|
الدكتور عبيس ابو ألبيارغ
حمزه ألجناحي
الحوار المتمدن-العدد: 2072 - 2007 / 10 / 18 - 08:38
المحور:
الادب والفن
الدكتور عبيس أبو ألبيا رغ كانت ذات وجه طفولي ممشوقة القوام ..كل شيء فيها جميل شعرها يلعب كما يحلو له...ملابسها ألجميلة ذات موديلات عصرية بالرغم من تحديدها بالزى ألموحد ..تضع صورة كبيرة على حافظة أوراقها (أللفكس)عبارة عن منظر جبلي أخاذ ..نشيطة في حركاتها مشيتها كأنها عارضة أزياء محترفة ..ألخير والثراء يعلن نفسه للناظر بياض ممزوج باللون ألحنطي ..على وجنتيها حمرة تعطي ألحق للعيون بسرقة ألنظر أليها ..شفاه منتفخة رموش طويلة وكثيفة تطفي على وجهها الطفو لي جمال يبعدك عن تناسق جسمها ألأنثوي وأنت تنظر لها ترى أميرة أسطورية غادرت عرشها للتو.. فراشة رشيقة ...ذكاء وقاد ..في لحظات خجلها تتورد الوجنتان ...سروى حكاية كلية ألزراعة جامعة بغداد ..شمالية ألانحدار سليمانية ألمولد كأنها الجبال الشماء بغاباتها . ألحياة ألجامعية تجربة فريد من نوعها ..الشباب والعنفوان ,ألحرية ,عدم ألاكتراث بأي شيء من حولك ألا بنفسك وما يدور حولك ..أيام جميلة لا تشعر بجمالها والتحسر على أيامها ألا بعد أن تغادرها .. مرات داعبت هذه ألذكريات مخيلة عباس الشاب ألفراتي القادم إلى بغداد من الجنوب تمنى العودة لها ولو ليوم واحد ليجتمع مع أولائك ألشباب وتلك الشلة أو مع (ألكبل) والحبيبة وجلسات ألمرح الممزوجة بين ألطفولة والشباب ... عباس يعطي لنفسه ألوقت الكافي ليجتر تلك ألذكريات.خاصة وأن ألغربه تستفز ذاكرته وتعيده مجبولا إلى مراتع الطفولة وأيام ألجامعة.من يرى عباس لأول وهلة لا يعتقد انه جنوبي ..عينان زرقاوتان ممشوق ألقامة وجه جميل ذات أشراقة رائعة مظهره ملفت للناظر شعره لا يحتاج مشط لتسريحه ألخجل غالب على محياه واضح انه من العوائل الميسورة والثرية ويؤكد ذالك بعد خروجه من الكلية يركب سيارة موديل سنتها سوبر بيضاء ..خيال عباس داعب مشاعره أكثر من مرة للتقرب إلى ذالك ألطير الشمالي إلى سروى ..لكن خجله الجنوبي يمنعه من ذالك وعلى الرغم من أنهما في ألقسم ذاته ..لا يعرف كيف يتقرب منها فقط نظرات متبادلة سرعان ما يهرب بهما عباس ويحيد بوجهه عنها عندما تلتقي تلك النظرات وتبين إن هذا الشعور مشترك بينهما ..على عباس المبادرة ولابد أن يبادر ألرجل أليس نحن عراقيين؟ انه واجب الرجل على أن يتشجع ويفعلها ولو بتحية صباحيه قبل أن يحط هذا ألبلبل على غصن شجرة أخرى وما أكثر ألشباب المتربصين بذالك الغزال الشمالي ..عند عودته إلى القسم يتحدث عباس كثيرا عن سروى وزميليه في ألغرفة يستمعون وبالحقيقة تأخذهم الأحلام مع عباس للنيل من سروى ..يعدهما عباس وبالذات أسامه انه غدا سيتشجع ويحدثها ..تنتظر سروى من عباس شيء هي كذالك بدأت تشير إلى عباس أمام زميلاتها عندما يمر عباس من قربها..وعرفت سروى أن عباس هو كذالك محط أنظار البنات ليس في القسم وإنما حتى في باقي الأقسام .. وفي أحد ألأيام الجميع في المختبر وزع الأستاذ ألطلبه على شكل( كروبات )مجاميع وحسب الأسماء لأجراء تجربة كل الطلاب تتمنى أن تكون سروى معهم ومن محاسن ألصدف سروى وعباس في نفس الكروب ..وبداو يعملون على ألتجربة محسود عباس من ألطلبة وحسدت سروى من ألطالبات ..حديث رسمي دار بينهما فقط في حدود التجربة والدرجات والأستاذ ..أقترب أسامه من زميله وكان همه أن يتحدث لسروى وليس تشجيع عباس. شلونج سروى ؟ الحمد لله أنت شلونك أسامة؟وكانت ألكنة ألكردية تضيف لحن جميل على كلماتها اشلونه عباس وياج ؟ عباس وردة.. أنتي هم ورده .. استفزت عباس هذه ألجرأة سحب أسامه من يده ..وقال له الأستاذ ذ يناديك ..ذهب أسامة وبقى عباس وسروى ..شجع كلام أسامة العاصف وأعطاه دفعة للخروج من صمته وسكونه . أكلج سروى صدك شنو معنى أسمج ؟ تحدثت سروى عن أسمها بفرح وابتسامتها ألمعهودة كيف لا وهذا ألحديث ألأول ألغير رسمي بينهما ..انه اسم لزهرة برية ..