نضال الخنادق , ونضال الفنادق ..؟

جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 2074 - 2007 / 10 / 20 - 12:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نضال الخنادق ونضال الفنادق ..
1- تحية لعامية قرية طوران السورية البطلة
2- لماذا لم نحضر مؤتمر برلين لما تسمى جبهة الخلاص ..؟؟؟
1 - عامية طوران وانتفاضتها البطلة
يواصل النظام الأسدي حملات القمع والإرهاب ومحاكم التفتيش ومصادرة الكلمة والرأي وسياسة التجويع والإفقار والإذلال تحت كابوس
الأحكام العرفية وسائر القوانين والمحاكم الفاشية .. التي لامثيل لها في العالم المعاصر ...
و بعد عزلته القاتلة داخلياً وعربياً ودولياً نتيجة جرائمه التي لاتحصى كمصدر للإرهاب والجريمة المنظمة في سورية ولبنان والعراق والعالم ..
أضحى يخاف على بقائه متربعاً على أشلاء شعبنا ووطننا الأسير ويخبط خبط عشواء كل من يقف في طريقه . حتى أضحى يخاف من زقزقة العصافير على سياج الوطن ... وقام منذ مطلع أيلول المنصرم بحملات اعتقال ومداهمات وترويع للسكان في محافظة حماة وفي الزبداني وعفرين
وحلب ..
وفي بلدة طوران الفقيرة التابعة لمحافظة حماة حيث لاتوجد مواصلات منتظمة فيها ولايستطيع سكانها شراء السيارات الخاصة التي لاتزال تباع بأسعار مرتفعة جداً حتى السيارات القديمة التي لايستعملها أحد في أوربا كلها والملقاة في مقابر السيارات .. وضع النظام الأسدي ضريبة , رفاهية , عليها ... وحصر استيراد السيارات من حليفته إيران فقط ..
لذلك عمد شبان الريف السوري البائس لشراء دراجات نارية للمواصلات .. لكن نظام المافيا أصد ر أمراً بمصادرتها ...
و في بلدة طوران اعتقلت الأجهزة القمعية أكثر من 68 شخصاً بينهم 22 طفلاً وفق بيان ( رابطة حقوق الإنسان والمجتمع المدني السورية )
وصا درت جميع الدراجات النارية عنوة واعتدت بالضرب والشتائم البذيئة على عشرات النساء اللواتي تصدين لهم بشجاعة وقاموا برمي بعضهن على الأرض ....
انتفض سكان القرية العزّل يداً واحدة وهاجموا مركز الشرطة وحطموا محتوياته وجرحوا عدداً من المعتدين بأيديهم وفر الشرطة من المركز كالجرذان .... ولم يتراجع الأهالي إلا بعد تطويق القرية وتهديدها بالقصف المدفعي .. كما فعلو في مجازر حماة الشهيرة . التي ساهم في صنعها النظام الأسدي والإخوان المسلمون وقائدهم عدنان عقلة الذي لايزال يعيش في كنف النظام وحمايته وذهب ضحيتها شعب حماة الأعزل البريْ وسنعود لهذا الموضوع في الفقرة الثانية .... اعتقل هذا العدد الكبير من فلاحي القرية ظلماً وعدواناً ولم يعلم مصيرهم حتى الاَن ...
تحية لكم يا أهلنا في طوران لتكن عاميتكم الإنتفاضة فاتحة انتفاضات شعبية أكثر تنظيماً لتكنيس طغمة الإستبداد والبغي والطائفية والعشائرية والعمالة من أرضنا ..النصر للشعوب المضطهدة وتحررها الوطني الديمقراطي مهما تغطرس الإستبداد والظلم وطال ...
