عماد البابلي
الحوار المتمدن-العدد: 2064 - 2007 / 10 / 10 - 11:08
المحور:
الادب والفن
روح الله الخميني تلك الشخصية التي غيرت تاريخ أمة بأكملها ( !! ) ، الكل يعرفه رجل دين وسياسة ، ولا أريد هنا مناقشة تاريخه وسيرة حياته الحافلة .. لكن أريد أن أعرض وجه أخر رأيته من خلال أشعار نادرة جدا كتبها في مطلع شبابه.. أشعار تعكس رقة شعرية ورهافة حس من النوع الصوفي ، تعكس لنا علاقة الوجد حين تنشأ بين العابد والمعبود لا نرى هذا النوع إلا عند رابعة العدوية وأبن عربي وغيرهم من كبار العشق الإلهي ، تلك الأشعار تعكس الخميني الإنسان وهو ما أبحث عنه بعيدا عن كل الصخب ( السريالي ) الذي تحفل به سيرته ، لست من دعاة الدين أو بوق للثورة الإسلامية في إيران كما سيتهمني البعض ، لكني أسير على المنهج الوجودي .. المنهج الذي يبحث عن الإنسان الحقيقة المقدسة الوحيدة في هذا الوجود ، ولأني وجدت في تلك الأشعار بقايا إنسانية أصيلة هادئة ضمن شخص عاش ومات في صخب ، قررت أن أعرضها عليكم سادتي لعلكم ترون ما أرى من ألوان قوس قزح ضمن هذه الأشعار، تحمل هذه القصائد بين طياتها مصطلحات كفر وإلحاد لا تجب لرجل دين كبير أن تأتي على فمه ( !! ) وحالة إيمان حقيقي ذائب مع الذات الإلهية ضمن مزدوج متناقض يشبه رقعة شطرنج ، لكن المتتبع لأشعار بن سينا والفارابي و الحلاج نرى حقيقة الإنسان واضحة بين كتاباتهم ، حقيقة كونه الملتقى الذي تجتمع معه المتناقضات في مكان واحد بتلك الرؤية نستطيع أن نحيا دون خوف ودون كذب أو وهم ، من خلال هذا المنظار وحده يمكن أن نفهم تلك القصائد بشكل أفضل ..
القصائد..مختارات منها: ( كتبت بالفارسية أصلا )
أقبل رمضان ، هوى الخمر وتداعى المشرب أ ُجـِل َ العشق والطرب والخمر لأوان السحر
أفطرني الدرويش نبيذا
قلت ُ قد أورق َ صيامك وأثمر
بالشراب توضأ
ففي مذهب العابثين وفي حضرة الحق
سينال عملك الحسنى
والله
إن لم أكن مريدك ماذا سأفعل؟
إن لم أكن متيما بوجهك، ماذا سأفعل؟
الكون – يا روح - رهين خصلة من شعرك
إن لم أكن منعقدا بخصلات شعرك، ماذا سأفعل؟
فراشة شمعة وجهك الصبوح، أنا
مفتون بقامتك الممشوقة، أنا
أنا المضطرب إثر فراقك يا سيد الجمال
أرفع الستر عني، فمفتضح بك أنا
أيها الحبيب
أبصر قلبي الملتاع
وروحي المبتلاة السقيمة
ختام توصد ُ باب وصالك بوجهي؟
كفّ يا روحي عن أذيتي
عاشق أنا لا يشعر بوجع العاشق إلا العاشق
غارق أنا في بحر العشق
آه ٍ ربان ٍ كنوح لم يكن..
مفتضح في المدينة
واقع في فخ جدائلك
مفتضح في المدينة
في أزقتها وسوقها
إن أخرجتني من الباب لأدخلن من باب آخر
إن طردتني من الباب
لأدخلن من الحائط
جنون العلم والعمل غادر رأسي
حين أيقضني قدحك الملآن..
ملاحظة // منقولة عن نادي معابر - بتصرف - والتي جمعتها السيدة بلقيس حميد حسن ( باركها الله !! ) .
شكرا ............................. لكم
#عماد_البابلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