أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وديع العبيدي - الفرد والنظام الاجتماعي















المزيد.....

الفرد والنظام الاجتماعي


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2083 - 2007 / 10 / 29 - 11:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفرد والنظام الاجتماعي
مفتتح الأسئلة..
يبيح النظام الاجتماعي لنفسه، كسلطة مفتَرَضَة، وضع التشريعات الاجتماعية، وإيقاع العقاب والقصاص، بكلّ من يخالفه أو يرفض الانصياع لسطوته. لكنه، بالكاد، أتيح لأحد، محاكمة النظام الاجتماعي وتفنيد أحكامه، مع ما يترتب عنها وعليها من جرائم يومية، يجري تبريرها، تحت مسميات واهية متباينة، هي في معظمها انعكاس لانحراف الفكر أو الشعور.
هل النظام الاجتماعي مقدّس أو معصوم؟؟..
مَنْ هو النظام الاجتماعي، من يمثله ومن يقف وراءه [ويفيد منه]؟..
كيف تولّد مبدأ الطاعة في النظام الاجتماعي؟..
هل النظام الاجتماعي سلطة تشريعية أم سلطة تنفيذية [قمعية]؟..
ما هي الحدود بين الأخلاقي والتربوي، وبين الاقتصادي والدوغمائي؟
حقيقة الدوافع الاقتصادية والسياسية لماكنة الدين [حامية العرف]!
الكوابح والحوافز الدينية لخدمة منظومة الاقتصاد والاقطاع والدولة!
المجتمع بين التمثيل النيابي ودور الضحية؟..
*
تعريف وتعرية..
هو جملة تشريعات متوارَثة، من آجال سحيقة، ومرجعيات غامضة، لعبت المراحل الزمنية العديدة دورَها في الزيادة عليها والاختزال منها وإعادة تفسيرها وتخريجها بما يناسب عصرَها ومصالحها، وصولاً إلى الراهن.
لا يوجد نظام بدون سلطة تنتفع منه وتسخره لمصالحها. ولا توجد سلطة من غير فئة تقوم بتوفير اجراءات الحماية والخدمة، وترتبط مصالحها باستمراره. وهكذا ينفصل النظام الاجتماعي عن قاعدة المجتمع، متحوّلاً إلى سلطة اقطاعية قائمة على القهر والاستبداد.
ان انفصال مصالح الاقطاع عن مصالح الطبقات الشعبية للمجتمع، يجرّد النظام من مبرراته، ويد
فع المجتمع لحالة مزمنة من الاغتراب والعبودية، حتى قيام الثورة الشعبية التي تعيد تشكيل المشهد السياسي والنظام الاجتماعي.
*
الصيرورة المادية للتاريخ والعقلية الظلامية للاقطاع..
ان المراحل القليلة التي تكشفت فيها الذات الانسانية وتجلياتها القيمية، هي تلك المقترنة بالصيرورة والتحوّل المادي للتيارات الاجتماعية الفاعلة. هذه المراحل المسؤولة عن الطفرات التاريخية للبشرية، محدودة زمنياً، رغم آثارها الهائلة، عقب تعرّضها لقرصنة التيار المحافظ والأدلجة. ولاستمرار سيادتها أطول ما يمكن، أشاعت حقبة من الظلامية والتخلف للفصل بين الحركة الاجتماعية ومفاتيح الثورة والتجديد. على الضدّ من هذا، لم تحِل الطبقة الرأسمالية الأوربية عقب الثورة الصناعية، بين الفرد والتنوير وإرادة التجديد والابداع، التي حققت مكاسب اجتماعية ومكتشفات علمية وثورات ثقافية رسمت ملامح المدنية الغربية ورسخت قواعدها الثابتة حتى اليوم.
*
المعرفة والوعي
ثمة عداء بيولوجي مستمكن بين مؤسسة (السلطة) والمعرفة. وثمة آثار مزرية لازدراء المعرفة والحطّ من قيمتها وتشويهها في ثنايا الفكر التاريخي للأيديولوجيات المستفحلة عبر التاريخ [الميثولوجيا والمجتمع والسياسة]. الأنكى منه أن ظهور الفكرة الدينية الكوسموبوليتية ارتكز على عنصرين قاهرين من ركائز القهر الانساني، تحقير المعرفة وازدراء الأنثى. وطبقاً لميثة الشجرة المحرّمة في يوتوبيا الفردوس، يكون [الوعي] هو الغاية المترتبة على المعرفة، والنتيجة المحذورة في نظام الحكم. ومغزى الاستفهام الربّاني: [مَنْ قالَ لَكَ أنَّكَ عُريانٌ؟]