رحلت الدكتورة نزيهة الدليمي وستبقى تحيا بتجاربها الرائدة لقرن مقبل من النضال لتحرير المرأة

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2065 - 2007 / 10 / 11 - 11:59
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

تبوأت الدكتورة نزيهة الدليمي مركز الريادة في النضال من اجل تحرير المرأة العراقية ليس لانها كانت اول امرأة عراقية ناضلت من اجل تحرير المرأة ، ولكنها اول امراة عراقية ربطت النضال من اجل تحرير المرأة بالنضال من اجل تحرير الوطن بل وربطت بين تحرير المرأة والوطن بالنضال من اجل تحرير البشرية من الفاشية عن وعي وادراك متطور مع تطور الحركة الوطنية العراقية ونشؤ وتطور طليعتها الثورية الحزب الشيوعي العراقي . ويستند دورها الريادي واهمية تجربتها النضالية على استمرار وتطور نضالها مع استمرار وتطور مسيرة شعبنا الثورية وعلى بناء احد ركانيها الاساسيين المرأة العراقية واطلاق طاقاتها . و تبلور وعيها الوطني والانساني وهي طالبة في كلية الطب في اربعينات القرن الماضي فانضمت الى جمعية المرأة ضد الفاشية الهتلرية ونشطت في توعية النسوة بجوهر الفاشية كنظام اقتصادي اجتماعي وحشي يلجأ احد الاقطاب الامبريالية اليه لتحقيق طموحاته بالانفراد بالهيمنة على العالم واستعباد شعوبه تماما كما تفعل الامبريالية الامريكية اليوم. وعملت على تعزيز الثقة بقدرات شعبنا وشعوب العالم وعلى اهمية دعم واسناد الجبهة العالمية المناهضة للفاشية . ومع تحقيق البشرية بتظافر جهودها ضد العدو المشترك على الفاشية طورت المناضلة الرائعة الدكتورة نزيهة نضالها لاستثمار هذا النصر العالمي من اجل تحقيق اهداف شعبنا الوطنية والاجتماعية فواصلت النضال من خلال انضمامها للحزب الشيوعي العراقي الذي جاء برنامجه ونظامه الداخلي معبرا عن جوهر الطموحات الوطنية والانسانية ومنورا لسبل ووسائل الكفاح ومنظما ومعبئا لجميع طاقات الشعب ولاسيما جماهير الشغيلة من عمال وفلاحين ودون تميز بالقومية او الطائفة او الدين ودون تمييز بين المرأة والرجل بل واولى اهتماما خاصا بالمرأة وخصص نقطة من اهدافه الرئيسية لتحرير المرأة. وجسد ذلك باسناد العمل الجماهيري بين النساء لانشط واوعى كوادره في هذا المجال، الدكتورة نزيهة . فاثبتت الدكتورة جدارتها ودورها الرائد في تأسيس رابطة المرأة العراقية وتطوير نشاطها لتوعية وتعبئة المرأة العراقية في النضال من اجل تحررها تحت شعار تحرير المرأة وسعادة الطفولة والنضال الوطني من اجل تحرير الوطن من الهيمنة البريطانية ومن الاحلاف العسكرية العدوانية ومن اجل السلام العالمي. ولعبت بجدارة دورا رائدا في الاتحاد النسائي الديموقراطي العالمي وتطوير دور المرأة ومنظماتها الوطنية والاقليمية والعالمية في تقرير السياسة العالمية وصياغة الكثير من القوانين والمواثيق الدولية لتحرير المرأة وضمان حقوق الطفولة الى جانب رائدات في الحركة النسوية العالمية مثل انديرا غاندي واخريات. وخاضت الدكتورة هذا النضال في ظل اقسى اشكال الارهاب في تلك المرحلة من تاريخ شعبنا والعالم فقد استشرت الاعتقالات والاحكام الثقيلة لتشمل ليس الرجال فقط بل والنساء المناضلات وبلغت حد الحكم المؤبد ، بل ونفذت عدة احكام بالاعدام على قادة الحزب الشيوعي العراقي . وإذ اسهمت صداقة والدها برئيس التحقيقات الجنائية في حمايتها من كل اعتقال فقد عانت الكثير من التنقلات وفي الاماكن البعيدة وتكليفها باصعب المهمات الطبية ومعالجة اخطر الامراض واكثرها قابلية للعدوى.
ولعبت رابطة المرأة بقيادة الدكتورة نزيهة دورا كبيرا في تفجير ثورة 14/تموز/1958 وفي تشكيل المقاومة الشعبية لحماية الثورة وفي تعبئة النسوة وتوعيتهن الامر الذي دفع رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم الى تثمين دورها بتشريع قانون الاحوال الشخصية الذي عملت الرابطة بقيادة الدكتورة على صياغته من قبل خيرة المشرعيين العراقيين واسند للدكتورة منصب الوزارة مسجلا تبوء اول امرأة في العالم العربي لهذا المنصب . واستمر نضال الدكتورة نزيهة يتصاع ويتطور رغم كل التقلبات السياسية وتوالي الكوارث والنكبات على شعبنا حتى اقعدها المرض عام 2002
انه اقسى احكام الحياة على مثل هذه الشخصيات التاريخية اذ كيف يمكن لها تحمل عجزها عن النهوض بما يفرضه الواقع من مهام بل انها تفضل الموت على العجز .
نعم ستبقى الدكتورة نزيهة الدليمي حية بتجاربها الغزيرة بالنضال من اجل تحرير المرأة وارتباطه بتحرر الوطن وتحرر البشرية حتى يتم تحرير وطننا وتحرير البشرية وستبقى رائدة في تاريخ حركة تحرير المرأة العراقية وتاريخ حركتنا الوطنية
فالف تحية تقدير واعتزاز برائدة حركة تحرير المرأة العراقية الدكتورة نزيهة الدليمي

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات