|
مقدمة بقلم الشاعر ( ميخائيل ممو )
بولس ادم
الحوار المتمدن-العدد: 2078 - 2007 / 10 / 24 - 12:33
المحور:
الادب والفن
عزيزتي عزيزي القارئ الكريم :
سبق لي الأعلان عن مجموعة شعرية تنتصر للأنسان ضد الطغيان .
وكما هو عهدنا بالاقلام الشريفة في ثبات انسنتها لصداقتناالتي هي في رونق دائم مع ابداع بلا تجارة ودولارات !
يشرفني جدا .. تفاعل المبدع العراقي ( ميخائيل ممو ) .
و .. اعطاء مساحة للتامل المزدوج حبا .. مؤكد استنطاقه للشعر الجاري في ( الحليب دموع الأطفال ) .. يستحق مني الشكر العميق ، التقدير والعرفان .
( عن كتاب المجموعة الشعرية - بولس ادم -)
المقدمة
حين تصير الدموع حليباً!
بقلم: ميخائيل ممو
اعترتني الدهشة وأنا أقطف حبات عناقيد دالية الشعر التي ضربت بجذورها في ثنايا أرض "الحليب دموع الأطفال " ليتدلى ويشمخ كل عنقود من تلك العناقيد بنضج روحاني وبتكوين خاص ، وكأن تلك الحبات التي عشقت بعضها البعض وتلاحمت متعاضدة بمثابة كلمات ناطقة لتجسد مضامين القصائد التي ضمتها هذه المجموعة الشعرية المشـتركة التي بيـن يديك ، والموسومة بتعبير لا يضاهيه أي تعـبـيـر سوى التتويج الالهي " الدموع حليب الأطفال ". أجل .. ان العنوان بحد ذاته قصيدة مختزلة بدلالات رمزية ذات طعم شهي ، وعمق معنوي لمجاراة سرعة الفهم والوعي والتأليه ، بفحوى قدسية الثالوث الرباني. فالدموع مصدر الفرح والحزن في آن واحد ، والحليب نبع لأكسير الحياة والأطفال مصدر الديمومة الأبدية.
أن تقطف زهرة من منبع حياتها تكون قد آلمتها ، وأن تسقط البسمة من وجه طفل وتنتزع الفرحة من تصوره تكون قد آلمته أيضاً. أما أن تجتث هيكل نصبة الزهرة من جذورها تكون قد حكمت بالموت على زهوها وحسن نضارتها وعنفوانها ، والحال ذاتها يعيشها الطفل الذي تصيبه رصاصة تائهة مقيتة تحكم عليه بالموت السرمدي على الأرض التي ترعرع عليها لتحتضنه جسداً وفي الفردوس لحضنه روحاً خالدة. وهنا يكون الأمر بزهق أنفاس شاعر موعود كونه نطق بأولى قصائده بصرخات بكائية من آلام تنسمه نسمات الحياة الأولى . من خلال قراءة شاملة لمحتوى القصائد المنتقاة في هذه الإضمامة الشعرية ارتقى معظم الشعراء الى مصاف الإستشهاد والشهادة ، وليعوّل كل واحد منهم على من يخاطبونهم بإلتزام دور الكلمة الصادقة الأمينة في التخفيف عن كاهل الظالم عما يذرف من حجم دموع الفرح لأنتهاكاته ، وعن كاهل المظلوم عما ينحبس في مآقيه من دموع الحزن ، ولتكون في الوقت ذاته شعار قوة للذين يكابدون من ويلات عصرية في بلاد الأنبياء والرسالات السماوية السمحاء ، ولعل من يتنسم رائحة الإرهاب وامتهان الإنسان يسقط عن وجهه اقنعة الشؤم ، ليكف عن امتشاق السيف القاتل ، مستعيضاً أياه بحمل أغصان زيتون ندية ، ورفع راية ناصعة البياض وإطلاق الحمائم الوديعة عن قيودها ، ليعلن الوطن صرخته بإحتضان الجميع سواسية في بلد النخيل والرافدين وفي بلد الزينون والبرتقال وفي بلاد الأرز الخالد وفي كل بقعة أرض يتألم فيها الإنسان.
أما ما يخص قصائد المجموعة ، أرى بأنها قد امتازت قاطبة بوشيجة زخرفية متناسقة في تقاسيمها المترابطة في عامل مشترك على أرضية واحدة ينبع منها مفهوم الرفض لعنصر مقاومة العنف السلبي ، ولفكر الإرهاب المقيت ولجنون الإغتيال الشنيع. كما وارتقى هذا الإمتياز بخطوات أوسع متجسدة بمناداة تحول العيون الجائعة والأفواه الظمآى الى قناديل تضئ درب السلام لآمان دائم ، طالما رائحة الدماء الزكية تعبق شهادة حق لمسارات العدل والمساواة وخير البشرية. ان الكلمات التي سقيت بمداد الدموع السخية والرقراقة تجاوز رقيها أكثر لتمتزج بمداد الدم الطاهرالمراق بشوق ملتهب نابع من روح قدسية الرحمة والبراءة بمصداقية لا مثيل لها في عرف الإنسانية التي بلغت ارقى درجات التطور في حلبة مدنية العصر الحديث. نعم .. تم عجن تلك المفردات بمداد الدم والدمع لتولد العبارات منتفضة على واقع الويلات العصيبة ، المآسي الأليمة ، الجروح المقرحة ، الدماء المسفوكة والعذاب النفسي الحاد.
بهذا ينبغينا القول : ان كان الإنسان يشكل ظل الخالق على الأرض ، فما بال الصادقين المؤمنين ممن يقتحموا هيكل الشعر ليـبتهلوا الى الله مستمدين آياتهم الحكمية من وحيه ، أوليسوا هم وكلاء ذوي الرسالات التي الهموا بها من أجل الإنسان وسعادته على المساحات الواسعة من البسيطة التي يؤمها أينما تواجد في سبيل حياة حرة كريمة وفاضلة.
هنيئاً لكم يا من طرقتم باب الشعر وأوصلتم رسالتكم من خلال هذا الديوان الذي ضم بين دفتيه ما يهز المشاعر ويرهف الأحاسيس ويبعث الرحمة في قلوب الظالمين ، حملة مشعل العنف والإنتقام ، ممن ضلوا طريق نور الحق وزهو الحياة ليعودوا الى رشدهم لعلهم يلعنوا هواجس وساوس الشيطان .
الرابط الى المجموعة المعنية على الرابط ادناه رجاءا :-
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=101736
#بولس_ادم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قداس ازمنتي .. 2 - 3
-
قصة قصيرة جدا ( بخار الرمل )
-
قداس ازمنتي ( 1 )
-
مقطع من رواية ( الجراد و الماراثون )
-
اسماك ( فؤاد مرزا) التي طارت !..(11)
-
السينما سينمائيا حركة وليست ادبا !
-
التقسيم
-
مفتاح العار
-
سركون بولص.. في مستشفى برليني
-
لصقة جونسون
-
اسماك ( فؤاد مرزا ) التي طارت !..(10)
-
Tauben Markt
-
اسماك ( فؤاد مرزا ) التي طارت !...( 9 )
-
غربة طائر الفينيق
-
حذاء الخرافة
-
ارقص في الغبار لقرص الشمس
-
اسماك ( فؤاد مرزا) التي طارت !...( 8 )
-
برقيات حول عام نوستراداموسي
-
اسماك ( فؤاد مرزا ) التي طارت !... ( 7 )
-
اسماك فؤاد مرزا التي طارت !...(6)
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|