أشجار ألسرو في الشمال أكثرت من ألشرح وعباس غير أبه بشرحها ينصت وهو يذوب في سروى وكلامها ولكنتها ألكردية وحركات يديها وبدأ الحب يدخل قلبه رغما عنه وعنها.أمر ألدكتور بانتهاء المحاضرة وطلب من الجميع مغادرة المختبر وسروى لم تكمل كلامها عن معنى اسمها خرجا سوية والنظرات الحسودة تتابعهما حتى افترقا. ظل عباس على حاله وسروى تنتظر وتتعرض لضغوط ألطلبه وكلمات الإعجاب والمديح بدأت تزعجها تود لو إن هذه ألكلمات تصدر من عباس وينتهي الأمر لكن عباس يحتاج إلى أمر سماوي أو حدث فوق ألعادة ليقترب منها أو لعله ينتظر من سروى أن تبادر هي وهذا محال كل ما يدور بينهما هو سلام عادي فقط . اشلونج سروى ؟ اهلا عباس أنت شلونك زين ؟ في أحد الأيام وفي يوم شتائي بارد قرر عباس الذهاب إلى السوق بعد انتهاء المحاضرات أدار محرك ألسيارة شغل جهاز التدفئة مسح زجاج ألسيارة ألأمامي وخرج من ألكلية عند الباب الخارجي للكلية لمح عباس سروى وزميلة لها على ألشارع ألعام وهي تؤشر للسيارات للذهاب إلى مكان ما.. ركن عباس السوبر بالقرب منها أنزل زجاج الباب ألكهربائي مد عنقه نحو سروى مخاطبا . يالله سروى أتفضلي أوصلج أنتي وصاحبتج لا عباس زحمة عليك..ردت عليه لا والله اصعدي ترة ألجو بارد وماكو سيارات وكان ألهواء ألدافئ ألخارج من ألسيارة يداعب ألشعيرات الهاربة على وجنتيها ألمحمرتين من قبعتها الشتائية ويشاكس رقة وجهها الطفولي .التفتت إلى صاحبتها ... ها شتكولين يالله هذا عباس ويانة بنفس ألقسم . أعتذرت صاحبتها .. وبسرعة فتحت سروى باب السيارة وجلست بجوار عباس ..طلب منها عباس أن تحترس حتى لا تصاب بالزكام ..فقال لها سروى صمي خشمج حتى ماتنشلين . وفعلا فعلت ما أمر عباس تحركت ألسيارة الجميلة ألحديثة بدأت سروى توزع بنظراتها على مكونات ألسيارة ألداخلية ..وهي ترتجف فرحة من هذه ألصدفة التي هي خير من ألف ميعاد. سألها عباس... أكلج أنتي وين رايحه وين تردين أوصلج؟ إجابته سروى بفرح غامر آني رايحة أشتري مصدر لمادة الاقتصاد ألزراعي .. ماكو داعي سروى لاتشترين أني عندي كل ألمصادر أو من نرجع أنطيجياه .. زين لعد انت وين رايح عباس أجابها عباس بعد أن أحس إن الوقت له والمبادرة بيده وهذه فرصته ألذهبية . شنو رايج أنروح للأورزدي مال ألمنصور خفف عبا س من سرعة سيارته وبدأ يمشي على جانب ألطريق الأيمن كما العشاق على شارع أبو غريب بغداد ..وكانت أصوات ألمنبهات (الهورنات) تتعالى كلما مرت سيارة بقربهم وابتسامة ألسائقين تعلو على وجوههم..كان عبا س فرحا بهذه ألمداعبات والمشاكسات ..وكل صوت ينطلق من سيارة تتجاوزهم يلتفت إلى سروى ويقول لها اكلج سروى خو متضوجين من هذولة ألسواق إجابته ...لا أبدا عباس عادي وبدا عباس فارس شجاع مغوار من نشوة هذا الجو ألجميل .. تدرين سروى هذولة أيغارون من عدنا كل خجل البنات تجمع في وجه سروى عند سماعها هذه ألعبارة المفاجئة وجنتاها أعلنت ذالك وهن دائما لا يعرفان كيف يخبئان مثل تلك المواقف ألمداعبة للمشاعر ..سألته بمكر ليش عباس ليش أيغارون منعدنة سكت عباس برهة ماذا يقول لها؟ فأجابها بشجاعته ألجديدة مو جيه انتي وياي صاعد بالسيارة . وغزت عباس بعد هذه ألعبارة الاستفزازية موجة من ألتعرق كأن الفرات خرج من بويصلات شعره ليصب ماءه على جبينه ووجهه الذي بدأ هو ألأخر يفضحه ..ضحكت سروى بصوت موسيقي أيقظ عباس من خجله وتصنع ضحكة مزيفة وقهقهة كاذبة ...سألته سروى عباس أنت وين اهلك وين انت تسكن ...أجابها أني من بابل من محافظة بابل قضاء ألهاشمية سامعه بيهه هاي شنوا عباس أكو واحد ماسا مع أبمحافظة بابل وسال عباس سروى عن سكنها مع علمه بسكنها وهو الذي يعرف الكثير عنها أكلج سروى زين انتي وين اهلج وين ساكنة قصدي وقبل أن تجيب سروى عن سؤال عباس أجاب هو عن سؤاله وبسرعة بالسليمانية ضحكت هاي شنو عباس هاي انت اشدراك فاجابها عباس ليش هو اكو واحد بالكلية مايدري أنتي وين ساكنة شنو قصدك عباس سألته تلعثم عباس من سرعة البديهية لدى سروى وسؤالها له مو أني سئلت عنج هواية وعرفت وين اهلج وبعدين هاي شبيج سروى مو أني أريد أحجي وفي تصرف غريب من عباس غير مدروس وبدون سابق إنذار أوقف عباس سيارته على جانب ألطريق أوقف ألمحرك ومكيف الهواء وسروى عيناها شاخصة على ألطريق ودون أن ترمش وتنطق بأي حرف ..