أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - رينو لامبير - ماذا وراء أسطورة الثائر البطولي؟ تشه غيفارا














المزيد.....

ماذا وراء أسطورة الثائر البطولي؟ تشه غيفارا


رينو لامبير

الحوار المتمدن-العدد: 7475 - 2022 / 12 / 27 - 21:17
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


إذا كان من السخرية بمكان أن نشهد تحوّل الرجل الذي استنكر بحماسة مفهوم "الإنسان البضاعة"، إلى أيقونةٍ على الموضة، مجرّدة وتعويذية، فإنّنا نفرح بأن تكون الذكرى الأربعين لموت أرنستو غيفارا مناسبةً للتذكير بأن الـ"تشه" ... ليس فقط قميص "تي شيرت" وصورة فوتوغرافية. ففي حين تغطّي غالباً أسطورة "الثائر البطولي" على ذكرى المفكّر السياسي، يستحقّ أرنستو "تشه" غيفارا ما هو أفضل من صورة "المتمرّد اللطيف" - وغير المؤذي على الإطلاق - التي يضفيها عليه ميراثه المؤسسي... هذا لأنّ الـ"تشه" كان كل شيء سوى غير مؤذ، لأن تفكيره الحرّ الباهر لم يوفّر أيّ عقيدة.

لكن الغوص مجدداً في قراءة "النصوص الكبرى" [1] يثير بعض الصعوبات المرتبطة مباشرةً بمرور أكثر من أربعين عاماً عليها، وانطلاقاً من التراجعات المتتالية لطموحات اليسار عبر العالم في التحرر الاجتماعي. تلك هي إحدى أوجه الأهميّة للمساهمات التي جمعها جان أورتيز [2] لتقديم أحد أبرز جوانب أفكار غيفارا، وهو البعد الأخلاقي، بعد وضعها في إطارها التاريخي؛ وهذا ما يثير اليوم إشكالات عديدة بالرغم من المسافة التاريخية.

بالفعل، كيف لهذه "الأخلاقيات" وما يرتبط بها من "آداب" - وهي عبارات تشير إلى فضائلٍ تتعلّق جوهرياً بالـ"فرد" - أن تتمحور حولها آمال التغيير الاجتماعي في عالمٍ يمرّ فيه نظام الهيمنة تحديداً عبر بث الروح الفردية والقضاء على الوعي الطبقي وتشظية أشكال التضامن النضالي؟ ألا ترتبط هذه القيَم اليوم "بالآليات الإيديولوجية البورجوازية" التي تتميّز بإبراز "المسؤولية الفردية"، سواء في تعدديّة الصحافة أم في تقييم النجاح الاجتماعي وحلّ مسألة البطالة؟

إن طرح هذه الأسئلة يعني التغاضي عن تطوير الـ"تشه" لمفهوم "الإنسان الجديد" (من حيث "أخلاقياته" و"آدابه" معاً) في كوبا الستينيات. فالتحوّلات الاقتصادية كانت قد أخذت طريقها إلى التنفيذ، لكن النتيجة بدت واضحة: الاشتراكية (كنموذجٍ اقتصادي) لا تكفي لتحرير الإنسان. إذ يكتب الـ"تشه" قائلاً: "الشيوعية مسألة وعي وليست فقط مسألة إنتاج (...)، ولا يمكن التوصّل إلى ما يعرّف عنه ماركس بأنه الشيوعية (...) إلاّ إذا كان الإنسان مُدركاً".

هكذا، وبدل أن يكون مفهوم "الإنسان الجديد" هو المحرّك الوحيد لثورة "فردية" - والذي يجدر التذكير بأنّه تبلور في ظروفٍ كان المثال الاشتراكي الأعلى مُثقلاً بالصيغة "الواقعية" لتفسيره - فإنّه، وفق توضيح فرنسوا هوتار، يضع "الذات في صلب المسار الثوري، دون التخلّي، على العكس، عن التوجّه نحو تغيير البنى الاقتصادية والاجتماعية".

ولد الـ"تشه" خلال رحلةٍ للشاب أرنستو غيفارا على دراجةٍ نارية عبر أميركا الجنوبية [3]، حيث قرّر العمل "وفق قناعاته السياسية" على أن يرجع إلى "ضميره الثوري". وهو يعرف سلفاً أن لا غاية لهذا الأخير "سوى الموت إلاّ إذا تحقق بناؤه على المستوى العالمي". مات أرنستو غيفارا في سنّ التاسعة والثلاثين، شاهراً سلاحه. لكن يصعب عدم القول أن الـ"تشه" ما زال حيّاً".





* صحافي





[1] Justice globale – Libération et socialisme, Ernesto Guevara, Mille et une nuits, Paris, 2007, 139 pages, 12 euros.

[2] Che, plus que jamais – Actes du colloque “ L’éthique dans la pensée et la pratique de Ernesto, Che, Guevara ”, Jean Ortiz (----dir----.), Atlantica, Biarritz, 2007, 358 pages, 25 euros.

[3] Voyage à motocyclette, Ernesto Che Guevara, postface de Ramón Chao, Mille et une nuits, Paris, 2007, 218 pages, 14 euros.



#رينو_لامبير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا وراء أسطورة الثائر البطولي؟ تشه غيفارا


المزيد.....




- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...
- شولتس أم بيستوريوس ـ من سيكون مرشح -الاشتراكي- للمستشارية؟
- الأكراد يواصلون التظاهر في ألمانيا للمطالبة بالإفراج عن أوجل ...
- العدد 580 من جريدة النهج الديمقراطي
- الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد تُعلِن استعدادها ...
- روسيا تعيد دفن رفات أكثر من 700 ضحية قتلوا في معسكر اعتقال ن ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- بلاغ صحفي حول الاجتماع الدوري للمكتب السياسي لحزب التقدم وال ...
- لحظة القبض على مواطن ألماني متورط بتفجير محطة غاز في كالينين ...
- الأمن الروسي يعتقل مواطنا ألمانيا قام بتفجير محطة لتوزيع الغ ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - رينو لامبير - ماذا وراء أسطورة الثائر البطولي؟ تشه غيفارا