أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد مدحت اسعد - لغة الماء ... مجازات القول المختلف















المزيد.....

لغة الماء ... مجازات القول المختلف


محمد مدحت اسعد

الحوار المتمدن-العدد: 2080 - 2007 / 10 / 26 - 05:27
المحور: الادب والفن
    



تكتسب لغة الماء اهمية عبورها الى القارئ ، من تلك الإنزياحات المتراكمة من المد الإستعاري والولوج الى غابات الشعرية والرومانسية اللامعة والمتعالية التي تناصب متلقي السيل الرواثي المتكلس , مخاطبة النفس الأمارة بالسوء . لغة الماء تفجر لغوي ينمو من خلاله الحدث ومن استثارة نفسية ترقب المجهول .
لن نسبح على الشاطئ الأخر ، شاطئ الحدث وبحره ولن نسكب ضوء اعيننا في صحنه .
انما سنجتاح ـــ اوليس الإجتياح رهن بالحدث المحوري للرواية وعلامة شمسية مدت خصلات ضوءها على العلائق المتشعبة . ــــ الأفق المجازي واللعب على ما ندركه من لهوه اللغوي الموقر.
تفتح لغة الماءصنبورها المجازي على اقنية البوح ، فهي اقرب الى المناجاة من اللغة السردية الكنائية ، التي تنهل من مدخرات معرفية ارتهنها السارد/ة كأشارة للهروب من السياق الخطابي الموسوم بالخطاب السياسي
وهذا الإدعاء سنلتقيه لبرهة قي رحلة السارد الأخر الذي تشده تقاطعات وعلاقات ، هي بالأساس هيكل المتن الروائي ومحور الدالات والخيط الرافد للشروع في كتابة الرواية، ولهذا ينسجم السامق النصي العنوان مع هذا التوجه . تتساوق لغة الماء كعنوان مع مدونة السرد التي يسحبنا اليها السارد بتاء التأنيث ــ اي في البياض التي تخلو وتركن الى ذاتها ، تسنتطقها، تحاور مرحلة زمنية اميل الى انها الجذر النابت لمسارب ذات علائق متشعبة ،مكونة المبنى الروائي .
تحاول هذه القراءة ان تكون قرب الموقد الدافئ للغة السائلة في وريد الشعر، ولنشرع ارواحنا للشمس كي نجففها من رطوب البياض وتوتره ــ هذاقول قديم لسارد مثابر، هو لم يبرح للأن دوحةغيابه .
لا شك ان السامق انفتاح دلالي ومعرفي ، يجيد عزف الجذب والسحر ، للقارئ الذي يمارس غواية مناكفة البياض ومن ثم يحتمل الى مفارقات دلالية تقصي بنباهة محمول الرطن السياسي ، ومن هذا البساط الممدود نتوقع التجوال الأثم والسري للغاية لخريطة الموقع ــ الرواية ـ على اعتبار كشف المحارم .
لغة الماء : انحياز شكلي للكاتبة على المؤهل السردي العام ،المساحة التي يتركها السؤال التالي كافية لسبر ما يموج في اول السطر ، هل التلقي العفوي اولاًللسامق النصي يتيح للقارئ وأد المناورة والهبوط على مدرج المضمون بتذكرة واحدة ، او القبض على شبهات التوقع ؟ إذا كان ذلك ــ اطلب من سارد بياضي ان يحيط المعنيين بالأمر وضع حرف الذال في منتصف الطابعة ، لأن اصابعي مولعة بهذا الحرف
البهي وتضج من استهلاكه ــ مبشرا او له علاقة احتمالية فاتنة ، فمن الواجب إذن ان نطلق قاذفة الهدر والوعيد ورصاص المساءلة ومصادرة ماقيل ويقال واصابع الكاتبة عفاف واحلامها السوداء والملونة .
على الغلاف الأزرق عفاف خلف تطفو على مد كثيف من الكلمات الأيلة في تشرذمها ، خطوطها المتشابكة ،اقرب الى الحجاب ، الى السحر ، اهي تعويذة قابلة لخطف القارئ عند اول خدش بصري اوملامسة لدفة الرواية ؟ استدعيت على عجل سارد بياضي الفطن والمؤول الأركيولوجي الصارم وملتقط المدلولات الميكروسكوبية لرقية الموقف ونبش اليقين