التفت عباس إلى سروى وهو يشاهد وجهها الشارد بعيدا ..وبشجاعته ألمكتسبة من موقفه وعالمه الجديد وكأن هدير أمواج الفرات وأزيز سعف ألنخيل ألمتشابك وفي يوم شتائي عاصف ...قرر عباس أن يعصف ويهدر وما يأتي ليأتي ... اسمعي سروى خلي أحجي بصراحة وياج ..تره آني هواية هواية معجب بيج ..جيه أنتي حبابة أو خوش بنيه أو حلوة أو مملوحة أو جنج اشبهين أمي ..أو تره والعباس كل ما أشوفج كلبي جنة يريد يشرد مني ويكوم أيدك حيل كلش حيل .. بدا صدر سروى بالارتفاع ولأ نخفاض بوضوح وهي غير متوقعة مثل هذا الحديث وبهذه ألسرعة ومن عباس بالذات.. شاردة ألذهن والجوارح والأحاسيس وإنها ليست مع عباس ..وتحدث عباس ثانية بعد توقف وكان يود لو انه يسمع أي شيء من سروى سروى أذا هذا ألحجي مايعجبج أو ثكيل عليج كوليلي ..أو اوعدج والعباس بعد ما أحجي ابد أو هسة أريد أتكليلي رايج بيه أوتره بعد ما أحرك السيارة ابد .. .لم تتهيأ سروى وتعد نفسها لمثل هذه ألمواقف على الرغم من إن ألمتحدث عباس ألذي طالما احتضنت وجهه في لياليها وتحدثت عنه إمام زميلاتها لكن ألموضوع الآن أصبح حقيقة ..عم السكون السيارة ألا من أغنية وبصوت خافت لفؤاد سالم (مشكورة تردين ألصدك ما كصريتي)وتحدث عباس ثانية ليفزز هذا ألغزال الذي ابتعد عن صياده في أودية وغابات الشمال ويعيده ثانية إلى قفصه ... ألله عليج كليلي بصراحة أو لاتستحين تره آني هم مثل .. وأوقف عباس لسانه وصوته بسرعة قبل أن تخرج عبارة (آني هم مثل أخوج ) ويعيد الغزل إلى تشابكه ثانية ويضيع كل شيء في لحظة طائشة ...هنا لابد لسروى ان تتحدث وتحدد موقفها من عباس على الرغم من لقائهم ألأول هذا زين عباس انتيني فرصة أفكر اشويه .. لا هسه سروى اتكوليلي وبصراحة وكانت سروى بحاجة ماسة إلى هذا ألإلحاح لتشجيعها والنطق على ما يدور بخلدها ها سروى دججي اشبيج أي عباس ديالله حرك ألسيارة واني أحجي لآ والعباس ما أحركهه ألا اتكوليلي ولوتموتين ضحكت سروى من كلمات عباس ألعذرية وقسمه ألمتكرر بالأمام ألعباس (ع) أومأت برأسها وهي مبتسمة وخجله وصوت فؤاد سالم يصدح من مسجلة ألسيارة وبأغنية (أيدي ويدج عل مساحي الدنية تموز وشمس)وقالت بصوت يكاد لا يسمع أي آني هم مثلك أجابها عباس ...شنو يعني ..شنو هم مثلك ...دكولي هاي شبيج ..أجابته والله عباس آني هم مثلك كلبي يدك من أشوفك.واني هم معجبة بيك وبدأت رحلة ألحب بين هذين ألطائرين حب الشمال والجنوب ...أدار عباس محرك سيارته وتوجه مباشرة إلى ألأسواق ألمركزية في المنصور (الأورزدي باك)..مشيا سوية يتفرجان على ألمعروضات لكنهما لا يرى شيئا ,فالقلوب متشابكة والفرح ألغامر جعلهما ينسيا الوقت .مر الوقت سريعا دون أن يشعرا به وبين لحظة وأخرى يلتفت احدهما للأخر وكأنهما يتأكدان أنهما ليس في عالم ألخيال ولأحلام ..ذهبا إلى احد ألمطاعم ألراقية جلسا أحدهما قبال ألثاني وبعد ذالك انتبها إلى الجالسين شاهدا العشاق يجلسون بجوار بعضهما ألبعض طلب عباس من سروى أن يجلس بجوارها قائلا اكلج سروى خليني أكعد أبصفج مثل هاي الناس لايكولون علينه معدان وكلشي ماشايفيين وافقت سروى وجلس عباس بقربها وبدنه يلامس جسمها وهو يرتجف سألته سروى ها عباس هسه أنت شلونك شو مو على بعضك أشبيك يا بعضك يا بطيخ سروى هو آني عندي ظل لون ظل عزا وطركاعه أبروح جدج خليني بحالي وكانت كلمات عباس الغير مصطنعة والتي تعبر عن صدق وبراءة عباس ألريفيه تجعل سروى تضحك من سويداء قلبها وتزداد أعجابا بهذا ألشاب ألتي طالما حلمت أن يكون كما هو ألآن ..لم يأكلا شيء من ألطعام انتبهت سروى للوقت وبان القلق على محياها لقد تجاوزت ألساعة ألسابعة ولا يسمح للطالبات بالدخول إلى القسم ألداخلي بعد هذا ألوقت ..