2 - لماذا لم نحضر مؤتمر برلين لما تسمى : ( جبهة الخلاص لتحرير سورية ) الذي انعقد في 16 – 17 أيلول المنصرم رغم توجيه الدعوة لي ولزوجتي لحضور مؤتمرات هذه الجيهة منذ تأسيسها ..؟؟؟
منذ أن هبط السيد عبد الحليم خدام مع خدمه وحشمه وأمواله ( الحلال ) من سفينة نظامه الصدئة والمترنحة في عرض البحر المتلاطم الأمواج إلى زورق النجاة قبل غرقها المحتوم إلى قصره في باريس ... منذ ذلك الوقت قبل عامين حددنا مطالبنا الصريحة الواضحة منه ومن أي منشق اَخر من
مافيا النظام باسم معارضته ومحاولته تزعم المعارضة السورية الإصلاحية المشرذمة والكسيحة لأسباب وأمراض قديمة وحديثة مشخصنة ومبدئية تغلف دكاكينها شرحناها في الماضي ولن نعود إليها في هذه العجالة ...كما حددنا موقفنا من الإخوان المسلمين شركاء السيد خدام في هذا التجمع العتيد
والتي نستطيع إيجازها في ما يلي :
َ1 – بالنسبة للسيد خدّام مموّل هذا التجمع باعتراف الجميع . دون أن يجيب الأصدقاء القدامى منهم عن مصدر هذا التمويل هل هو من المال الخاص أم من جهات أجنبية .. ويبدو أن هؤلاء لايهمهم هذا السؤال بمقدار مايهمهم السفر بالطائرات والإقامة بفنادق الخمسة نجوم في عواصم العالم ...؟؟؟
2 – نحن مبدئياً نرحب بكل من ينشق عن هذا النظام ونتمنى تواصل تفسخه وانهياره بعيداً عن أية أحقاد أو غايات شخصية , وهذا حلم جميع أبناء شعبنا المستعبد والأسير منذ أربعة عقود ونيف .. ولكن من حقنا دراسة كل حالة على حدى ومدى مصداقيتها وخلفيتها وماضيها ودورها في استعباد شعبنا وسائر جرائم النظام العلنية والسرية وتكريس بقائه ... ومن حقنا أيضاً أن نضع إشارات إستفهام كبرى لم يضعها الاَخرون حول وجود ألغام كبرى للنظام داخل الإنشقاق . يفجرها في الوقت المناسب .. كما فعل مع جميع التنظيمات المعارضة في الماضي القريب ..؟؟ إن الممارسة العملية لهذا التجمع البورجوازي عموماً والوعود الوهمية والتخديرية التي طرحها منذ تصريحاته ومقرراته الأولى وتعليق قرائه بحبال الهواء الخارجية تيمناً بالإحتلال الأمريكي للعراق . وتعليق الاَمال على دور جلبي جديد في سورية رغم اختفاء جلبي العراق من الوجود بعد أن سرق مئات الملايين....
ولئلا نتهم أحداً دون أدلة .. طلبنا من السيد خدام مايلي إذا كان صادقاً في معارضة النظام وغيّورا على الشعب والوطن :
1- أن يكشف عن جميع جرائم النظام الأسدي منذ بيعه الجولان المغتصب في خيانة حزيران 1967 يوم كان السيد خدام محافظاً لمدينة القنيطرة إلى جميع الجرائم التي ارتكبها النظام في سورية ولبنان وهو الرأس الثاني في النظام ونائب الطاغية والمسؤول الأول عن الملف اللبناني لعشرات السنين
2- كشف جميع الإتفاقات السرية الموقعة والغير موقعة بين النظام الأسدي وإسرائيل وأمريكا وبريطانيا والنظام الإيراني أيضاً وخصوصاً
إتفاقيات فصل القوات المذلة عام 1974 الموقغة مع الصهيوني كيسنجر.. واتفاقية احتلال لبنان عام 1975 وغيرها الكثير ..؟؟؟
