أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كاظم حبيب - وداعاً أيتها المناضلة الفاضلة الدكتورة نزيهة الدليمي!














المزيد.....

وداعاً أيتها المناضلة الفاضلة الدكتورة نزيهة الدليمي!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2066 - 2007 / 10 / 12 - 11:55
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


غادرتنا صباح هذا اليوم (9/10/2007) الأخت الفاضلة والعزيزة ورفيقة النضال الطويل في سبيل حرية الشعب واستقلال وسيادة العراق وفي سبيل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية , والمدافعة الأمينة والصارمة عن حقوق المرأة ورائدة هذا النضال الدكتورة نزيهة الدليمي بعد إصابتها ومعاناتها من عدة أمراض منهكة تحملتها بصبر , وعن عمر بلغ 84 عاماً. كانت أوضاع العراق خلال سنوات ما بعد سقوط النظام ثقيلة عليها بسبب القتل المجنون والمتواصل للناس الأبرياء , بسبب الإرهاب الدموي والصراعات الطائفية التي لم تعرفها ولم تقبل بها ولم تجدها يوماً في نفوس الناس البسطاء والطيبين من بنات وأبناء الشعب العراقي , فكلهم عندها سواسية , فهن مواطنات وهم مواطنون لا غير , فعندها ساد المبدأ الأساسي للدولة العلمانية الديمقراطية الحديثة وللإنسان الحر والحكم العقلاني : " الدين لله والوطن للجميع".
حين يعود الإنسان بذاكرته إلى أيام النضال الصعبة في العراق في ظل نظم سياسية وحكومات كثيرة ابتداءً من الحكم الملكي ومروراً بفترة الجمهورية الأولى ثم الجمهوريات القومية المستبدة والدكتاتورية والمشوهة , يتذكر وجه الدكتورة وصوتها وحسها الحاد لقضايا الشعب والمرأة ودورها في التعبئة لصالح قضايا النساء , سواء عبر مهنتها كطبيبة تستقبل بسطاء وفقراء الناس في عيادتها في كربلاء أم في السليمانية أو أثناء عملها فيما بعد في بغداد ابتداءً من النصف الثاني من سنوات العقد الخامس من القرن العشرين وفي أعقاب وثبة كانون الثاني 1948 , أم وهي ترتدي عباءتها الشعبية لتتنقل في شوارع وأزقة بغداد وتعمل في المنظمات الحزبية للحزب الشيوعي العراقي أو تعمل في إطار تنظيمات رابطة المرأة من أجل تعبئة النسوة للنضال في سبيل حقوقهن في المناطق الشعبية من بغداد.
التقيتها مباشرة ولأول مرة في برلين , بعد أن عرفت عيادتها ورأيتها في كربلاء قبل ذاك وأنا صبي صغير , حين جاءت بزيارة لاتحاد النساء الديمقراطي العالمي مع الدكتورة روز خدوري , حيث كانت رئيسة لرابطة الدفاع عن حقوق المرأة العراقية في حين كانت خدوري عضو الهيئة القيادية للرابطة , وكنت في حينها رئيساً لجمعية الطلبة العراقيين في ألمانيا الديمقراطية , فاستقبلتها مع بقية الطلبة بحرارة ونظمنا لها برنامجاً وجولة جميلة قضينا أياماً حلوة معهما ومع طموحاتهما من أجل غدٍ أفضل للعراق وللمرأة العراقية خصوصاً والمرأة في العالم عموماً. ثم عملنا معاً فيما بعد في العراق وفي فترة حكم الأخوين عبد السلام وعبد الرحمن عارف في السرية , وكذلك في فترة مجيء البعث إلى السلطة ثانية. ثم التقينا وعملنا سوية ولفترات مختلفة في براغ ودمشق وفي مجالات عدة , سواء في مجالات العمل الديمقراطي أم العمل السياسي والحزبي.
كانت الدكتورة المناضلة جادة وجدية في عملها وفي المهمات التي كانت تأخذ على عاتقها إنجازها. تحاورنا وتناقشنا واتفقنا واختلفنا وتصارعنا , ولكن حافظنا باستمرار على علاقة اجتماعية وإنسانية مليئة بالود والاحترام المتبادل والتقدير لنضالها ودورها في الحركة الوطنية العراقية وفي الحركة النسوية ورغبتها في رؤية المرأة حرة مستقلة تتمتع بكامل حقوقها المتساوية مع أبيها وأخيها وزوجها وابنها وزميلها ورفيقها الرجل.
لقد كانت الدكتورة الراحلة نشطة في القراءة والكتابة , سجلت مذكراتها في أكثر من مئتي صفحة , ولكنها لم تنشرها حتى الآن , أمتلك نسخة مصورة منها , في حين توجد النسخة الأصلية ضمن أوراقها لدى عائلة أخيها الراحل واثق الدليمي.
لقد فقدت أحبة لها , أخوتها الواحد تلو الآخر , وهم اصغر منها سناً , وكانت بمثابة ضربات وهزات إنسانية متلاحقة وكبيرة لها , كانت تريد العودة إلى العراق وإلى إقليم كُردستان حيث عملت في سنوات مهنتها الأولى وتعلقها بالشعب الكردي حيث وقفت إلى جانب نضاله في سبيل قضيته العادلة وطموحه في تقرير مصيره. ولكننا لم نوفق ولم توفق بسبب تدهور وضعها الصحي من جهة , وتدهور الوضع السياسي في العراق عموماً وصعوبة نقلها على العراق في فترة مرضها المتفاقم من جهة أخرى.
غادرتنا المناضلة المقدامة بعيداً عن وطنها الحبيب وفي الغربة التي كانت تعذبها كثيرا, إذ أنها كانت تعرف العمل في صفوف الناس ومع البسطاء والفقراء من الناس توصل لهم صوتها المميز في الدفاع عن هؤلاء الناس. لقد حلمت المناضلة بمجتمع تسوده الحرية والديمقراطية والاشتراكية , وهي أحلام وآمال الفقراء والطيبين من الناس في سائر أنحاء العالم , لأنهم يعانون من غياب الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية , وخاصة في بلداننا النامية , ومنها العراق , وبسبب فقدان المرأة لحقوقها المشروعة والعيش في مجتمع ذكوري متخشب.
غادرتنا الدكتورة نزيهة ولم تفقد طموحها وآمالها الكبيرة وحافظت على حبها للحياة في أصعب أوقات مرضها وشيخوختها.
لتبقى ذكراها الطيبة تعيش معنا ومع النساء العراقيات والمجتمع العراقي الذي عرف أهمية دورها الرائد في فترة النضال الصعبة في سبيل حقوق المرأة وحقوق الإنسان بشكل عام.
أصدق مشاعر الحزن والمواساة لعائلة الأخت الراحلة ولجميع رفاقها ومعارفها ومحبيها من الناس البسطاء والطيبين في العراق.
9/10/2007



