أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سميرة الوردي - منعطف














المزيد.....


منعطف


سميرة الوردي

الحوار المتمدن-العدد: 2070 - 2007 / 10 / 16 - 11:51
المحور: الادب والفن
    



قصة قصيرة
اضمحلت في ظل النافذة ، تمرر نظراتها عبر الزجاج البارد تنتظر عودته ، عاودتها الشكوك رسمت خطوطا هوجاء تنفث فيها موجات الغضب والكآبة التي انتابتها للتو ، نادتها ابنتها أجابتها دون أن تعي السؤال مم اجبر ابنتها على الإقتراب منها وهز كتفها كي تُفهمها مرادها ، ثم سألتها عما بها ، أجابتها بشرود لا لا لا شئ مجرد ألم عارض وسيزول ، انحسرت ثانية مع ذاتها مراقبة طريق عودته ، هل سيتأخر ثانية وسيجد تبريرا غير واقعي لغيابه ، وهل ستحس بما دار في أعماقه وحياته كما في الماضي ، أم سيستطيع تمريره ، أم سيلغي كل هذه المرارات وسيرحل خلف وهم لم يكن يرغب في حدوثه ، لم يكن يرغب في أُخرى بل كان مقتنعا أنها ستكون رفيقة دربه الوحيدة ، ومر العمر بكثير من المنعطفات التي لم يحسبوا لها ، كم من أيام تدفوا بأحلامهم قاوموا بردها وحرها وجواسيس السلطة التي نهبت الأب من أبنائه والأبناء من آبائهم ، أستعود لطرقات بلادها وحيدة بعد أن تخسر كل شئ حتى بقايا العمر والرفيق ، أم تتصبر وتقاوم لترى ما يؤول اليه وضعه الجديد ، لم تعي ما يدور حولها ، لم تولي جارتها انتباها عندما جاءتها زائرة بل أدت واجبات الضيافة وكأنها تحيا في عالم آخر .
أذهلها صلف الأُخرى واصرارها على مواصلة ما انقطع بينها وبين الزوج من معرفة كانت ستتحول الى علاقة .
سارت ابنتها الصغرى أمامها برشاقة اليمام تساءلت هل يمكن أن يغفر لنفسه نزقه ، ما تبريراته أمام تلك الجزء الرائع من وجوده .
وتلك الأُخرى أين زوجها وولديها من حياتها كيف تستسيغ أن تخرب بيتا لامرأة مثلها ، ما حاجتها للآخر ولها زوج وأولاد
هل ستتركه كما فعلت في المرة السابقة ، ولم تصالحه الا بعد أن أدركت اعتزازه بها. أم ستحارب من أجل بقائهما معا ، أيمكن لثلاثين عاما من الحب والتضحية أن تزول على يد أخرى لا تربطها به أي رابط .
أي حب يبنى على أنقاض تاريخ من التلاحم والشقاء في وجه محن لم يكن لها أول ولا آخر ، وأي أيام ستُهزم لو تركت مجاذيفها لأُخرى تحصد تلك السنين المريرة وكأنها لم تكن .
خربشات حفيدها على قدميها هدأت ذاك الإضطراب مجرد النظر الى عينيه ينسيها هموم تلك الذكريات التي انصرمت بين جوع الأطفال وتساقط الشباب في سوح الحرب وتحت بساطيل أجهزة النظام وتعدادها وتنوع أساليبها البطشية، وضياع الآلاف من الشباب بينهم ، والخوف على أبنائها من تعسف السلطة التي لا ترحم صغيرا ولا كبيرا لا بريئا ولا مدانا .
ما إن غفى الصغير على كتفها كعادته حتى تسللت نظراتها الى الطريق ثانية، لم تهاتفه بالرغم من قلقها وخوفها وشكها في أن يكون على موعد معها ، ستترك له حرية الإختيار فالحب مهما عصفت به المحن سيكون هو الأقوى ، وستكون هي الأنبل من طرفي المعادلة ، ستلملم ما تبقى لها من كرامة وترحل إذا ما آثر الأخرى عليها .
ما إن أنزلت صغيرها من ذراعيها لتنيمه في فراشه حتى رن هاتفها كان هو على الخط : حبيبتي اضطررت للتأخير بسبب العمل :
انزلت الهاتف ورجفة تعصف كيانها ودموع تنهمر على وجنتيها دون رقيب .



#سميرة_الوردي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صمتٌ
- يوميات امرأة حالمة
- طفولة ينقصها السلام
- الى ولدي
- حديقة النساء
- خا نَتْك ذاكرةُ الرغيفِ المر
- إمتحان أم إنتقام
- حواء وآدم والإرهاب
- ليلٌ مسكون بالغربة
- ﮔُْوك الله المنتشر من الجنوب الى الشمال
- نحن والحرية
- عن أي شيءٍ أكتب
- أنا والغروب
- الكتاب والأنترنيت
- اليأس مرض عضال
- هل من الممكن أن نرى الخطأ ونسكت عنه ؟ !
- المرأة والديمقراطية والعلمانية
- دعوة لعقد مؤتمر وطني للمثقفين العراقيين
- يا أُمة أخجلت من جهلها الأُمم
- ُنريد أن نحيا / مع رسالة من بغداد


المزيد.....




- العربية أم الصينية.. أيهما الأصعب بين لغات العالم؟ ولماذا؟
- سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران ال ...
- مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
- عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح ...
- بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما ...
- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...
- سلوكيّات فتيات الهوى بكولكاتا نقلها إلى المسرح.. ما سرّ العي ...
- الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة تصل إلى ليبيا لتول ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سميرة الوردي - منعطف