إذن نحن امام نص اولاً مسربل ،وقابل للتأويل من جهات متعددة ذات صلة ، وإذنستذكر ما اكدناه من قبل ، بالكسر والإنزياح عن الجانب الحدثي الجمعي الممثل بالإجتياح الإسرائيلي المدينة نابلس في نيسان 2003 ومدى جاهزية المقاومة العزلاء في التصدي لهذا الوحش الحديدي .
تذاكى السارد حين اعلن دون لبس او مواربة ، ان الخطاب السردي وفضاءه يرتكز على محورين باذخين، متداخلين ، مختلفين :سر معمد بحبر الروح وشفافية الأنثى الساردة ، والقول الذي يذهب في اواره صعوداً وهبوطأ وتمثله باقتدار فاطمة ، وسرد صاعد في زمنه ستكتبه الأيدي المرتقبة عرسها بحبر الدم ، ويقوده على ارض صلبة ، مهتزة محمد العربي ، الظل الملتقط في ثبات اللغة الساردة والطرف الملهم الذي يفجر الكوامن في حجرات ملغومة من مجازات القول المختلف لدى الساردة .
من خلال هذه الخطوة الجريئة نكتسب شرعية الكتابة ، بحيث ننسحب بهدوء من تبعات الملاحقة والمطاردة خلف احداثيات الباثة المرسلة لسارد الخروج الملحمي محمد العربي وما يجري من احداث عامة والتحضيرات لمقاومة بريئة لمدجج غير بريء .
ولا يعني ذاك ان المرحلة الأساسية في السرد مقصية وذاهبة في غفوةمنا ، انما بروزها الإيجازي سيتآتى من خلال الترويض المعلن لإرادة عنوان هذه القراءة .
استدرك القول ان الأعمال الأدبية تحديداً ، لا تقاس بعظمة احداثها والقبض على بياض يستدرجه مضاء التاريخ ولا زواياه..... وحتى هامشه انما تلك الغرفة والزاوية التي يمكن ان نرى من خلالها الحدث متقن التغليف وغير قابل لقراءة من اول نظرة ، ويسقط ارتهانات القارئ في التقاط مدوي لشغب الدال .
دون قفل تشرع الرواية فسحة دفتيها لقارئ تدرك شروط امكانياته المعرفية ، ساردة ارتأت التنقل بين فواصل الرواية وتجيد اللعب والقفز هبوطاً وصعودا وتسري في بياضها المجازات المكثفة ، وكذلك ما يرفده السارد من معلومات وتقدم في السرد قابل للتجزئة وحقن القارئ بمهدئ النزر البسيط ونموذجه : الإسترجاعات سواء ماكان عبور لأنا السارد في الذكريات او من خلال الغطس في ماضي الشخصيات الروائية ،كمنح الجدة
مقعداً سردياً مؤقتا لرحلة ما قبل الإنقطاع القسري عن حيفا او البذخ في التعاطي السردي مع ماضي الأم فرضه السياق الصاعد ًاوحضور الصورة الكاشفة على انتماء الطفل فارس والعودة الى ماضيه .
ان عربة السرد الأولى محملة بكثافة التأمل وما تبذره الذاكرة ًمن شعرية البوح ،والترحل في امكنة ،فضاؤها الشعر الخالص: كما تضفي السيرة المفجعة لشخصياتها مرافق حميمي للغة الكاشفة عن اسطرة الإنسان الفلسطيني المنصهربطين الألم المزمن والإنتكاسات المتكررة والمتراكمة
البيت الذي ينطلق منه السرد موفور وممهور بمضاء المحتل وإنجازاته الكارثية إبتداءً بالهجرة القسرية لجدة الساردة وفقدها لزوجها في حيفا واللجوء الى نابلس . والساردة التي فقدت ساقيها في مظاهرة ضد الإحتلال آبان الإنتفاضة الأولى وشقيق الساردة الذي تبنى خيار اكون اولا اكون فسقط شهيدا وكذلك والدة فاطمة التي تجرعت الذائقة المرة بفقداخيها واحد اعمامهاوغيرها من الشخصيات التي اكتوت بلهب المأساة ..

