أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علي عيسى - كيس أسود محكم الإغلاق















المزيد.....

كيس أسود محكم الإغلاق


علي عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 635 - 2003 / 10 / 28 - 07:00
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


 

                                       إن بعض المجتمعات العربية والإسلامية بحكم (ظروفها ) لا تنظر للمرأة كإنسان كامل الحقوق والواجبات , مساوٍ للرجل وشريك له , ورفيق . وربما لبعض السادة من الرجال مصلحة شخصية في ذلك , فكما رفض الأسياد في الماضي تحرير عبيدهم , يرفض هؤلاء السادة الآن تحرير ( إماءهم) , وفك قيودهم واطلاق سراحهم , ( للمناسبة وافقت السعودية على قانون تحريم الرق عام 1962 بينما لا يزال منتشرا سرا في دول أخرى ) . ودائما نرى أن مسألة الجنس والعلاقات العاطفية مع النساء هي المقياس الذي يقيسون به , والنافذة التي ينظر منها أكثر أبناء هذه المجتمعات إلى قضايا المرأة , وعلى هذا الأساس يُفسَر أي موقف أو تحرك أو تصرف أو قول أو عمل يتعلق بهذا الشأن , حتى ليكاد المرء يظن أن هؤلاء من أوحى ل( فرويد ) بنظريته , ودائما أيضا تُفسر الآراء وتُعاد المواقف باتجاه المصالح الشخصية , والنوايا المبيتة , فإن دافعت عن حقوق المرأة اتُهمتَ بأنك تجمّل نفسك لتحلو في عينيها , كي تتقرب منها , وتقيم معها علاقات ( كذا وكذا ) , أو لفشلك في علاقات سابقة أو بسبب رفض النساء سابقا لك ( كما يكتبون في بعض المواقع ) , وللأسف الشديد فإن هذه الآراء والتحليلات تصدر عن أناس متعلمين يصفون أنفسهم بالمتنورين والمثقفين ( لكن هكذا منظارهم , وطريقة تحليلهم , ولعلهم يقيسون الأمور على قياسهم ) , حتى بات المرء يخشى إن دافع عن العدل وطالب به , أن يقال : ما كان ليفعل ذلك لولا أن له مصلحة ما أو أن حقه قد هُضم في مسألة ما !! أما القيم والمبادئ ومناصرة العدل والاعتراف بحقوق الآخرين فهي أكذوبة مُلفقة مُخترعة , وحكايات من نسج الخيال , وهم دائما وأبدا يتقولون ويخادعون بأن المرأة جوهرة ثمينة يجب حفظها و صونها من أعين الآخرين , فيبررون بذلك حبسها , ويجردونها من آدميتها ,  ويحولونها إلى قطعة من جماد لا دم فيها ولا روح , ويدّعون أيضا أن المرأة معززة مكرمة في مجتمعاتهم , وعلى أفضل ما تكون , وليست بحاجة لشيء آخر تطالب به – هكذا يقول أسيادها الرجال – ولكن كيف ؟ هل باعتقالها بين أربع جدران ؟ واعتبار مهمتها الأساسية التي خُلقت من أجلها : إمتاع الرجل وإنجاب أولاد له وخدمته وخدمتهم والطبخ والغسيل والتنظيف ؟ والرضى والقبول والخنوع حين يتزوج عليها , والامتثال لأوامره وتلبية رغباته ؟ فلا تنام إلا بإذنه وموافقته وأنها ( لا تؤدي حق ربها حتى تؤدي حق زوجها – ولو أمرت أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها - يجب إعادة التحقق من الأحاديث المنسوبة للنبي (ص) ) , وحرمانها من العلم والعمل , والتعبير عن نفسها وآرائها وشؤونها , ومنعها من المشاركة في أمور بلادها , وانتهاك حقوقها , والتمييز ضدها , واعتبارها ناقصة علم ودين ؟ أهكذا هي معززة مكرمة ؟؟.
لكنهم حين يعجزون عن الدفاع عن اضطهادهم للمرأة , يهددون ويلوحون بتهمة التكفير والمروق على شرع الله , فإن كنت مسلما مؤمنا فعليك الاقتناع بما فسّره السلف ( الصالح ) قبل ألف وبضع مئات من السنين , في عصر كانت الدواب رفيقة سفرهم وجارة فراشهم , ووبر النوق وشعر الماعز مسكنهم , والخرافة ثقافتهم وعلومهم ( ولو شاؤا لأخرجنا لهم من كنوز وفنون الخرافة من بطون أمهات الكتب الثقاة التي يستشهدون بها وبأصحابها , الكثير , الكثير مما يتنافى مع العلم والمنطق والبديهيات , ومما يُخجل , و يتناسون , ويتجنبون ) , علما لو أن أولئك السلف ( الصالح ) عاشوا في هذا العصر, وعلومه وتقنياته , وألكترونياته , ومخترعاته وأقماره وسرعة اتصالاته ( بالانترنيت أو بالمحمول ) , ولو علموا  بوصولنا للقمر وللكواكب الأخرى , وأن الأرض كروية , وليست مسطحة , وأنها  تدور حول نفسها , وحول الشمس أيضا ,ً وأن الشمس حين تشرق أو تغرب لا تغادر مكانها , وأن بإمكان أصغر أطبائنا معرفة جنس الجنين في رحم الأم , لا بل التحكم بجنس هذا الجنين قبل الحمل , لفغروا أفواههم وصرخوا : الله أكبر . إن الناس قد كفرت , والقيامة قد قامت , وما ذلك إلا زندقة وشرك بيّنٌ , والعياذ بالله , وأقله أضغاث أحلام عصية على أدهى الملفقين , والكاذبين , مهما اشتدت براعتهم , وتوسع أفق خيالهم - ومع ذلك يريدوننا أن نسير في هذا العصر على قصور فهم أولئك , وجهلهم , وبدائية معارفهم .
ويحدثونك عن الجمال الداخلي, ولا يعلّموننا كيف يمكننا اكتشاف هذا الجمال الموضوع داخل كيس أسود محكم الإغلاق , ممنوع من بداخله من التعبير عن نفسه و عن جماله الداخلي والروحي , بل كيف يمكننا الإحساس والاقتناع بجمال هذه الروح , إن كان صوت صاحب تلك الروح عورة , ثم يتحدثون بعد ذلك عن الغرائز الرخيصة , دون أن يخبروننا ما هي الغرائز القيمة النادرة الغالية الثمن , فإن كانوا يعنون بها العلاقات الجنسية , فليعلموا أن استمرار وجود الإنسان والحيوان والنبات على هذه الأرض إنما هو نتيجة لهذه العلاقات الجنسية والغرائز ( الرخيصة ! ) , وليتفضلوا أن يعلمونا أيضا - إن كانت هذه العلاقات غرائز رخيصة – لماذا يلهث الرجل الذي نعنيه , كي يتزوج بأربع , ويجمع بينهن , وأن يتمتع ما شاء له أن يتمتع بما ملكت يمينه من جواري وإماء وسراري .
ثم يتحدثون عن العفة والشرف والكرامة , فما هو الشرف ؟ أهو الصدق والأمانة والوفاء ومحاربة الغش    والتسامح ومساعدة الآخرين , والشعور بالمسؤولية , والإخلاص بالعمل , وبر الوالدين , والدفاع عن الحق , ومناصرة العدل , ونبذ العنف , والمعاملة بالحسنى ؟ فإن كان كذلك , فكيف يمكننا اكتشاف هذه المعاني والخصال , إن كانت مسجونة , مكممة , مقيدة  في كيس أسود محكم الإغلاق ؟ أم أن الشرف في القبول والرضوخ لنزوات ورغبات السيد الرجل ؟ 
إنهم لا يريدون لأحد أن يدافع عن حقوق المسجونات ظلما وعدوانا , أو يطالب بإطلاق سراح المعتقلات زورا وبهتانا , بل يريدون ترك السجينات لشأنهن أو بالأصح لشأنهم , بزعم أنهن قادرات عن الدفاع عن أنفسهن , لو  رغبن بذلك , وهم يعلمون أنهم قد كمموهن وقيدوهن ورموهن في قاع بئر بعيد محكم الإغلاق كي لا يُسمع أنينهن , وهم فرحون مستمتعون , يضحكون ويسخرون ويهزأون .  
                                                                        



