أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحيم الحمصي - مسيرة الجياع















المزيد.....

مسيرة الجياع


عبدالرحيم الحمصي

الحوار المتمدن-العدد: 2074 - 2007 / 10 / 20 - 11:55
المحور: الادب والفن
    


مع أول تغريدة بعيدة الصدى ، من وراء غبشٍ تتراقصُ حُبيبات قبسٍ نورُهِ السماويِ
اللونِ ، المحنطِ بسُمْكَةٍ ضبابيةٍ ناعمةِ الملمسِ ، مُعلنةً عن فجر نهار لا يعلم منه مقهور الا
بداية تثاؤبات كسولة ،،،
من كوخه الموشوم بعفن حياة مُثقلة بهموم وجودية عرجاء ، و المنتصب في ضاحية العاصمة ، غيرَ بعيدٍ عن دروب حيٍ قصديريِ النزلِ ، لفضتْه بورجوازيةُ الحداثةِ و التحديث و العولمة المسطحة و القصديرية الأخلاق و التخلق ،،، فتح مقهور الكوة حتى تَستنثر رئةُ كوخه عتمة ليلٍ ، مدهون بكل ألوان الإحباط و صقيعية فراش طالت مسافة وصوله،،،،
وقف أما م الباب المرصع بكل رُقاعات الدراويش ،، ليستعرض على فراغ المحيط حركات عضلية ، نخرتها سموم روائح مجمعات النفايات ، المعبرة هي الأخرى عن مستوى عيش ٍ
داخل بوتقةِ فقر مدقع ، أجازته كل دساتيرِ العالم الحر، و ربيبها صندوقُ النقد الدولي ،، حملق في افقه المحدودِ التطلعات ، ٍلا مما يمكن أن تجود به رقاعات زمن مسخ مطحلب بكل صور النفاق والخداع والهروب إلى أمام مجهول المعالم،،،
حمل مقهورٌ جميع أسلحته الفتاكة التي لا ترحم ولا تدرْ ،،، من أهمها نَباشُُه ُالمعقوف الذي ما أن يوجهه إلى ضحيته إلا وكانت بين يديه قبل أن يَرتد عليها طرْف المتربصين المتحلقين على وليمة أشلاءِ زبالةِ متبرجزةٍ ،،،،
رَد بابَ قصره الذي لا يُغلق عادة والمحروسُ من طرف الفقر و الفارغِ من أي تُحف أو كنوز قد تجلب له زوارَ الغيابِ ، باستثناء إبريق لتحضير الشاي الأسود و كوبا من البلاستيك تَسْكُنُهُ أحيانا بعضُ مخلوقات هذا المكان المهجور،، المبعدِ عن حاضرة المنتفعين و أصحاب الامتيازات الواقعية و المضمرة المرئية و المستثيرة ،،،،
خرج قاصدا شجرةَ حواءَ الغير بعيدة من مكان إقامته ،،، هذا الصرح المعمر الذي يبقى الملاذ والصدر الحنون لكل منبوذي العولمة و التفتح حد التمزق ،،،، هذا الصرح الذي شهِد
و عاش كل إحباطاتِ و تمزقات مدينته الوديعة الحالمة بكل الحب و السلام و العيش الكريم
في ظل تقاسمٍ عادل للباطن و الظاهر ،،،،
 حكيم ...حكيم... ألا زلت نائما أيها الغارق في افْتراش همومه... يقول مقهور...
 على الأقل ،، أنا أتنفس نقاء حريتي و وحدتي ،،، ماذا تريد يا هذا ،،،؟؟؟ ألا ترى أنني
لست هنا ،،، !!!!!! ،،، يقول الحكيم المعطل كما يحلو لمقهور تسميته ... ألا ترى بأن زماني سبقني ،،، ؟؟؟هيأت له شواهد ميلادي ،،، شواهد عرفاني التي تنكرت لكل عذاباتي و لياليَ البيضاءَ ،،، أكرهُ حضوري الذي سبقني بدون إدن مني ،،،أنا لست هنا ولا مكان لي معهم ،،، سأؤجل حضوري ،،، لأن عقارب طموحاتهم ترهلت و ما عادت تثير فضولي ،،،
- و كيف ،،، ؟؟؟؟ يتمتم مقهور ،،، أقارع هذه الرِدة وحدي ،،،؟؟؟؟؟
- أنا لم أفتح ملفات و لم أفوض أحدا ،،،
- انه القانون يا أخي ،،،،،
- سبق و قلت لك أنني لست هنا ،،، أنت مدمن فضائيٌ يا مقهور ،،،