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائلي المتتابعة خلال الأعوام المنصرمة إلى قناة الفيحاء
- هل تساهم قناة الفيحاء في نشر الخرافة والشعوذة الدينية في الع ...
- هل تعامل الأستاذ راضي الراضي رئيس لجنة النزاهة بنزاهة؟
- هل السيد الدكتور شاكر النابلسي على حق؟
- حذاري .. حذاري من الفتن الجديدة في العراق!
- هل نفذ رئيس الوزراء تهديده بشأن حرية الصحافة والصحفيين ؟
- كيف يفترض التعامل مع موقف حكومة إقليم كُردستان إزاء قرار الك ...
- هل العراق ولاية أم مستعمرة أمريكية يا مجلس الشيوخ الأمريكي؟
- الولايات المتحدة وإيران وكُردستان العراق وقرار غلق الحدود!
- هل من دور للنفط في إسقاط حكم البعث في العراق؟
- الشباب والهجرة المتفاقمة من دول منطقة الشرق الأوسط
- الحكومة العراقية وسياساتها ... إلى أين؟
- الحرية لعارف دليلة .. الحرية لشاكر الدجيلي .. الحرية للشعب ا ...
- إلى كل من تعز عليه أمانته وقيمه الإنسانية , إلى كل المسئولين ...
- اعتداءات قوى النازية الجديدة واليمين المتطرف ضد الأجانب في أ ...
- متى تنقشع الغيوم عن سوريا .. متى يكف قمع الإنسان فيها؟
- مشروع حول الخطوط الأساسية لاستراتيجية التنمية في إقليم كُردس ...
- هل يحق لرئيس الوزراء أن يسمح أو لا يسمح بنقد الحكومة والمسئو ...
- مناقشة بعض تصريحات السيد رئيس الوزراء العراقي 1-2
- هل في مقدور حكومة المالكي أن تتخطى الأزمة السياسية الراهنة؟


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كاظم حبيب - وداعاً أيتها المناضلة الفاضلة الدكتورة نزيهة الدليمي!