سرعان ما بدد الخوف والقلق عباس وبدأ يطمئنها قائلا... هاي شبيج آني وياج وأنتي خايفة مو آني عباس ابد بعد لتخافين منا وهيج وهذه الكلمات الفطرية دائما تفرح سروى عندما تسمعها وطلب عباس من سروى الذهاب إلى الكافتريا ألقريبه ليشتروا كنافة ..اقترحت سروى على عباس أن يشتري نصف كيلو كنافة إلى المشرفة(رشوة)للسماح لسروى بدخول ألقسم الداخلي وفعلا اشترى عباس الكنافة ...قفلا راجعين إلى الأقسام الداخلية في ألكلية وبسرعة بطيئة تسير سيارة عباس كيف لا وهم ألعشاق ألجدد وهم يضحكون ويتحدثون بعد أن هدم ألحب كل الحواجز والرسميات بينهما وكأنهم يعرفون بعضهم من سنين وليس من ساعات قلائل ..تشجع عباس ثانية وهو يغير نمرة ألتروس ليبعث بيده نحو يد سروى وفعلا فعلها ومسك يدها لم تمانع سروى أحس عباس كأنه يمسك بقطعة من قيمر السدة لشدة رقة يدها ونعومتها وضعت سروى يدها الثانية على يد عباس حتى عصرتها التفت عباس إلى سروى وتعلو وجهه ابتسامة لم يعرف كنهها ناسيا يده الثانية التي على المقود وهي تضغط على زر ألمنبه ليصدر صوت طويل غير منقطع حتى نبهته سروى لذالك وهي تضحك قائلة عباس عباس هاي شبيك عباس شنو صار عليك رد عباس عليها فدوه اروح للصار عليك مال أنتي ...وهو يقلد عليها كهرباء كهرباء سروى أنتي اشسويتي بيه بت ألأوادم متشوفيني أحتركت وهذه الكلمات ألجنوبية تفرح قلب سروى وتتمنى سماعها من عباس لأنها بدون تزويق وترتيش وإضافات عصرية ومدنية..دخل عباس بسيارته إلى ألكلية متوجها إلى ألقسم ألداخلي للبنات وجدا الباب مغلق دقت سروى الباب خرجت المشرفة عابسة الوجه رأت سروى وعباس واقفان معا ..سئلت المشرفة سروى ... هذا منو عيني خوش والله هاي شنو ست هذا عباس ويانا طالب بنفس ألقسم والمشرفة تعرف عباس جيدا لأنها معيدة وفي قسم المحاصيل وبزجر ردت على سروى وين جنتي ممنوع اطبين للقسم أنتي موتدرين بالوقت تجمعت الطالبات وبفضولهن المعهود ليعرفن ما يحدث وقفن خلف ألمشرفة وهن يتغامزن ويتلاكزن ويضحكن ويشرن إلى عباس وسروى ..هنا تدخل عباس وبذكاء وبالوقت المناسب أعطى علبة ألكنافة للمشرفة قائلا والله ياست ما يستاهله غير هل حلك ألحلو لم تتردد ألمشرفة وأدخلت سروى الى ألقسم ..دخلت سروى الى غرفتها تجمهرن ألطالبات حولها كأنهن حمائم الغابة بعضهن يدفعنها والبعض يضحك بوجهها وأخريات يقرصن ومنهن من يطلب منها ألحديث وسروى سارحة مارحة لم تقل كلمة واحدة وهي تدندن بأغنية فؤاد سالم على طريقتها ولكنتها ألكردية (كوليلي أهلج وين)حتى يأسن منها وتركنها,,ضلت تتقلب على فراشها تتلمس يديها تارة وتضحك من الذي جرى لها تارة أخرى ومرات قرصت جسمها لتتأكد أنها ليس في حلم ...دخل عباس غرفته وهو يمشي ألخيلاء و يتمختر دفع الباب برجله لم يسلم على زميليه ..بدل ملابسه جلس على حافة السرير وهو مسافر في عالم الحب و أسامه وجبار يتابعان عباس ويلتفتان على بعضهم ألبعض وهو يغني أغنية فؤاد سالم (عمي عمي يبو مركب يبو شراع العالي )سال أسامة عباس وكان لابد من إخراجه من هذا ألعالم .. ها عباس هاي أشبيك جنك مصدوم ...ولك عباس تره باجر عدنا امتحان فحص وإكثار بذور... رد عليه عباس من وراء انفه ...إي خوش أمتحلي وياك ...بابا اسكت خليني بحالي ورمى بجسمه على فراشه وهو يتذكر كل الكلمات والحركات ويعيدها بينه وبين نفسه..وفي أليوم الثاني نهض عباس من فراشه مبكرا ذهب إلى ألحمام ولبس أحسن ملابسه غير مهتما بتعليمات الكلية وارتداء ألزى الموحد..كان أول الداخلين إلى القسم وكذالك سروى التقيا بتحايا ليس تحايا ألامس بادرها عباس بالسلام اشلونج عيوني أيروح فدوه ألج أسامة وأبوة وجدة هله ابهل صباح يسروى ضحكت بوجهه من عذوبة هذه ألكلمات التي لم تسمع مثلها يوما وردت عليه صباح ألخير عباس اشلونك البارحة أشلوني عيوني هو آني شفت النوم إذا جبار وأسامة ايشخرون يم إذاني منين يجيني النوم..وكأن جبار وأسامة لم يكونا مع عباس سابقا لكنه ألحب وتقلب عباس على فراشه تمشيا على دروب ألكلية المشجرة تلاحقهم نظرات ألطلاب الحاقدة وهم لم يصدقا ما جرى لهما ..