أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى السماوي - طاوي الديار














المزيد.....

طاوي الديار


يحيى السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2074 - 2007 / 10 / 20 - 13:06
المحور: الادب والفن
    



مَـدَّتْ لمحزون ٍ يَـدا ً .. فاسْـتـَرْجَعا

ما كانَ أهْـرَقَ من صِباهُ .. وضَـيَّعا


يمشي بـه ِ غـَدُهُ .. ويـركضُ خـلفـَهُ

ماض ٍ تحَـسَّـرَ إذ رآك ِ فـــأََََدْمَـعـا


فـَوَدَدْتُ لو مَـدَّتْ لذي عَطـَش ٍ فـَما ً

ليـََبُـلَّ منهُ الأصغرين ِ .. وأضـلـُعا(1)



قد كان عادَ إلى الديار ِ ... فـَراعَـهُ

أنْ قدْ رأى حقلَ المُـنى مُـسْـتـَنقـعـا


فأتـاك ِ يـلتمِــسُ الـملاذ َ لــروحـِه ِ

أوَلـيسَ ( للإنسان ِ إلآ ما سـعى )؟


حُلـُمٌ ولا أحلى .. فَـَمَـنْ لِـمُـشــَيِّع ٍ

في الغـُرْبتين ِ شـَبابَـه ُ لو شـُيِّعـا ؟


هل يارعاك ِاللهُ مثلي في الهـوى

صَـبٌّ توَسَّـلَ في هواهُ المَصْرَعا ؟


عَـفُّ السَريرة ِ والسرير ِ فـَقلبُـهُ

لم يَتـَّخِذ غـيرَ المـوَدَّة ِ مـَنـْزَعـا(2)


هَتَفَتْ لهُ شـَفة ُ المجون ِوأوْمأتْ

مُـقـَلٌ لكأسِ خـطيئَـة ٍ فـَتـَـرَفـَّعـا


نكثتْ به ِ " ليلاه ُ" حين تمَكـَّنتْ

من قـلبـِه ِ كيما يفيض تـَضـَرُّعـا


خبَزَتْ له السلوى رغيفا ً فارتدى

من دِفئِها ثوبـا ً وقـدْ رَجَـفا مَـعا


فـَغـَفـا يُـدَثـِّرُهُ حـريـرُ جـديـلــة ٍ

طفلا ً يُناغي مُسْـتبيه ِالمُرْضِعا


نسَجَتْ لهُ من أقحوان ِ هَـديلِـها

ثوبا ً وألـْبَسَها القصائدَ بُـرْقـعـا


وَعَدَتْ دُجاهُ بصُبحِـها وحقولـَهُ

بقِـراح ِ عـَذبِ نميرِها فتطلـَّعـا


حتى إذا بلغَ الفِطامَ مـن الأسى

وحَبا على دربِ الهيام ِ مُمَتـَّعا


واختارَها دون الحِسان ِ لـقلبـِه ِ

قلبا ً وللمُقل ِ السَـنا والمَطمَـعـا


كفرَتْ بنبْض ِ فـؤاده ِواسْتبْدَلتْ

بالـراحِ جمرا ًوالأزاهر مِبضَعا

**


ونديمة ٍ في الغـُربتين ِ رأتْ بـه ِ

فـَرَسا ً لمُهْرَتِها الجموح ومُرتعى


فرَشَتْ لهُ بالوردِ دَغـْلَ فِـراشِـه ِ

طمَعا ً بِـشَـهْـدِ لـذاذة ٍ فـَتـَمَـنـَّعـا


بَعَـثتْ إليهِ قلائــِدَ النعمى وقــد

كان المُقيمَ على الكفافِ فأرْجَعا


وتـلاقيا يوما ً بـواحـة ِ خـلـوَة ٍ:

حقلا ً من العُشبِ النديِّ وبلقعا


ما كان ذا فحْش ٍ ولكن لم يكـنْ

مُتَعَـبِّدا ً نبَذ الرحيقَ ولا ادَّعى


فأبى مخافة َ أنْ يكونَ مُـوَدِّعـَا ً

شرفَ المروءةِ أويكون مُوَدَّعا


ولربَّما غـَمَـزَ الهديلُ لأيـْكـتي

فأغضُّ عنهُ ربابتي والمَسْـمعا


سبعٌ وخمسون انتهين وهـا أنـا

أتوَسَّـلُ الندمَ الصَدوقَ ليَشـْفـَعا


أسَفي على زهرالشباب ِطحَنتهُ

برُحى غروري فانتهيتُ مُصَدَّعا


أتَعَكـَّزُ الأضلاعَ خوفَ شماتتي

بيْ لو سـقطتُ بخيبتي مُـتـَلفـِّعـا


أغوى الشبابُ فسائلي يا ليتني

لم أتـَّخذهُ لحقل ِأُنـس ٍ مـَوضِعا


لو تـُعْـشِبُ الأيامُ حقلَ كهولتي

لسقيتُ عشبَ الأمنيات الأدمعا


بَعُدَالطريقُ فلا المكانُ يفرُّ من

زمني ولا جمعَ الزمانُ الأرْبُعا


إلآ الصدى والذكريات وكلـُّهــا

زادتْ على وجَعِ الفراق ِتوَجُّعا


ما للهموم ِأبَتْ سـوايَ لنارِهــا

حَطـَبا وقلبي للأسى مُسْتودَعا ؟


ألأنني لا أشـتـكي إنْ مَــسَّـني

ضرٌّ ولستُ بمُسْـتحِث ٍ أدمُـعا ؟


أمْ أنه ُ حـظـُّ ابن ِ دجلة َ يومُـهُ

دهرٌمن البلوى يقضُّ المضجعا؟


ستون إلآ بضعة ً... أمـضيتها

طاوي الديارعلى الدروب مُوَزَّعا


مدّي ـ رعاكِ الله ـ من رفق ٍ يَـدا ً

للمُسـتغيث ِ.. فقد أتاك ِ مُـرَوَّعـا


***
(1) يبل : يروي الغليل

(2) المنزع : الغاية



#يحيى_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنون
- المنطقة الخضراء
- على الجهات المنتهكة تقديم الاعتذار .. وعلى المدى رفع دعى قضا ...
- عمو بابا أهم من طلاب الأزهر يا سيادة النائب
- القضية *
- هل سيعود العراق الى العصر السلجوقي ثانية ؟
- جذور فكرة تقسيم العراق
- العراق أكبر من أن يُبتلع .. وأصغر من أن يُجزأ
- غزل في طائرة
- أنا مثلك يا أنطوان
- همس كالصراخ
- ملاحظات عادية جدا
- قانون النفط وضبابية المستقبل العراقي
- انطباعات
- القصيدة الأخيرة
- أما من جواز سفر مزوّر للوطن ؟
- الحل : تسليح القوات الحكومية وليس العشائر
- نريدُ أن نرى .. لا أن نسمع
- الى الرئيس بوش : الرجاء زيادة سعر الانسان العراقي
- الإنتحار السياسي


المزيد.....




- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى السماوي - طاوي الديار