تلخيص المتن البسيط من الرواية ، وانما اضافةشواهد تجسيدية ترادف اللغة بمجازات تعمق الأفق الجمالي الشكلي للكتابة وتحفر في ذهنية القارئ اثرها وهذه عفرة ليست انتقاء بقدر ماهي اشارات غير متطاولة علىقامة السرد
ــ لم تكن ثمة خطيثة بعد ، كانت الجنة. وعدبأفق ، وسماء نيسان المخضلة بالبشارة.... ص4
لغة الماء لغة سردية محملة بندى التناص البعيد المكثف الذي يختزل الهبوط من الجنة ،بحمل صرة الذكريات والإلتفات الى الخلف حيث حيفا تنتظرمن يكشط عن ازرقها غيوم القيح المتكلسة .وفي تناص اخر ، غرف تراثي ،تقلص داله الى غير ما تبثه الحكاية وارتمى في حضن الإنتظار المراوح مكانه .
ـــالساعات تمضي كسلحفاة ارهقها جري التتابع مع ارنب العمر الذهبي
سنبحث في مدينتكم عن صلصال الخلق الأول ونعيد تشكيل الأحياء عن ملامح الحضارة الأولى نصهرها بالبارود والنار ص22 يذهب السارد في اللغة الأخرى ، المنتشية سلفاً بشعريتها ، وإن كانت تثير غباراًمن فائض الأسئلة ، تجيز القول ما بين الغرورالإحتلالي الدموي الأعمى لأسطرته والعملقة الفائضة على شعب اعزل يتمترس ببدائية سلاحه / اما الفائض الأخر يرتكز على لعبة الفكاهة المزة والسخرية الحادة من المدمر اصلاً ويرث المضاعف من التدمير .وصف حركة الإجتياح: صوت آلات الموت يغرق كل الأصوات ، يهتكون ستر الصمت ص29 اي اصوات غرقى تلك سوى ارتعاف الليل لسكونه وصوت دقات ساعات الحائط وبسرية تامة نبض القلب .... ثم هذا القول المجتهد في ثنائيته المتضادة الصوت /الصمت ..... وإيقاعيتهالمتوازيةنحوياً بقليل من تعبير جاكبسون .
ـــ حضوره صمت اللغة الأبدي ... تتطاير الحروف في المدى ... ماذا اقول لجرح يفتح نوافذ الليل لدفق الموت ص15 .
او المتم لهذا الإمتداد في مكان اخر من نفس الصفحة
ـــ كنت نسجت على ملامحه خلايا القلب خبأته بين الضلوع وذدت عنه بجسدي كله ، بعمري كله واحلامي كلها ص15
ـــ الكتابة اليك ستكون فتح جبهة على امتداد اذاكرة ، صلاة مفتوحة .... ولتتوضأ الأرض بماء الطهارة . دعي الحبر نزيفاً دمويايلون الأوراق ودعي الأوؤاق تعوي الماً وخيبة ص17 . تشكيل افق الخطاب المزمن والذي ينهض على مطاولة الأخر واستنطاق القول الذي يرتكز على التحسر والفقد والتطلع الى الماضي واستحواذه .
يتفجر ضبابي النسبي الف الف شظية يتحطم جدار الهذيان ص65
تخذلني الكلمات وحدك كنت الفارس الأجمل في حقول اللغة معك كانت الكلمات تستقيم ... تأتيك عارية من كل صوب ص108
ذهلت سارد البياض : الإنفجارات اللغوية المتواطئة مع المد السردي الأنثوي وما يليها من استسلام القارئ لهذا العطف وهذاالعبور المتأني
او كما قال : ...................
لغة الماء ـــ عفاف خلف ــ منشورات مركز اوغاريت الثقافي 2007
رام الله ـــ فلسطين



#محمد_مدحت_اسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفارق السرد
- مرور جانبي
- اشارات النرجس : عبور الى القول القصي
- الأخ السارد وصفاته المحسنة
- مفيد دويكات العائد الى البياض


المزيد.....




- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد مدحت اسعد - لغة الماء ... مجازات القول المختلف