حضر الطلاب والطالبات وبدأ الدوام دخلا المحاضرة سوية جلسا سوية في أخر المدرج ..وخلال ساعات انتشر الخبر كالنار في ألهشيم ..استمرا في ألخروج وقرر عباس عدم الذهاب إلى الحلة في هذه الأربعاء والبقاء في ألقسم مع الطلاب العرب والذين لم يذهبوا لأهلهم لبعد ألمسافة ...وبقاء سروى في ألقسم الداخلي نهاية ألأسبوع حتمي لأنها لا تذهب لأهلها إلا في كل شهر مرة وفي إحدى ألمرات خرجا إلى حديقة ألزوراء وفي مكان مخفي بين ألأشجار وبعيدا عن أعين ألناس اختليا جلسا سوية تهامسا تبادلا مشاعر ألحب والعشق سأل عباس سروى... تدرين اشكد أحبج سروى؟ اشكد عباس؟ بس لاتكذب عليه وتحلفلي بالعباس ها يبو سروى ميحتاج حلفان ...ردت عليه بإصرار لا عباس تحلفلي بالعباس اطلق عباس صوت كأنه يسعل على طريقة ألممثلين وهو يدني بوجهه نحو وجه سروى وينظر إلى شفاهها وقبل أن يتحدث التقت ألشفاه وأغمضت ألعيون والأيدي متشابكة والسيقان متداخلة مع بعضها ألبعض وهم جالسين على إحدى مصاطب الزوراء حتى أحسا برحيق ألنشوة وأيدي عباس تعبث دون علمه بشعر سروى ألغجري واستيقظا وهم لازالا غارقين في عسلهما اعترت سروى موجة من ألضحك المتواصل الممزوج بالغنج وكأنها اكتشفت شيء فيها لم تعرفه سابقا...انه اكتشاف ألنضج الأنثوي ألأول,,تذكر عباس سؤال سروى عن مقدار حبه لها بعد أن نسيت سروى سؤالها وهي لا تريد ألا جابه وهو يترقب إنهاء ضحكتها الموسيقية وحركاتها ألتي لم يراها سابقا ووقوفها مرة وجلوسها ثانية وكأنها في حالة سكر وتارة تدفعه وهو فرح .حتى امسكها من كتفيها وهزها بقوة صارخا بها وإجلسها على ألمصطبة وعينيها بعينيه وهو يبتسم بوجهها... هاي شبيج سروى أثكلي موفضحتينة شدكول علينة ألناس أجابته ياناس عباس هواني ماشوف غيرك آني احبك بكد حب الناس هذولة كلهم والعباس وهكذا أجابت سروى على سؤاله عوضا عن عباس .. وكالعادة عند ألتأخير ليلا كان ألحسم علبة ألكنافة ..عادا مساءا من تلك ألمغامرة ألعشقيه جلست سروى بقرب عباس سالت عباس وباستغراب عن بعض أجزاء من قطع القماش ألخضراء ألمشدودة على أجزاء ألسيارة عباس أكلك هاي شنو الوصل المشدودة هنا وهاي هنا وهناك وذيج عباس هاي ألخضرة؟ أنتبه عباس الى سؤال سروى ألغير متوقع وهي جادة لمعرفة ألإجابة ياوصل عيني سروى ... هاي عباس مد تشوفهه كدامك... وأشارت إلى إحداهما المعلقة على مرآة ألسائق ..أجابها عباس عزا العزاج ولج هاي وصل ؟ اشلون اتكولين وصل مال ألحدار ولج هاي بيارغ مال أهل ألبيت أليمه انت ولج ماتعرفين اليمه.... أجابته سروى بسرعة وهي مستغربة من هذه الإجابة لا والله اعرفهم عباس واني شايفتهم بس اني احجي على هاي ألوصل اووو هم ردينة بالله هاي اشلون اتفهمة ادور علية ألكراد عمي اسمعي أمي كل ماتروح ليمام أتجيب وياهه بيرغ أشدة بالسيارة حتى الله وبركة الأمام ومنزلته عند الله يحفضني شوفي يالكردية هذا بيرغ الأمام علي أو هذا للحسين وهذا للعباس وهذا الجبير للحمزه وفتح عباس صندوق القفازات الذي أمامه وأخرج منها بيرغ كبير وقبله ومسح فيه وجهه ورقبته وبعض من أجزاء جسمه وسروى في غاية الانتباه ومن ثم أعطاه إلى سروى وقال لها دهاج دهاج يالله حبي البيرغ ومسحي بيه وجهج وطلبي مراد من الأمام وفعلا أخذت سروى البيرغ وبحركات تشبه تلك التي فعلها عباس فعلت مثلها ولما أكملت ناولته البيرغ قبله عباس وأعاده ثانية إلى ألصندوق ...سالت سروى عباس بعد ذالك قائلة عباس أدور راح اسميك عباس أبو البيارغ ها عباس شنو رايك,,, ارتاح عباس لطلب وسؤال سروى بتسميته الجديدة على راحتج حبيبتي شسمين سمي بس لو أتغيريه من عباس إلى عبيس ابو البيارغ مو أحسن لأن أمي اتصيحلي عبيس ها شدكولين عبيس ابو ألبيارغ بس بيني وبينج مو تفضحيني هنا وهنا ويسمع أسامة وجبار ونصير سالفة بحلو كهم ... اجابته سروى فرحة لهذه ألتسمية هاي هيه عبيس ابو ألبيارغ عبيس ابو البيارغ ,,وقال لها عباس خوش واني أدور أصيحلج سراوي سراوي الكرديه ها خوش والله خوش يسراوي مرت ألأيام وقصة ألحب هذه لم تتعكر وأصبحت معروفة ومعلنة في الكلية وكانوا ينادوهم ألبلابل مرة وطيور ألحب مرة أخرى واتفقا عباس وسروى على ألزواج بعد ألتخرج وعرف أهل عباس بهذه العلاقة وكذالك أم سروى وأخواتها وعباس يذهب في كل عطلة صيفية إلى الشمال وبمساعدة أخت سروى المتزوجة يلتقيان ومرت ألسنين جميلة والأحباب متفوقين بدراستهم حتى تخرجا من ألكلية ..