#علي_عيسى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يحاربون الاستعمار، ويأسفون لاستقلال الأندلس
- الأعراب والبلدان المعربة
- رجل +أمرأة ...... وقع المحظور
- خطان متوازيان لايلتقيان 2- الخرافة والحضارة
- هل هذا يحدث في مصر؟


المزيد.....




- فتح باب التقديم: مهمة استشارية للتدريب على مهارات المفاوضة ا ...
- الكوريات في رحلة المطالبة بالإبقاء على الجامعات النسائية
- السويد.. القبض على شرطي من ستوكهولم للاشتباه في اغتصابه طفلا ...
- البرلمان العربي يطالب بتمثيل المرأة الفلسطينية بفريق العمل ف ...
- السويد.. القبض على شرطي من ستوكهولم للاشتباه في اغتصابه طفلا ...
- “سيلفيا فايز” استغاثة جديدة لمكاتب مساندة المرأة الجديدة
- دراسة: سمع النساء أقوى من سمع الرجال.. فما السبب؟
- العمال البريطاني يوقف أحد نوابه بعد اعتقاله بتحقيق في مزاعم ...
- شروط طلب منحة المرأة الماكثة بالبيت في الجزائر وطريقة التسجي ...
- مصرع ملكة جمال أوروبا التركية غولر أردوغان أثناء محاولتها ال ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علي عيسى - كيس أسود محكم الإغلاق