .

قدمت الكوردي الفيلية قوافل من الشهداء من أبنائهم من أجل حرية وديمقراطية الوطن وسعادة الشعب ، وتحدى أبنائهم الموت والعذاب والسجن بالدفاع عن الحريات وحـقـوق الأنسان وحـقـوق المرأة ، كما ضحوا بكل شيء من أجل ضمان حقوق الشــعب العراقي وبكل أطيافه وشرائحه ، وسقيت أرض العراق بدمائهم الزكية ثمناً لمبادئهم وأفكارهم الوطنية الصادقة والمخلصة ، وقام الحزب الشيوعي العراقي بأرسال العشرات من أبناء وبنات هذه الشريجة الى الدول الأشتراكية السابقة والأتحاد السوفيتي السابق للدراسة والتحصيل العلمي لخدمة المجتمع العراقي .

وأستخدمت الحكومات العراقية المتعاقبة على الحكم العراق كل الوسائل والسبل لتحجيم وتعطيل دور الكورد الفيلية على الساحة العراقية سياسياً واقتصادياً وأجتماعياً ، ولكن تتحدى أبناءها البررة للشر والظلم بكل أنواعه وأشكاله ، ولم تستطيع تلك الحكومات أقلاع جذورهم العراقي ممتداً عميقاً في أرض العراق أو ينال من عزيمتهم على مدى عقود من السنين ، هذه الحقيقة ناصعة للداني والقاصي ، لأن الجميع يعلم ويعرف بالدور المتميز الذي لعبها الكورد الفيلية سياسياً وفكرياً ورياضياً وعلمياً وفنياً وحضورهم النضالي على الساحة العراقية والكوردستانية ، ووقفهم البطولية ضد أعتى نظام دكتاتوري وأشده غطرسة في العالم العربي والاسلامي ، وتأريخهم المشهودة على الساحة السياسية في بغداد وخانقين وبقية المدن والقصبات العراقية لنضالهم ضد الظلم والطغيان ، ولعل ان أذكر بعضاً من رموزهم في القدام والشجاعة من الذين تحملوا من التعذيب الوحشي في الأقبية قصر النهاية من قبل جلاوزة البعث المجرمين لأانتزاع أعتراف منهم وخير مثال لهم الشهيد لطبف الحاج أستشهد عام 1963 والشهيد جبار محمد علي السيوميري الملقب جبار الحلاج أستشهد عام 1969 بعد تقطيع بعض أعضاء جسمهم جزءاً جزءاً بسبب صمودهم البطولي وعدم إعتراقهم على رفاقهم .
ومن أهم الشخصيات برزت داخل الحزب الشيوعي العراقي هم : د . عزيز الحاج و د. أحمد رجب علي ( المانيا) و د.كمال شاكر سكرتير الحزب الشيوعي الكوردستاني وكامل رضا ، والشهيد نصرالدين مجيد الدلوي ابن خانقين البار كان ضمن التشكيلة القيادة للحزب الشيوعي العراقي ( القيادة المركزية ) أحد ضحايا قصر النهاية الرهيب ورمى جثته الطاهرة على طرق المحافظات الجنوبية بعد التنكيل به ، ومن الطبيعي هناك شخصيات أخرى شغلت مناصب قيادية أوأحتلوا مواقع مهمة في صفوف الحزب الشيوعي العراقي . لا يتسع الآن المجال لذكرهم فعذراً لمن لم يرد أسمه أعلاه .

المصادر

مؤسسة شفق للثقافة والإعلام للكورد الفيليين
د . زهير عبد الملك : مراجعة سريعة للحركة السياسية في اوساط الكورد الفيليين
د . مجيد جعفر : مبررات تنظيمات سياسية كوردية في خارج كوردستان – الكورد الفيلية



#محمود_الوندي (هاشتاغ)       Mahmmud_Khorshid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورد الفيلية بين ماضيها وحاضرها ( 2 )
- الكورد الفيلية بين ماضيها وحاضرها ( 1 )
- المسيحيون في العراق .. من يحميهم ؟!
- أشاعة الوعي الديمقراطي في العراق
- ديمقراطية العراق أم ديمقراطية الاحزاب
- الدماء العراقية ضريبة لمصالح دول الجوار
- سووهه اسود الرافدين
- حوار مع الفنان التشكيلي العالمي جعفر كاكه ئي
- كركوك بين سندانة الحكومة ومطرقة الإرهابيين
- أهذا هوالعراق الذي كنا نصبوا اليه ! ؟
- حلبجة وضحايا الأنفال بين الحقيقة والخيال
- فاعلية المرأة العراقية في المجتمع
- ماذا ننتظر من الدول العربية
- الوضع الأمني في العراق ما يزال مأساوياً
- يبقى 8 شباط اسوداً في تاريخ العراق
- إشكالية مفهوم الإنسانية في خطاب العقل العربي
- صدام حسين دفع ثمن جرائمه
- جانب من مشكلة الحكم والارهاب في العراق
- عبد السلام ملا ياسين وفكرته المنيرة
- هبوا لمؤازرة فنان الشعب فؤاد سالم


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الوندي - الكورد الفيلية بين ماضيها وحاضرها ( 4 )