وأقنع عباس والده بخطبة سراوي وفعلا تم الاتصال مع أهل سروى وذهبت أم عباس إلى الشمال والتقت بابي سروى وأمها الجميع موافقون ألا أبو سروى الذي مانع وبإصرار لا يقبل النقاش وعدم ألسماح لسروى بالذهاب إلى الجنوب وهي مدللته محاولات كثيرة من اجل زواج عبيس وسراوي لكنها باءت بالفشل ...وافترقا الأحباب وكل إلى سبيله ذهب وبدأت اللقاءات تتباعد والاتصالات تقل حتى دخل عبيس ابو ألبيارغ الى الجيش وبرتبة ضابط في صنف المدرعات وسراوى حصلت على وظيفة مهندسه زراعية في أحدى دوائر ألدولة وأصبح ذالك الحب العاصف من ألماضي وكانت اغاني فؤاد سالم الحزينة والممنوعة في ذالك الوقت هي التي تقلب صفحات تلك الأيام وأصبح عبيس وسروى مدمنين على حب ذالك الصوت ألشجي المهاجر الذي يروي اجمل قصة حب للوطن والأهل وكانت أغنية( أجة العيد اوما أجيتوا) ( وصابرين يابويه صابرين ياعيني) دائما تؤجج المشاعر وتترك الدمع على هواها لتداعب الوجنات ألحزينة التي بدأ الذبول ينسل على ذالك الوجه الممتلئ بالحيوية والنشاط وبدا الكسل وعدم الاهتمام بالمظهر وأمور ألشباب الأخرى لاتعني سروى ولا تلتفت لها ذهب عبيس.. ومن غير عبيس يملأ الفراغ ويملأ الدنيا مرح ومن غير سراوي تاتي بالفرح لعبيس ومع من ياكل كنافة وأصبحت ألوسائد هي التي تعلم بحالهم وكان كل يوم يمر يسلم احدهما على ألآخر قبل أن ينام ...تصبح على خير عبيس ...تصبحين على خير سراوي. تزوجت سروى من مهندس معها في نفس ألدائرة وحياتها وأيامها تمر رتيبة ولم تنسى عبيس حتى في لحظات النوم مع زوجها وتتمنى لوكان عبيس ابو البيارغ يرقد بجوارها ويداعب جسدها وأنجبت مولودها ألأول وأسمته عباس رغم معارضة زوجها ألشديدة على هذه ألتسمية..وانخرطت في إحدى مؤسسات ألمجتمع المدني وبالذات حول حقوق المرأة العراقية وأصبحت ناشطة في هذا ألمجال للخروج من الحزن والرتابة التي وجدت نفسها فيه وكذالك لتقدم خدمتها للمرأة العراقية. وفي العام 91 اندلعت ألانتفاضة ألشعبانيه في وسط وجنوب ألعراق وفي ألشمال ..وكان عباس أحد قادة تلك ألانتفاضة المباركة وابلي فيها بلاء حسنا وأصبح ذا سمعة ملئت ألأفاق بجهاده ونضاله ضد الطغيان ...لكن وللأسف لم يكتب لهذه الثورة ألنجاح ووئدت ودخلت جنود ألطغيان تلك ألمدن ألمنتفضة وكان عباس ألمطلوب رقم واحد من قبل الحكومة الصدامية .هرب عباس خارج ألعراق عن طريق إحدى ألدول ألمجاورة ومشى بطرق وعرة حتى حصل على أللجوء ألسياسي في أحدى ألدول الأسكندنافية ,استقر هناك في مدينة تركو الفلندية وهو بحاجه ماسه في هذا ألوقت لسراوي اكثر من أي وقت أخر عزف عن ألزواج ..من يستطيع أن يملئ ذالك القلب غير سروى الذي ترك قلبه لديها وجند نفسه ووقته لإكمال دراسته وحصل على شهادة ألماجستير والدكتوراه وأصبح عضو فعال في إحدى منظمات المجتمع ألمدني وفي حقوق الإنسان صار ناشط سياسي نقل معانات شعبه بكل أمانة وإخلاص إلى ألعالم ألمتمدن وأصبح صوتا مدويا في ألكثير من ألمحافل الدولية ..وكان حلم ألعودة وأيام الجامعة تأكل وتشرب معه.. لم ينسى سروى لم ينسى بغداد لم ينسى محافظته ومدينته ألهاشميه المدينة الغافية على ضفاف نهر ألحلة الذي يفلت نفسه عنوة من نهر ألفرات ليعيش هو ألأخر قصة حب مع هذه ألمدينه وأهلها الطيبين...وسقط ألنظام ألدكتاتوري وبدأت الحياة ألجديدة في يوم 9-4-2003وعاد الأمل بالعودة من جديد بعبيس الى العراق وهو ألناشط في مجاله ألذي أصبح العراقيين بأمس ألحاجة إلى نقل تجارب ألعالم ألمتمدن إلى العالم الجديد في العراق ومن غيره ينقلها بأمانة إلى أهله ووطنه ...عاد عباس إلى ألعراق ومشاريع كثيرة أعدها للنهوض بالواقع الجديد .. يرى أمه وأبوه ...