! في قصة التكوين، ينطوي على رفض مبدأي للوعي (المعرفة). فكانت المعرفة صورة للخطية، وسبباً للعنة، وإذا كانت الخطية تقود للموت، فاللعنة هي معيار الدينونة والفصل بين أهل الفردوس والجحيم. هذا الاستبيان الانثروبولوجي، يؤكد أهمية عنصر [الجهل] في تأسيس نظرية السلطة، القائمة على تشريع/ شرعنة الخضوع والتبعية المطلقة [العبودية والمعبودية]، دالة للكمال والسعادة. فالمعضلة الأساسية، في كفاح الانسان من أجل ذاته، هي وحدة الأسس والمنظومة التي جمعت بين الحكم السياسي على الأرض وتصوّرات الحكم الربّاني في الديانات التوحيدية. هذا التناص والتماهي، بين الأثنين، بدرجات متفاوتة، ربط بين فضيلة الانقياد/ التسليم للمؤسسة الدينية والسياسية ربطاً عضوياً. ترتب عليه ربط تعسفي بين المروق السياسي والديني، وسريان عقوبات (ديندنيوية) على الضحية. وتزخر ثنايا التاريخ الديني بالأمثلة والشواهد القائمة على خلط الديني بالسياسي وبالعكس، لضمان مصلحة الحكم.
ان طريق العلمانية واللبرالية الغربية، برغم جذورها العقلية الاغريقية العريقة، تمّ تعبيده بشذرات الفكر والمعاناة وأجساد العلماء والمفكرين ومحارق الكتب والمدونات وممارسات الرجم، قبل أن تستسلم الكنيسة للواء العلم، والتغير النسبي في المنظور الغربي للعقل المادي والقاعدة المعرفية وأهمية الفرد في الابداع. هذا العسف الكنسي في الغرب، شهد ما يقابله في الشرق المسلم، لكنه لم يسفر عن ثمرة (فكر علماني) مؤسس، أو يتحول إلى حركة سياسية اجتماعية تأخذ عجلة حركة التاريخ بيدها، والنتيجة استمرار الشرق الأوسط في حالة الجمود والتراجع. وانعكاس مضاعفات الجمود والتراجع على مجمل حركة التنوير وجدلية التقدم والانطلاق.
*
رؤية اقطاعية للفردوس
في المخيال الأدبي، الفردوس هو (يوتوبيا)، أنتجتها الخلايا التعويضية في قشرة الدماغ، لتعويض جدب الواقع أو البيئة البشرية. هذه اليوتوبيا، قريبة في بعض سياقاتها من منظومة [الأنا العليا] التي انتجت الأساس العام للنظام الاخلاقي القائم على منظومة (الوصايا العشر!). فالرؤية العامة للمخيال الأدبي أو النفسي الاجتماعي الذي مثّل الإطار العام للفلسفة الاغريقية، هو أقرب للمثالية منه إلى الواقعية المادية والاجتماعية. فالفردوس، هو حلم قيام مجتمع مثالي يتمتع افراده بمستويات خلقية سامية مترفعة عن الضَعَفات والرودّونيّات والأرضيّات المؤقتة. ان فكرة الآلهة القديمة ومجتمعاتها ستكون تدرّجاً لفكرة المجتمع الفردوسي. وإليها تعود جذور الفكر الديني الذي تمحور في أطر متباينة سعت لملامسة الواقع أو التجسيد الأرضي. فاقتراب الفكر الفكر الديني من الواقع كان علامة اختزال المثالي لصالح الواقع البراغماتي والابتعاد عن السماوي والمقدّس للسقوط في مستنقع الأرضيّات. فالقطيعة بين الفكر الديني الأنوي الأعلى [الخلُقي السامي] انكشفت في جدلية الخير والشرّ، السامي والمنحطّ، الفردوس والجحيم، في مناظرة لجدلية النخبة والعامة، القادة والأتباع، الحكام والرعية، الاقطاع والعبيد. لم يعنّ لسدنة الفكر الديني ان الرؤية الماورائية للفردوس والجحيم، تشكل نقطة ضعف ودليل عجز، تفترض تصديقا مجانياً، دون مماحكة التجربة. وهنا ظهرت أدبيات التبرير والتغرير، لاقناع البشر بأوهام افتراضية، لا يجنون منها في واقعهم غير عقوبات أو امتيازات دنيوية (جسدية) تافهة. آلية الوصاية الإلهية والعقاب والعبودية الأرضية بحدّ ذاتها تفضح عقم الأسس والعجز عن توفير الاقناع العقليلاأو المادي عبر التجربة، فيصار لاستدرار العواطف والوجدانيات والعقوبات والتهديد والاغراء والتخدير لاستدراج القطيع للحظيرة والخضوع.
السؤال هنا من يذهب للفردوس ومن يذهب للجحيم (بعد الموت)؟
