|
حراك سياسي واسع بلا نتيجة ملموسة
عبد الرزاق الصافي
الحوار المتمدن-العدد: 2065 - 2007 / 10 / 11 - 11:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تشهد الساحة السياسية العراقية حراكاً سياسياً واسعاً، وصراعات بين القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية السلمية والقوى التي تناهض هذه العملية وتسعى الى تخريبها. وصراعات اخرى بين القوى المشاركة في العملية السياسية، ممثلة بالكتل البرلمانية. وصراعات وخلافات داخل الكتل البرلمانية نفسها. هذه الصراعات بمجموعها تجسد تعقـّد الوضع السياسي، وتباين وجهات النظر، والركض وراء المصالح الفئوية الضيقة، والبحث عن النفوذ والمغانم. فمن المعروف ان الكتلة الاكبر في البرلمان وهي كتلة الائتلاف العراقي الموحد »٠٣١ نائباً من مجموع اعضاء البرلمان البالغ ٥٧٢« لم تعُد موحدة منذ اشهر عديدة، إذ خرج منها حزب الفضيلة »٥١ نائباً« وسحبت الكتلة الصدرية »٠٣ نائباً« وزراءها من الحكومة، وانفضت عن الائتلاف كتلة النائب قاسم داود. وحتى حزب الدعوة الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء السيد نوري المالكي لم يعُد موحداً لأن احد اقطابه وهو السيد إبراهيم الجعفري رئيس الوزراء السابق، صار يعمل بشكل منفرد، ويسعى لتكوين كتلة وائتلافات بأمل العودة الى رئاسة الوزراء. وشهدت الكتلة العراقية الوطنية انسحاب عدة اعضاء من عضويتها، وانسحاب عدد من وزرائها من الحكومة. اما كتلة جبهة التوافق العراقية فرغم بقائها موحدة، شكلاً، فإن بإمكان المراقب السياسي ان يلحظ التباين الواضح بين اقطابها، ويميز بين السلوك الهادئ المرن الذي يسلكه الدكتور طارق الهاشمي، الامين العام للحزب الاسلامي، نائب رئيس الجمهورية، وزيارته للمرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني والتباحث معه بشأن المشروع الذي اعده حزبه للخروج من الازمة، وبين السلوك والتصريحات الاعتباطية التي يدلي بها السيد خلف العليان، وتصريحات عضوها السابق عبدالناصر الجنابي، الذي اضطرت الجبهة الى اعتباره خارج صفوفها، وقيام البرلمان العراقي، في الاسبوع الماضي، بطرده من صفوفه لتصريحاته الفجة ضد البرلمان، وضد العملية السياسية بأجمعها. والى جانب هذه اللوحة غير المتكاملة للتبعثر، الذي تشهده غالبية الكتل السياسية، والانسحابات من الحكومة، التي قاربت نصف أعضاء الوزارة، يلحظ المراقبون السياسيون مساعي متعددة من مختلف الاطراف للبحث عن مخرج من الازمة التي تلف الوضع السياسي. هذه المساعي التي تأخذ شكل حوارات وطرح برامج وآليات لسبل الخروج من الازمة. فقد كان هناك البيان الخماسي الذي صدر عن هيئة الرئاسة التي تضم رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني، ونائبيه السيد عادل عبدالمهدي »العضو البارز في المجلس الاسلامي الاعلى ومرشحه لرئاسة الوزارة قبل سنتين«، والدكتور طارق الهاشمي »الامين العام للحزب الاسلامي«، والسيد نوري المالكي »رئيس حزب الدعوة الاسلامية، رئيس الوزراء«، والسيد مسعود البارزاني »رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، رئيس إقليم كردستان«. هذا البيان الذي يعكس فهماً مشتركاً من هذه الأطراف المهمة في العملية السياسية. كما أصدر الحزب الشيوعي العراقي برنامجاً وطنياً ديمقراطياً لمعالجة الأزمة التي تعيشها البلاد حظي باهتمام وتفهم كبير من لدن الجهات السياسية المتعددة التي عـُرض عليها، ومن جانب الرأي العام. كما أصدر التيار الصدري برنامجاً يعكس تصوراته لمعالجة الوضع. وكان آخر هذه المساعي البرنامج الذي زاد عن العشرين نقطة الذي طرحه الدكتور طارق الهاشمي، مبيناً وجهة نظر الحزب الاسلامي لحل الازمة التي تعيشها البلاد والذي جئنا على ذكره قبل قليل. وفي خضم هذه المساعي والجهود المبذولة لحل الأزمة، جاء إعلان قرار مجلس الشيوخ الأمريكي بإقامة ثلاثة كيانات فيديرالية على أساس طائفي وعرقي ليعكر الأجواء، ويزيد الخلافات الموجودة أصلاً بين القوى السياسية العراقية المنغمرة في العملية السياسية السلمية المتعثرة. ذلك ان غالبية القوى السياسية شجبت هذا القرار باعتباره تدخلاً فظاً في الشأن العراقي، منافياً لأبسط قواعد القانون الدولي وقرارات مجلس الامن الدولي حول الوضع في العراق، في حين ان رئاسة اقليم كردستان رحبت بالقرار، الامر الذي يزيد الوضع العراقي تعقيداً. ولتلافي المزيد من التعقيد، على ما يبدو، دعت رئاسة اقليم كردستان، يوم الجمعة الماضي، الى عقد لقاء موسع للقوى السياسية في اربيل للتباحث بشأن التباين الحاصل حول الموقف من قرار مجلس الشيوخ الامريكي. إن المساعي لحل الأزمة ما زالت مستمرة، والبرلمان العراقي يواصل عمله. وتوجد قناعة تزداد يوماً بعد يوم بين أبناء الشعب يـُمكن التعويل عليها، الى حد ما، بضرورة التوصل الى حلول وسط للقضايا العالقة عن طريق إبداء المرونة من قبل جميع الاطراف المشاركة في العملية السياسية، نأمل لها النجاح
#عبد_الرزاق_الصافي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
»تقسيم العراق«.. بالون سياسيR
...
-
ضد الحرب .. ومع إسقاط النظام بأيد عراقية
المزيد.....
-
إليك ما نعرفه عن اصطدام طائرة الركاب ومروحية بلاك هوك وسقوطه
...
-
معلومات سريعة عن نهر بوتوماك لفهم مدى تعقيد البحث عن حطام ال
...
-
أول تعليق من ترامب على حادثة اصطدام طائرة ركاب ومروحية عسكري
...
-
حوافه حادة..مغامر إماراتي يوثق تجربة مساره بوادي خطير في قير
...
-
كيف نجا قائد الطائرة إف-35 -الأكثر فتكا في العالم- بعد تحطمه
...
-
إيطاليا تعيد كنوزا عراقية منهوبة.. قطع خلدت ذكرى من شيدوا ال
...
-
FBI يستبعد العمل الإرهابي في حادث اصطدام طائرة الركاب بمروحي
...
-
بعد كارثة مطار ريغان.. الإعلام الأمريكي يستحضر آخر حادث كبي
...
-
جورجيا تنسحب من الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا بعد مطالباته
...
-
الائتلاف الوطني السوري يهنئ الشرع بتنصيبه رئيسا للجمهورية
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|