يزور الأئمة..يتزوج من عراقية ...دخل عباس مدينته الصغيرة دخول ألفاتحين استقبل بألهلاهل وترمى على راسه حبات ألحلوى...حافظ عباس على القه ونظارة وجهه وهندامه على الرغم من إن عمره تجاوز السابعة والأربعين...يسأل عن ألجميع ويتفقد ألأهل والأصدقاء ويزور مراتع ألطفولة ويسير كل يوم عصرا على نهر الهاشمية ...وهو يفتقد لشيء واحد ويعتصره قلبه على سروى وأحوالها ... بدا يمارس عمله ألمؤسساتي في مجال حقوق ألإنسان ويقيم الندوات ويؤسس المنظمات ويعطي ألمشورة للقادة الجدد الذين سيقودون ألعراق ألجديد...وأصبح ذا صيت وشهرة ملئت الأفاق وظهر على شاشات ألتلفزة مرات عديدة... وفي احد ألأيام وجهت له دعوة من قبل حكومة إقليم كردستان لحضور مؤتمر في مجال حقوق ألإنسان في مدينة ألسليمانية .حضر المؤتمر ألدكتور عباس وقلبه ينبض بمحبة تلك ألمدينة التي فيها ألمهندسة سروى وحبه ألأول والأخير ....وكانت سروى إحدى ألمدعوات لهذا ألمؤتمر هي ومنظمتها في مجال حقوق المرأة ألعراقية. صعد عريف ألحفل إلى المسرح وبدا بترحيبه أولا بالحضور وخص بالذكر الناشط في حقوق ألإنسان الدكتور ألعراقي الأستاذ عباس كاظم عبيس ...دخلت سروى الى قاعة ألمؤتمر هي وزميلة لها متأخرة بعض ألوقت ...جلست في مكانها المخصص لها هي وزميلتها بدأت فقرات ألمؤتمر أولا بأن يلقي ألأستاذ الدكتور كلمته وقدمه ثانية للحضور فليتفضل الدكتور عباس كاظم عبيس ليلقي كلمته...كان اسم عباس و مهما كان حامله يهز ويوقظ مشاعر سروى ... صعد الدكتور عباس إلى ألمنصة برشاقته ألمعهودة وبثقة المتمكن من اختصاصه وبأناقته ألمتميزة ..الجميع ينظر إلى هذا الدكتور وبشكله ألجميل وصغر سنه حيث إن السنين لم تترك أثرها على وجهه سوى بعض ألشعيرات البيضاء هنا وهناك..كانت سروى تراقب هذا ألدكتور بشغف يختلف عن كل ألحضور لكنها غير متوقعة أن يكون هو الذي في بالها ... بدا عباس بالحديث عن ألإنسان ومنظمات حقوق ألإنسان وكان متميزا ومقتدرا في هذا ألاختصاص ...وبدا صوت ألدكتور يهيج ألمشاعر ويعيد الذاكرة إلى أيام ألجامعة وسروى غير مصدقة عينيها ساعة تلتفت إلى زميلتها وأخرى تفرك عينيها وأخرى تتململ غير مسيطرة على مشاعرها ..إي هو عبيس أبو ألبيارغ لم تستطيع التحمل وقفت وسط الجالسين لوحت بيديها إلى المتحدث انتبه إليها الحاضرين وسروى خارج العالم تسبح هناك مع الذكريات والحب ...سحبتها زميلتها من يدها وأجلستها ونهرتها هاي شبيك أنت اجننني أي طبعا آني مجنونة ليش أنتي ما تدرين ولج هذا عبيس أبو البيارغ حبيبي جان بالكلية قصدي زميلي ...لم تفهم زميلتها شيء مما قالته سروى أكمل ألدكتور كلمته ونزل من ألمسرح والأيدي تصفق له دون انقطاع وسروى تصفق هي ألأخرى حتى توقف ألتصفيق ألا من سروى الذي نسيت نفسها وضلت يديها تصفق لوحدها حتى أوقفتها زميلتها عن ألتصفيق والنظرات متجه إليها من ألحضور..وأستمر ألحفل ثم أعطى عريف الحفل فترة للاستراحة..تجمع ألإعلاميين حول ألدكتور عباس وكل واحد منهم يتمنى أن يجيب ألدكتور على أسئلته ويسجل سبق صحفي لمؤسسته حول حقوق ألإنسان وضاع ألدكتور بين حشود ألإعلاميين .. نهضت سروى من مكانها متجهة نحو الدكتور عباس ألذي لا يرى منه شيء ..كان الدكتور جالسا والأسئلة تنهال عليه ووميض الكاميرات المستمر يضيء المكان ...شقت سروى الحشود حتى وصلت إلى مكان الدكتور ولكن من خلفه وقفت على رأسه برهة تتأمله ...انحنت سروى على ألرجل وأنفاسها تلامس شعره أدنت بفمها نحو أذنه وهمست برقتها ألمعهودة وبكلام متقطع قائلة له... أشلونك عبيس ابو ألبيارغ صاير أحوال؟ انتصبت بقامتها ثانية وهي تنتظر ردة فعل عبيس أبو البيارغ ...التفت بسرعة مفاجئة نحو جهة ألصوت لم يرى الوجه الهامس بأذنه لكن ألصوت احدث زلزالا مدويا على ألرجل ألذي فاجئ الجميع بنهوضه وعدم ألاكتراث بالحشود ... نهوضه كان كمن لدغته أفعى ..كان ألهمس كان حلم ..