أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الهجوم الدبلوماسي














المزيد.....

الهجوم الدبلوماسي


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2085 - 2007 / 10 / 31 - 10:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما ان قررت انقرة دفع أزمتها مع الـ(بي كي كي ) الى حدها الاقصى عبر قيام البرلمان التركي بتخويل الجيش للتوغل في الاراضي العراقية، حتى انطلق الحراك التركي الدبلوماسي بمختلف مستوياته بنشاط متسارع لشرح وجهة النظر التركية وكسب الحلفاء او على الاقل كسب الصمت الدولي، حيث قام وزير الخارجية التركي علي باباجان بجولة شملت دول الشرق الاوسط، مقترحا في نفس الوقت تدخلا دبلوماسيا تركيا للتوسط في الملفات الفلسطينية واللبنانية، اما رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان فهو حتى اثناء المباحثات العراقية التركية في انقرة، فأنه كان يستكمل جولته الواسعة في عدد من الدول، وكل من باباجان واردوغان كان اثناء جولاته مستمرا في تصعيد الموقف على الحدود العراقية التركية وهو في عواصم دول اجنبية، ما يعني انه يركز على هذه الازمة في مباحثاته مع قادة تلك العواصم، ويستحق الحراك الدبلوماسي التركي صفة الهجوم نتيجة ذلك الوضوح في التصعيد.
في الوجه الآخر للموقف نجد الحراك الدبلوماسي العراقي ضعيفا ومشوشا بما يشبه مضيعة للوقت، صحيح ان عددا من الشخصيات السياسية كانت تقوم بزيارات خارجية وانها تطرقت، على الاقل امام وسائل الاعلام، الى الازمة، وكادت مواقفها ان تكون متطابقة، الا ان هذا الامر لم يأت في سياق السلوك الدبلوماسي المنظم، فرغم ولع العديد من الشخصيات العراقية بالسفر والجلوس مع زعماء المنطقة والعالم، الا انه غابت عن المشهد الحملة الدبلوماسية المنظمة التي تهتم بشرح موقف العراق ووجهة نظره، وكان من الاجدر ان تطلق تلك الحملة الدبلوماسية بمجرد ذيوع الانباء الاولية عن نية القادة الاتراك بشن هجومهم الدبلوماسي، وكان لابد من تتبع آثار الساسة الاتراك في عواصم المنطقة والعالم واحدة بعد أخرى، لفهم ما اوصله الاتراك من رسائل الى تلك العواصم وإضافة الرؤية العراقية الى ابعاد المشهد، وتشتيت الضباب الذي يلف الموقف العراقي في اروقة تلك العواصم، بل ان مجرد تخويل البرلمان التركي للجيش بالتوغل في الاراضي العراقي كان يستوجب على الدبلوماسية العراقية طرح الموضوع داخل المؤسسات الاممية، والتركيز على قرارات مجلس الامن التي تخص الوضع في العراق، حتى اللقاء الاوربي في البرتغال وقبله لقاء دول حوض البحر الاسود كان يمكن الاستفادة منها مثلما فعل ويفعل الجانب التركي، بل ان الدبلوماسية العراقية تقاعست حتى عن محاولة التأثير في الموقف الاقليمي.
لقد اوضحت هذه الازمة ان الساسة العراقيين ما زالوا بعيدين عن مفهوم رجل الدولة الذي يضع الخلافات الداخلية والتنافس السياسي جانبا عندما يتعرض أمن البلاد للخطر، او على الاقل امتلاك الكفاءة في الفصل بين المصالح العليا للبلاد والمناوشات السياسية الحزبية، بل ان البعض حاول الاستفادة من الازمة ليقوم بتحركات شخصية بهدف الترويج الاعلامي متصورا ان دولة مثل تركيا او حتى اي دولة مستقرة اخرى، راغبة في القيام بتعاطي سياسي مع شخص بمفرده وبشخصه ( ايا كان منصبه اوصفته او انتمائه او تأريخه) في قضايا تمس مصالحها العليا.
صحيح ان معظم الساسة العراقيين اعربوا عن رفضهم لنوايا التدخل التركي، وتمسكوا بالوضع السياسي لأقليم كردستان، لكنهم تصرفوا غالبا بطريقة فردية ولم تهيء الحكومة ردها السياسي والدبلوماسي ولم تشرح موقفها بجد ووضوح للدول الاخرى، ولذلك عندما ذهب الوفد العراقي الى انقرة كان مكشوف الظهر، هذا فضلا عن الفوضى والاحتقان السائدين في العلاقات السياسية العراقية.
هذه الازمة كشفت المسافة التي مازال على العراق ان يقطعها ليكون دولة متماسكة لها رؤيتها الثابتة لمصالحها وأدواتها الفاعلة لتحقيق تلك المصالح والدفاع عنها.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطالب أنقرة
- ازمة متعددة الوجوه
- هاجس الزمن
- الخطر العراقي
- الاتفاق الشيعي...هدنة أم رؤية؟
- تسييس الأمن
- قرار التشويش الخشن
- الهاشمي على باب السستاني
- أسس الاتفاقات القادمة
- الطريقة الفرنسية
- ظاهرة القاعدة
- صورة نصفية لمانديلا...من يتذكر دكلارك؟
- الخواء السياسي والأزمة العراقية
- الانسحابات المفيدة
- برنامج المعارضة
- نهاية صيف التوقعات
- بوش في الانبار
- قصف الجيران والواجب الامريكي
- حصيلة كربلاء
- وجه القاعدة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الهجوم الدبلوماسي