(الجزء الثالث)
[نصّ مفتوح]
..... .....
عجباً أرى
كلّ تلكَ الزوابع المطريّة
وعطشٌ يزدادُ تفشِّياً ..
حنينٌ متدفّقٌ
نحو المساءاتِ البعيدة
قمرٌ يفرشُ ضياءَه
فوقَ أوجاعِ المسافات
المتطايرة من وهجِ الروحِ ..
عطشٌ مفتوحٌ إلى تلكَ التلالِ
إلى تلكَ الصخورِ المسترخية
فوقَ منحدراتِ الحنين
زهورٌ متصالبة
معَ خمائلِ الذاكرة
لا تقُلْ مناجلُنا حزينة
لا تقُلْ مناجلُنا قديمة
كم مرّة سنَنْتُ نصولَهَا!
مناجِلُنا حادّة
أكثرَ من السواطيرِ
تهطلُ خصوبةً
مثل النوافيرِ!
قبلَ أنْ أعبرَ المسافات
خبّأتُ منجلي الصغير
بينَ حميميّاتِ الرحيل
راغباً أنْ أحْملَهُ إلى سماءِ الغربةِ
إلى شواطئ اسكندنافيا
منجلٌ صغير مسنونٌ
بأحجارِ الصوان
منجلٌ يحصدُ خصوبةَ الشوق
معلّقٌ بين جنباتِ بهجةِ الحلم
.. بقيَ منجلي هناك!
لكنّه يزورُنِي بينَ حينٍ وآخر
يعبرُ واحات الحلمِ
يداعبُ شموخَ السنابلِ
يمنحُنِي رغبةَ الرقصِ
على إيقاعاتِ
حفيفِ الليل!
تتلوَّنُ وجوهُنا بالأوجاعِ
كلّما نرقصُ رقصةَ الرحيل.. آهٍ .. عَبَرْنَا الضبابَ .. ضَبَابَ المسافات
إيّاكم أنْ تُضيّعوا منجلي إيّاكم
أنْ تعفِّروا وجْهَهُ الزاهي
...... ...... .... يُتبَع!
ستوكهولم: حزيزان 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم ستوكهولم [email protected]
لا يجوز ترجمة هذا النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا بإتّفاق خطّي مع الكاتب.