دارت ألقاعة بعباس لحظات لا يستطيع عباس وصفها أدار برأسه نحو ذالك ألفم ألهامس بأذنه انه صوت سروى وقف قبالها ووجهه يكاد يلامس وجهها..مستحيل ما أصدك أنتي سروى ضحكت بوجهه ..أنها سروى بدمها ولحمها ..لم يصدق عينيه كأنه يراها لأول مرة أهلا سروى هله أنتي اشلونج أنتي وينج سحبها من يدها وخرج بها إلى الفناء ألخارجي وهو ممسك بيدها والجميع ينظر إلى ألدكتور ومن معه وبدأ الهمس وتبادل ألأسئلة..من تكون ؟ كيف عرفت ألدكتور ؟ سأل عباس سروى اشلونج يحلوه بعدج هذيج انتي ......... ردت عليه سروى والدموع تتلئلئ في عينيها الدنيه من بعدك عباس والعباس متسوه ضحك عباس ملئ شدقيه وبان صفي أسنانه البيضاء وسروى تتأمله وهي تقاوم نزول دموعها على خديها ...قال لها عباس الله بعدج تذكرين هاي الكلمات سروى ليش عباس هو آني نسيتهن حتى أتذكرهن وداعتك عباس آني ما نسيتك لحظه وحدة حتى ابني سميته عباس على أسمك شفت عباس اشكد آني أحبك وأنت عباس ... كان كلام سروى وابنها كالصاعقة التي نزلت على رأس عباس الذي كان يتمنى لو أنها غير متزوجة ليعيد تلك الأيام والذكريات بحلة جديدة ...انتبه عباس على نفسه وأجابها تعرفين سروى أني لسه ما متزوج كنت أتمنى بكل لحظة أنتي أتكونين زوجتي فلتت دموع سروى من عيونها وانحدرت على تلك الوجنتان الذابلتان كأنها حبيبات من اللؤلؤ .. أحس عباس بألم سروى وضيق نفسها وكان لزاما عليه تهدئتها وإعادتها إلى صوابها ... يالله سروى يالله مويكولون قسمة ونصيب يالله هذا قدرنا ونصيبنا هو الله أعرف أجهشت سروى بالبكاء وبصوت عالي وغادرت عباس مهرولة نحو ألقاعة ويديها على عينيها جلست في مكانها وزميلتها تهدأ من روعها وتخفف من وطئتها !! نادى عريف ألحفل طالبا من الحضور ألجلوس بأماكنهم ليبدأ الجزء ألثاني من ألمؤتمر ...دخل الدكتور عباس ألقاعة وعينيه تبحث عن سروى حتى لمحها وزميلتها سار نحوها وصل إليها أحنى قامته الرشيقة نحو سروى وهمس بأذنها ... هاي شنو سروى خليج سباعيه ليش تبجين شنو رايج أنظل أصدقاء ديالله عيني ما أريد اشوفج تبجين مره ثانيه تره هذا وكت الفرح والضحك ...اكلج تدرين فؤاد سالم اهنا بالشمال تدرين سروى بعد مايغني أغاني حزينة باجر ألحفلة مالته باربيل اني وجهولي دعوة تجين وياي أنتي وعبيس أبنج وزوجج ها شدكولين سروى خوش نشاوف باجر ونشوف فؤاد سالم .. غادر عباس سروى الى مكانه ألسابق وبدا المؤتمر ..وفي أليوم ألثاني حضر ألدكتور عباس حفل الفنان فؤاد سالم ووقف ينتظر إمام باب المسرح ينتظر سروى وزوجها وطفلهما عباس لكنهما لم يأتيا خيم الوجوم على وجه الدكتور عباس وجلس على كرسيه يستمع إلى ذالك الصوت الجنوبي وأغانيه الجديدة ...هم الدكتور عباس بالخروج من ألحفل بعد أن أحس بضيق وعدم الراحة أستوقفه احدهم عند باب المسرح وسأله عفوا هل أنت ألدكتور عباس؟نعم تفضل أجابه الدكتور سلم عليه الرجل بحرارة وكأنه يعرفه سابقا ودس بيده مظروف قائلا له هذه رسالة بعثتها لك الست المهندسة سروى ثم تصافحا ثانية وغادر الرجل.. وقف عباس تحت أول مصباح خارج القاعة ..فتح الرسالة وبدأ يقرأ وكان مكتوب فيها ... ألدكتور عباس ألمحترم... السلام عليكم... أتمنى لك كل ألموفقيه في حياتك أرجو منك أن تنسى امرأة اسمها سروى وتعيش حياتك ..فأنا لا استأهل حتى صداقتك فأنت أسمى من أن أكون أنا صديقتك ثانية أتمنى لك كل ألخير والحياة الجميلة وساد عوا لك كل يوم ولا أنساك أبدا.. التوقيع ألمهندسه سروى سردار حمه حمزه الجناحي
العراق ---بابل
[email protected]
#حمزه_ألجناحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عودة أبن مهاجر
-
ألميزان جهود بابلية متميزة لنشر ألوعي ألقانوني
-
أحتجاج
-
قسوة سادية ..في التعامل مع أبطال ألانتفاضة ألشعبانية.
-
قصص من أدب ألاحتلال
-
أقبل ألعيد
-
( غريب في شوارع موبوءة)
-
قصص من أدب ألاحتلال (5)
-
مفوضية ألنزاهة.. واقع مرير..في زمن صعب!!
-
قصص من أدب ألاحتلال(5)
-
(أشعار لاتقرأ في وطني)
-
ضربة أستباقية
المزيد.....
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|