حسن البياتي
الحوار المتمدن-العدد: 2075 - 2007 / 10 / 21 - 09:00
المحور:
الادب والفن
-1-
التفاهة
عندمـا تنزل للحلبةِ ، هزّا ً واٌلتواءْ
وإرتخاءً فهبوطا ً وصعودا ً واٌنـثـنـاءْ
ليمين ٍ وشمال ٍ وأمام ٍ ووراءْ ،
تصبح الستُّ جفـاءْ –
تلكمو المتخمة الأهواء سخفا ً وهراءْ –
قردة ً مغرية ً يسعى إليها باٌشتهاءْ
كلُّ قرد فاغر القربة ، لكنْ دون َ مــاءْ !
لندن – في السابع عشر من تموز سنة 2006
-2-
الشراهة
تلكمو المخلوقة ُ المخبولة الساقين ... لاتفتـأ تسعى –
مثل أفعى –
بدبيبٍ أشعبي ٍ لاهثٍ شما ً وسمعا ...
علـّها تعثر ما بين النفايات على قطعة عظمهْ
فعسى تنهش منها ذيلَ خيطٍ نابت في خرْم ِ لحمهْ !
فلقد عزَّ المـرامْ
لاعظام ٌ ، لا أدامْ ،
لا ولا كسرةُ خبز فوقها قطرة شحمهْ !
القماماتُ تناديها ، بهزءٍ : إسمعي يا ست ُّ نهمهْ !
سـّودي وجهكِ حالاً بسخام ٍ أو دخان أو بفحمهْ ...
ستموتين غـداً دون عزاء من مواس ٍ ، دونما كلمة رحمهْ ؟
الشراهاتُ التي ضاجعْـتِها ألفا ً و ألفا ً سوف تغدو
في سرير النهَـم ِ المنخوب ريحا ً شحنت سما ً خبيثا ً منتنا ً ،
مثل بقايا عفن ٍ ينزح من جوفٍ عليلٍ إثْـرَ تخمهْ !
لندن – في الثلاثين من تموز سنة 2006
-3-
السفاهة
قردةٌ رعنـاءُ شافتْ نفسها واعظة بين النسـاءْ ،
فمضت ، مبحوحة ً تنهى وتنهى ، دونما أدنى حيـاء
مرةً عن عري نهدين ، وأخرى
عن مخـازي القِصَر المحموم في ذيل رداءْ
مرةً ثالثة عن شدّ ردفين و خصر ٍ
لم يعد ، في سمكه ، يشبه خصراً لفتاةْْ
مرة أخرى فأخرى ثم أخرى ، بل مئاتْ
عن مدى الإلحاح في كبس المساحيق وتكديس العطورْ ...،
دون أن تلقي على المرآة نظرهْ
لترى ما فعلت في شكلها ستينَ مرهْ ،
فتكفّ النفسَ عن نبش النفاياتِ وتلويث الزهورْ !
لندن – في الثامن من شباط ، سنة 2007
#حسن_البياتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