العلم الآخر، عالم الموت، الماورائي، هو عالم قائم على التقسيم الطبقي الاقتصادي والأثني السائد على الأرض، بنفس الرؤية التي تمنح [الإله الأعظم] صورة بشرية أو حيوانية، محكومة بنزعات ومشاعر وأطراف وتحديات. النخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية السائدة في المجتمعات، تصبو للاستمرار في السيادة حتى الأبد، وهي لا تكتفي بالاستبداد والوراثة والتوريث، وانما تستمر في أدلجة منظومة الفردوس والجحيم لتأبيد التقسيم الاجتماعي والسياسي والطبقي في العالم الآخر. والمقاييس المحددة لذلك هي من انتاج الفكر البرجوازي المهيمن، ما يجعل النخب الأرضية المستبدة، تحنفظ بمواقعها، مسخرة الفكر الديني الما ورائي لتأكيد سلطتها الابدية وحيازتها للبركات الربانية التي لا تنتهي.
*
الفردية والحرية والانفتاح
الفرد هو أساس البناء. كل بناء أو منظومة يتكون من ذرات ووحدات مستقلة بذاتها، تسخر طاقاتها وإمكانياتها الحيوية لتحقيق الجمال والكمال، والتكامل مع الذرات والوحدات الأخرى في جزيئة أو مركب أو منظومة أو بناء أو مجتمع أو مؤسسة، قائمة على التنسيق والتعاون والاتفاق. فالأولوية في البناء والمجتمع والصيرورة التاريخية انما هي مدينة للفرد، وليس للجماعة. الذات المبدعة والعقل المبدع والنفس المبدعة هي المؤسسة للفكر والنظرية والقيم التي تتلقفها الجماعة، كسلع ناجزة جاهزة للاستعمال والاستثمار للحصول على منافع متوالدة. كلّ مفردة أو ذرة أو جزيئة في الحياة الراهنة، هي في الأصل، ثمرة جهد فردي، فكر فردي، معاناة نفس فرد، تهيؤات ونبوءة فرد. وكثير من تينك الأفكار والمعالم لقيت من الاستهجان والعسف زماناً قبل ادراك منافعها والاعتراف بفضائلها على سابقاتها. فالتطور، أو الحياة الانسانية، قادرة على التجدد والازدهار بقدر تمتع الفرد في ممارسة حياته الشخصية واستثمار طاقاته وامكانياته الفردية المتنوعة، لخدمة المجرى العام للتطور والأنسنة. وعندما تكون الحياة المعاصرة مدينة بنسبة عظيمة لابتكارات المدنية الغربية، واقتصار مجتمعات الجنوب على الاستهلاك، فالعامل الرئيسي هو فضاء القيم الفردية للمجتمع الغربي، مقابل استمرار مبادئ القطيع في مجتمعات الشرق، التي ترى في الفردية زيغاً عن الجماعة، ومخالفة اجتماعية ودينية وسياسية.
*
ثمار غربية وثمار شرقية..
في ضوء هذه المقارنة التاريخانية، قدّم الغرب خلال ثلاثة قرون للبشرية، ما عجز عنه الشرق في عشرات القرون. يضاف إليه، استمرار مجتمعات الشرق في ضرس الحصرم، واستحلام الوقوع على عتبات الغرب. ان الخصائص الاجتماعية والقيم المدنية هي معيار المقارنة والقياس في ترجمة الذات البشرية ورصد تطلعها للحياة والتفاعل الايجابي.
لماذا يختلف الفرد الأوربي عن افرد الشرقي؟..
لماذا تقدّم الغرب وتخلّف الشرق؟..
لماذا يعجز الشرق عن مضاهاة الغرب أو تجاوزه؟..
لماذا فشل النظام الاجتماعي الشرقي في تلبية حاجات الأفراد النفسية وتطلعاتهم الاجتماعية والسياسية؟..
ما دور القيم الغربية في معايير التمايز والتقدم والريادة؟؟..
ان مقايسة ثمار كل مجتمع تقدم إجابة شافية على مدى جدارة تجربة المجتمع وجدارة أشجاره وأسسه التحتية بالحياة والاستمرار.
*



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاغتراب في ظل الإسلام
- من الشعر النمساوي المعاصر- بيرنهارد فيدر
- أحلام مكيسة
- Shadowsظلال
- محمد علي الباني رائد تحرر المرأة العربية
- نكايات
- الجنس والجسد والزواج
- في ذكرى الصديق الشاعر مؤيد سامي!
- لا تحبيني رجاء!..
- دبليو ه. أودن
- سنجار: مجازر جماعية وجرائم ضد الانسانية والبيئة
- اللبرالية والسلفية في بورصة السياسة
- الفرد في مصيدة الإمنترنت والهاتف الخلوي
- قصائد عن الألمانية
- - صفحات من كتاب الأنثى-
- نزعات وجودية في الأدب العراقي
- غوته.. عاشق الشرق والنساء
- سميثا
- لماذا نعيش في عالم سيء؟
- جدليةُ النسيانِ والذكرى في شعر مهدي النفري ..


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وديع العبيدي - الفرد والنظام الاجتماعي