3 - تقديم الإعتذار العلني وطلب الغفران من الشعب السوري أولاً ومن شعب لبنان وفلسطين وغيرها من الشعوب التي تاَمر عليها النظام الأسدي وطعنها في الظهر كالشعب الكردي تنفيذاً لأوامر أسياده الأمريكان والأتراك بعد تنازله العلني عن لواء اسكندرون المغتصب في اتفاقية أضنة المذلة عام 1998

كما طلبنا من الإخوان المسلمين الطرف الثاني في هذه الجبهة مايلي :
1- إدانة جميع الجرائم التي ارتكبتها الطلائع المقاتلة للإخوان المسلمين من أغتيالات و إرهاب وتخريب وقتل جماعي في جريمة مدرسة المدفعية وغيرها التي أجهضت الهوض الوطني الديمقراطي الذي قادته النقابات العلمية وفي طليعتها نقابة المحامين السورية والقوى الوطنية الديمقراطية في المجتمع خلال أعوام 1978 – 1979 – 1980 .. إلى جانب إدانة مجازر حماة الأولى والثانية ومجازر سجن تدمر وحلب وجسر الشغور وسرمدا وغيرها .. والإعتراف بجريمة ( عدنان عقلة ) زعيم الإخوان المسلمين – وما سمي الطلائع المقاتلة
للإخوان المسلمين – الذي عمل يداً بيد مع المخابرات الأسدية لتوريط مئات الشباب الأبرياء في هذه المجازر لتدمير مدينة حماة قلعة
الوطنية السورية ومعقل الزعيم الوطني الديمقراطي أكرم الحوراني وغيره من الوطنيين المعروفين ..هذه المجازر التي ذهب ضحيتها أكثر من
ثلاثين ألفاً من المواطنات والمواطنين العزّل الأبرياء ودمرت مدفعية الطاغية حافظ الأسد أحياء بكاملها في المدينة بما فيها عشرات الجوامع
والكنائس .... وبقي – عدنان عقلة - حياً يعيش في كنف المخابرات الأسدية وتحت حمايتها .... ولم يصدر أي توضيح صادق أو إدانة لجريمة
الإخوان وزعيمهم عدنان عقلة حتى الاَن .. من قيادة السيد البيانوني العتيدة . التي تفاوضت سراً وعلناً مع ضباط المخابرات الأسدية في ألمانيا . وغيرها منذ عام 1984 حتى اليوم ؟؟؟؟
2 --- الأساس الفكري والإيديولوجي لهذه الجماعة مستمد أو إمتداد لتراث الإخوان المسلمين الذين نشأوا نشأة مشبوهة ..؟ في مصر بزعامة
جسن البنا ثم السيد قطب في ثلاثينات القرن الماضي , ثم انتقلت إلى سورية عام 1945 تقريباً ... وهذا التنظيم يعلن – أنه يمثل حاكمية الله على
الأرض – والإسلام وحده هو الحل - ويرفض علناً الاَخر والرأي الاًخر – ويعلن من تحزب خان – وتطبيق الشريعة الإسلامية هو الحل الوحيد
في الدولة والمجتمع - والعودة لنظام الملل والنحل....الخ ... فهل تغير هذا الأساس لدي السيد البيانوني وصحبه اليوم ..؟ وهل مجرد إعلانهم
احترام الرأي الاَ خر وقبول تداول السلطة والمناداة بالديمقراطية ( أو الشورى الغير موجودة أصلاً في التاريخ إنها أكذوبة كبرى شرحناها وشرحها غيرنا الكثيرون على صفحات هذا المنبر وغيره ) هل هذه الشعارات تلغي الأساس الأيديولوجي والطائفي الذي يمزق وحدة المجتمع السوري والعربي عموماً الذي تقوم عليه جماعة الإخوان المسلمين التي انضم إليهم السيد خدام وغيره من دعاة العلمانية والتحرر لتحرير سورية ....؟
3- إذا كان النظام الأسدي قد زرع الطائفية والعنصرية البغيضة في سورية التي كانت في طريق الزوال في النظام الجمهوري البرلماني رغم كل أمراضه .. فهل تتحرر سورية بطائفية مقابلة زرعها الإخوان المسلمون ...؟
