أكاديوس
الحوار المتمدن-العدد: 2085 - 2007 / 10 / 31 - 08:42
المحور:
الادب والفن
ما تزال البيوت تستيقظ ..
على صبحِ الحناءِ المتهتك
ولا زال الكادحون يعبرون
على جسر الصبرِ الغارقِ ..
في شرايين العذابِ حدَّ الثمالة
وزمرُ التجارِ ما زالت تبيع ..
العنبرَ المسمومَ لزارعيه
ولم تزلِ الحقولُ تنتظرُ ..
إله المطرِ ليخيطَ جلدها المتشقق
وعنابرُ الموتِ مازالت تأِنُّ..
من ثقلِ الأسماكِ المتهرئة
وكلابُ المجوسِ ما زالت تسكن..
الأزقةَ المظلمةَ ...
تتربصُ بالفوانيسِ الهاربة ِ..
من دفعِ الجزية
والفقراءُ مازالوا يحلمون ..
بالتمرِ المصبوغِ بدمِ الأنبياءِ ..
المحبوسينَ في العالمِ السفليِّ..
لتخطيهم حدودَ الإقامةِ في ممالكِ الفراعنة
والإوزاتُ ما تزالُ تلاحقُ حباتِ الترابِ..
المتناثرِ من صاحبِ الكتبِ ..
في نهر القيامة
أيها النهرُ الذي وُلدَت منك آباؤنا..
وجعاً بعدَ وجعٍ ..
أما تعبتَ من حملِ دموعِ الأمهات ..؟
فكربلاءُ ما زالت تحملُ وزرَ خطاياها
وما زلنا نصحوا كلَّ يومٍ لنجدَ جسدَ الحسينِ ...
ملقى بين أنقاضِ الأرواحِ...
فنواريه التراث فتنبشه ضباعُ الجاهلية
ما تزالُ أحلامُ العودةِ تراودُ خيالَ المنفيين..
إلى مدنِ العهرِ..
المذبوحينَ عندَ معابرِ العروبة..
النازفينَ على أرصفةِ الشؤمِ..
اللائذينَ كالحمائمِ بالغرفِ المعلبة..
بانتظارِ تذكرةِ الموتِ المجانية ...
مازلت النخلةُ الصليبُ تحملُ جمجمةَ الربِّ ..
في عصفِ البروق ..
ورؤوسُ المنائرِ ما تزالُ تحمل الذهبَ المغشوشَ
وأبو لهبٍ سادنُ المعبدِ ماانفكَّ يراودُ الغلمانَ ...
عن هُوياتِهم ..
ويكتَنز البغايا لليومِ الموعود
ولم يزل في كلِّ مدينةٍ مسيحٌ دجال ..
يطوفُ بها كلَّ مساء ..
لينتزعَ النجومَ من المحاجر ويقيدها ..
بالحبالِ الصوتيةِ ويدسَّها في الآذان
والعاهر الأعظمُ ما زالت أركيلتهُ في فمهِ النتن ...
يتنفسُّ خلالها أرواحَ القتلى...
عندَ بواباتِ بغداد ...
فأينَ أنتَ أيها الربُّ الخطيرُ ..
من كلِّ هذا .. أين أنت...؟
أينَ كنت ..؟
[email protected]
[email protected]
#أكاديوس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