رزاق عبود
الحوار المتمدن-العدد: 2069 - 2007 / 10 / 15 - 11:54
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
قبل اربعين عاما وفي التاسع من اكتوبر قام عملاء الاستخبارات الامريكية بتصفية القائد الثوري الكبير والمناضل الاممي الشجاع الطبيب الارجنتيني، واحد قادة الثورة الكوبية بعد القاء القبض عليه في ادغال بولييفيا التي اراد منها ان يشعل الثورة الشعبية المسلحة ضد الاوليجاركية في امريكا اللاتينية، بعد ان طاف في الكونغو، وانغولا. تحول البطل الى اسطورة وقديس تحج الى مكان مصرعه الوف البشر. وتحول الجبناء الى جيفة قذرة عفنة يبصق عليها حجاج مزارة جيفارا العظيم. ترك الجاه، والوزارة، والحكومة، والاضواء، واختار صعوبة الغابات وظلمتها ورطوبتها، ومخاطرها، ليدافع عن مبادئه، ويشعل الثورة العالمية بوجه امبريالية امريكا المتوحشة. وصار منارة للثوار، ومثلا للابطال، وقدوة للمناضلين. ومثله الطبيبة نزيهة الدليمي تتخلى عن طبقتها الوسطى لتنحاز الى جانب الفقراء. فضلت الاهوار، والقرى، والارياف، والجبال على اضواء بغداد، واستبدلت دعة العيش في المدن الكبيرة، وامتيازات العمل في المستشفيات العصرية الفاخرة لتتنقل بين المحتاجين، والفقراء، والمساكين، والمرضى في افقر مناطق العراق. تغربت، وتشردت، وتحملت الصعاب، وقادت حملة عالمية لتعرية النظام الفاشي بعد انقلاب شباط الاسود، وبعدها ضد نظام الطاغية صدام.
في السبعينات وكانت عصابات منظمة حنين، بقيادة المقبور صدام، وشرطة ناظم كزار السرية تغتال الشرفاء في الشوارع، والبيوت، والساحات، والناس تموت في "حوادث مؤسفه" او تختفي بلا اثر. وقفت نزيهة الدليمي تتحداهم، وهي تهتف "سنمضي سنمضي الى ما نريد وطن حر وشعب سعيد" في قاعة الخلد بعد احتفال جماهيري كبير اثار فزع، وغضب، وقلق نظام العفالقة فحاولوا التاثير على مجرى الاحتفال ولكن صوت نزيهة الهادر وشخصيتها القوية لم تترك لهم المجال. وتماسكت الجموع الهائللة، وهي ترى ام بشرى تلوح بيدها، وكانها توزع للنشيد الحزبي في قاعة خصصت للفرقة السيمفونية العراقية. كانت تلك اول مرة ارى فيه نزيهة الدليمي. الوزيرة السابقة، وقائدة رابطة المراة العراقية. المناضلة، والشيوعية الصامدة. وظلت تصارع الفاشية، كما صارعت المرض بعد ان اتعبتها السنين، ومعاناة الغربة، والتشرد فصرعها المرض الغادر كما صرعت رصاصات الغدر جسد جيفارا الطري اليافع. ومضيا معا الى الخلود في قائمة شهداء وابطال الحركة الشيوعية العالمية.
#رزاق_عبود (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