أم بتحريم الأحزاب الطائفية والعنصرية الشوفينية تحت ظل دولة القانون . ودستور ديمقراطي مبني على أساس فصل السلطات واستقلال القضاء والإحتكام لصناديق الإقتراع الحر والنزيه , وقانون أحزاب ونقابات وطني ديمقراطي. ؟؟؟
فلا إخوان مسلمين ولا إخوان مسيحيين .... ولماذا لا يغير الإخوان المسلمون إسمهم الطائفي كا فعل أقرانهم في الجزائر مثلاً ..؟؟
4-- إذا كان الإخوان المسلمون بل ( جبهة الخلاص ) كلها تؤمن بالديمقراطية والنظام البرلماني الحمهوري …. لما ذا تتهرب هي وغيرها من الدكاكين الحزبية من طرح : - فصل الدين عن الدولة – الذي كان نبراس تقدم وتحرر شعوب بكاملها في القارات الخمس
وبدون تحقيقة وترجمته العملية في المؤسسات الرسمية والمجتمعية المدنية في قوانين الأحوال الشخصية و سائر القوانين الناظمة لحياة
المجتمع والدولة لايمكن أن تخطوا مجتمعاتنا خطوة إلى الأمام في سلّم التحرر والتقدم واحترام حقوق الإنسان ....؟؟؟؟
..... بعد كل ماتقدم نقول مايلي :
نحن نشد على أيدي كل من يصرخ : لا ... في وجه نظام القتلة واللصوص والفساد وشراء الضمائر وتخريب المجتمع ,,, ولكننا نرفض السير
مع مجموعات مجربة وواضحة البصمات من المنبع إلى المصب والماَل مع الأسف ... لقد لعب الإخوان المسلمون على الجميع منذ إعلان دمشق وساهموا في إجهاضه .... ثم باعوه في سوق النخاسة الدولي الذي يعملون فيه ....؟ مع احترامنا لاَراء الأصدقاء الذين لايزالوا مخدوعين بهم ونقول لهم : على نفسها جنت براقش – ولاغاية لنا سوى إنقاذهم وإنقاذ سمعتهم من أحابيل تجار السياسة والدين السائدون والممولون لهكذا مؤتمر..؟
ولو تمسح بهم مفلسون كثر تركوا قواعد العمل النضالي بين الجماهير البائسة صاحبة المصلحة الحياتية والطبقية في تكنيس النظام الأسدي . واختاروا أسهل السبل للحفاظ على بقائهم بسيرهم خلف الشعوذة والأسطورة الدينية والطائفية المسيسة .. المعتمدة من الخارج شأنها شأن قرينتها
العراقية التي دمرت وحدة العراق وكل معالم الحياة فيه.. ونفذت مشيئة المجرم بوش الذي أضحى إمامهم المنافس للخامنئي وولاية الفقيه وأتباعها
في طهران ودمشق وبيروت وغيرها ..
وفي الختام نقول إن المناضلين الحقيقيين الذين سيقصمون ظهر نظام الإستبداد الأسدي ويحررون سورية من طغيانه وجرائمه واَثامه سينبتون كالرماح من الكوخ والمعمل والجامعة .. من البؤس وصفوف الجياع والمضطهدين والمظلومين ومن خنادق نضالهم الموعود مهما طال القمع وتغطرس لامن فنادق الخمسة نجوم والمؤتمرين ( النخبة ) فيها الذين تندس بينهم ألغام النظام المكشوفة والمستترة .. وشظايا الطائفية المسيسة والزعامات المشخصنة الفارغة ... وسائر الأمراض التي تعافى منها شعبنا ونسيها منذ أمد بعيد ....
و نضال الخنادق لم و لن يطابق نضال الفنادق في تاريخ الشعوب ......؟

#جريس_الهامس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات