عبدالله الداخل
الحوار المتمدن-العدد: 2067 - 2007 / 10 / 13 - 12:04
المحور:
الادب والفن
وأردفَ يحيى:
متى يزورُني فرحٌ
يُنـْسِيني مَرّة ًعادة َالتحديق ِبنافذةِ الزنزانة؟
تساءَلـْتُ حتى بُـحَّ قلبي،
متى أعدو، أ ُشاركُ الأبوابَ بهجتـَها
لمّا تـُفتحُ صيفا ً في نهارِ قريتِـنا؟
فيأتي فرحٌ في نهاياتِ الوجودْ؟
متى من عوالم الحُبِّ ستأتيني
أوشحة ٌ شفافة
وعيونٌ سودْ
كعينيَّ
حيث أ ُنـْبـِتُ خامَ الحديدْ
فتـُثـقـِّبُ تلك الأرضَ بذورْ
من مطرٍ فضّيٍّ، مطري
وأبي سيعودْ
فتظلُّ وجوهُ موتاي بعينيَّ شبابا ً؟
وأردفَ:
وكنتُ في الحبسِ بعضَ دهورْ
أحلم بالنهرِ وظلِّ النخْـل بقريتِـنا
والخوفُ يزرع قضباناً أخرى في الدُّورِ
وفي الأبوابِ وفي القلبِ
فتورقُ أقفالا ًوسلاسل !
وتنمو في الروح أمورٌ، يَتـَلــَوّى
ضبابُ غبار ٍفي النور
علـَّمَـني كيف أخدّرُ ذاكرتي
كيف تـَصِـير الأوراقُ كحبّات الرمل
كيف الأقلامُ تـَفقدُ وَقـْعَها !
وتـَـتيهُ بأحراش ِالترميز!
وكيف تلوح وجوهُ الشـِّعْرِ كأوهام ٍ
يفصلني عنها ماءٌ صافٍ إذ ْ يَكبُر سُمـْـكاً
فيكون كأطنان ِ هواءاتٍ أفـُقية
فيسوءُ الرأسُ:
تصيرُ حياتي والأحلامَ واحدة ً؛
في الحبس ِأ ُغَطـّي هزيمة َذاكرتي
بوشاح ٍصغيرْ،
أجملَ من خيام ِ حرير ٍمُلوّنةٍ
بظلـِّهِ همومٌ مزدحمهْ؛
هناك في الأرض ِالطـُّـلـْقِ تـُحِسُّ رضا الناسْ
عنك وتـَسمَعُ التمتمهْ،
فأشياؤكَ في القرطاسْ
قد تحتاجُ للترجمه.
زارني في الحبس ِمن قريتي جارٌ فقيرْ،
طفلهُ تبسَّم لي في الصَّحْوِ
(كانَ من مطر ٍ فضيٍّ وخام ِ حديدٍ أيضا ً)
فنسيتُ خسائري،
إذ ببسْمتهِ
كان يُشرِقُ الربحُ الكبيرْ.
#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