قبل الذهاب إلى مجمع النفايات التي يجد فيها مقهور ضالته ،،، رابَهُ منظرُ شوارع العاصمة التي لم تألف زينة كهذه ،، و التي أثارتْ فضوله بسؤالِ العمال المشْرِفِينَ عليها وعن المناسبة مع علمه أن الأعياد الوطنية والدينية والترفيهية و الشخصية ، التي جَدْوَلَهَا يوماً في نصف أيام السنة ،، عطلا مُعَطِلَةً هي الأخرى لكل آفاق تنميةٍ واعدة ، كما يعتبرها أ هل الحل و العقد، مِحْرَارَ استقرارٍ تَجْهِيلِيٍٍ و تَضْبـيعي و تطويعي للفئات النشطة بهذه الجزيرة،،،
لم يجد لهذا اليوم تاريخا ،،، سافرت به الظنون عبر مِخْيال أزِقَتِهِ الفُضُولي الذي يمارس الحارس الأمين لكل ما يروم حوله و إذا ببوق صوت جزيرة المَوْزِ يَصْدَحُ ،،،
- يا أهل جزيرة الموز الكرام ،،،
الأحرار منكم و الأزلام،،،،
حاكم الجزيرة يدعوكم الى مأذبة لِئامٍ،،،
بمناسبة زفاف ابنته هيام،،،
بالشاب المتسلق الهمام ،،،
إنتفضت أمعاءُ الفقراءِ شهيةً صارخةً ،،، ليسقطِ الجوعُ ،،، و ليحيا الحاكم ،،،
تجمعت الحشود الغفيرة أمام قصر الحاكم ، ليطل عليهم كالقرصان و ليَنْزِلَ فيهم خطيبا ،،،
- أيها الشعب الوفي لتوجهاتنا ،،، و الناهل من سواقي خيراتنا،،، و الجائع من
شدة كرمنا ،،، و المستقادِ لحليم عطفنا ،،، نُشهدك و نُشهد المنظمات الدولية ، على انك الشعب الوحيد الذي توفرت له جميعُ سبل العيش الكريم ،، من مأكل ،، و من مشرب ،، و باختصار شديد،، إن 99،99 مئوية من سكان جزيرتنا ، تعيش البَحْبُوحَةَ ،،، و لا يخصكم سوى النظر في وجهنا العزيز ،، ، و الآن سأَزُفُ لكم ، على أنني سأحول الصحراء جنة ... و س،، و س ،، و س،، و س ،، و س ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
دخلت الحاشية القصر ،،، أغلقت الأبواب على الخرفان المشوية و الخمور المعتقة ... و الرقص الماجن لأسبوع كامل ،،،
في اليوم الموالي مر مقهور على مجمع النفايات الخاص بالقصر ،،،، بدأ في النبش عله يجد هذا الكنز، الذي طالما نسب بعض لصوص المال العام ثرائهم لخرافة العثور عليه بنفايات المدينة ، حتى أن مقهور لازال في بحثه الغبي المستمر الى الآن ،،،،، أوغل مقهور منباشه داخل كومة غير عادية الشكل
- الصيد ثمين ،،، ما هذا ،،،؟؟؟ يتمتم مقهور هذه جثة ،،،!!!!!!!! يا إلاهي ...
يصل حكيم ،،،
- لا تَمُسَها ،، إنها جثة معارض للحاكم ،،، لقد سقط القناع ... إنها جثمان عمار الطاهر ... إنها مسمومة ،،، إحذرها يا مقهور ،،،
- ما هذا الهذيان ،،، أنظر ،، ساعدني ،،
أخرجوها ،،، ضحكا حتى استلقيا على قفاهما ،،،،
- إنه خروف يا مقهور ،،، و ليمة ،،،
سمعهم الأقربون و البعاد ،،، و هم في الطريق إلى الكوخ بدأ الجياع في التجمع ،،،
تألفت المسيرة ،،، أَفرغتِ المدينة سكانها إلا من الحاكم و حاشيته كي يصل العدد إلى 99 ،99 مأوية أمام الكوخ ،،، انتصب مقهور في المتحلقين ،،،، أيها الرفاق ،،، يا شعب
الفقراء ،،، سنتقاسم هذا الخروف بالت ،،،،



#عبدالرحيم_الحمصي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما أحب


المزيد.....




- الجزيرة 360 تعرض فيلم -عيون غزة- في مهرجان إدفا
- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحيم الحمصي - مسيرة الجياع