خالد عيسى طه
الحوار المتمدن-العدد: 2067 - 2007 / 10 / 13 - 01:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دردشة على فنجان قهوة
فقدان سلطة الحكم البعد الامني والعمق الاستراتيجي .
لم يكن في حسابات الامريكان وهم منكبون على قراءة ودراسة تقارير ازلامهم ومحبري التقارير السرية الذين كان مركزهم لندن وكان كاتبي تلك المعلومات يقبضون مايدفعه الامريكان بهزالة .. ان ما جاء في هذه التقارير كذب وهلوسة بيعت الى البنتاغون لاستعداءهم على ضرب العراق بحجة امتلاكه معدات الحرب الابادية وتبادل طرفي المعادلة الاكاذيب .. اذ لاحاجة للبنتاغون بحجج وأسباب تدفعهم للحرب ضد العراق اذ ان ذلك مدروس ومثبت في اجندتهم حتى قبل حوادث 11 ايلول ضمن استراتيجية تغير كاملة للشرق الاوسط .
استمر الخداع والكذب بعضهم على البعض .. حزب المؤتمر وبعض المعارضة وديون الحرب في الادارة الامريكية .. حتى تصور الامريكان ان هجومهم على العراق واحتلالهم سيكون بمثابة نزهة .. خاصة وأنهم استطاعوا ان يكسبوا علاقات مع جيش صدام ليساعدهم على ذلك .. واستعمالهم اساليب خاصة في مخاطبة الضباط العراقيين بواسطة الميكروفانات بأسمائهم .. اذ ان استطاعوا ان يحصلوا على ( كونية ) الضابط اي سجله في قوائم صرف الراتب .. كما جاء في صحيفة امريكية .
تجمع اكثر من مائة الف مع عشرات البواخر الحربية زائدا مئات الطائرات وبدأ الاجتياح .. وهدمت البنية التحتية العراقية .. جسورها بأمد رأسها .. معالمها .
تصفيات مياهها وكل شيء .. ثم توج ذلك بسرقة المتاحف بشكل نهيبة منتظمة ..!
ثم وبعد فترة بدأ شعور الناس بألراحة في خلاصهم من النظام الرهيب .. بدأ جموع الشعب تذوب في واقع مرير من قسوة وارهاب وقتل عشوائي اقترفته ايادي جنود الاحتلال وهنا بدأت المقاومة الوطنية .. نعم انها مقاومة ونعم انها وطنية ..وهذا مايجمع عليه العراقيون الان .. وبينت قرون اعمال الارهاب من خطف وتفجير سيارات لاتوجه للجنود الكحتلين حصرا .. وتصاعدت هذه المقاومة ولم يكن لها لون طائفي او عنصري .. اشتعلت في النجف وانتهت في مدينة الصدر وانتقلت الى سامراء وطالت الحرب الوطنية في الفلوجة وأكملت القوات الامريكية مجازرها .. قتلى اكثر من الفين .. اسرى اكثر من ذلك .. هاربي الموت اكثر من نصف مليون .. جثث القتلى اصبحت كأوراق الشجر في الخريف موزعة بين الشارع وداخل الدور .. منعت قوات الاحتلال الدفن الشرعي .. فاحت الريحة .. انتشرت الجرائم والناس .. المواطنون الفلوجيون محاصرون في الدور .. تاركين لابطالهم ترجمة غضبهم وحقدهم على الغازي المحتل .
استطاع الجيش بعد ستة اسابيع ان يدمر المدينة كاملا .. ولكن هل استطاع ان يوقف المقاومة ..؟ استطاع عمل مجزرة يحاسب عليها كجريمة حرب .. استطاع ان يؤمن البعد الامني .. طبعا لا .. اليوم ولا في الغد ولا بعده فالقوة والبطش لايوفر ذلك .. بل الحوار بعد الجلاء هوالذي ينهي المآسي ويوقف نزف المال والدم لكل اطراف النزاع.
#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