|
من اجل صحوة وطنية لتصعيد مقاومةالاحتلال وادواته لتفتيت العراق:القاعدة والطائفية
سعاد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 2064 - 2007 / 10 / 10 - 11:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من اجل صحوة وطنية لتصعيد مقاومة الاحتلال وادواته لتفتيت العراق: القاعدة والطائفية بقي الحلم في الهيمنة على منطقة الشرق الاوسط يراود القطب الاكبر للامبريالية منذ نشوئها في اواخر القرن التاسع عشر بالنظر لاهمية موقعه الاستراتيجي وثرواته الغزيرة حتى قبل اكتشاف النفط . فكان وعد بلفور الذي ابرمته الامبريالية البريطانية في اوج تربعها على عرش القطب الاكبر، مع الحركة الصهيونية لخلق دولة اسرائيل لتكون قاعدة عسكرية لجميع المخططات الامبريالية للهيمنة على منطقة الشرق الاوسط . وكانت الحرب العالمية الاولى المحطة الرئيسية للقضاء على المنافسة الالمانية-التركية على المنطقة وحصيلتها اتفاقية سايكس بيكو لتجزئة وتقاسم البلدان العربية بين الامبريالية البريطانية والفرنسية. وجاءت الحرب العالمية الثانية لاعادة اقتسام العالم بين الدول الامبريالية. وكانت حصيلتها تبوء الامبريالية الامريكية التي بقيت بعيدة عن ميدان الحرب موقع القطب الاكبر للامبريالية العالمية. وتحقيق وعد بلفور لما يخدم هيمنتها على الشرق الاوسط الذي ارتبط بضمان الهيمنة على معظم احتياطي العالم من النفط. فتم خلق دولة اسرائيل في قلب العالم العربي كقاعدة للهيمنة على المنطقة وكمقدمة لتجزئته والتحكم بمصير شعوبه ونهب ثرواتها النفطية . وكحتمية تاريخية تطور الوعي الوطني والقومي ووقفت الشعوب العربية بوجه المخططات الامبريالية الصهيونية مسندة بدعم وتضامن حركة التحرر الوطني العالمية وطليعتها الحركة الشيوعية العالمية ومنجزها الكبير ثورة اكتوبر وقيام الاتحاد السوفيتي. واستطاعت حركة التحرر الوطني في البلدان العربية وطليعتها الاحزاب الشيوعية عرقلة المخططات الامبريالية ان لم نقل وقف بعضها . فاشهرت الامبريالية جميع اسلحتها واستنفرت كل معاهدها الاستراتيجية لايجاد كل السبل والوسائل لوأد مقاومة الشعوب العربية وقتل طلائعها . وكان سلاحها الاول مكافحة الشيوعية على الصعيد العالمي والداخلي بدءا بالقتل والابادة وانتهاء بالتشويه والتحريف، ومرورا بالاستنزاف . وتشويه الشعور الوطني بحرف الاستراتيجية الوطنية عن العدو الرئيس الى العدو الاداة . وتمكنت من خلال اثارة الحروب الاسرائيلية العدوانية واتخاذ موقف الوسيط من اخضاع معظم الانظمة العربية وعقد الاحلاف العسكرية معها وعزلها عن شعوبها وصولا الى اقامة العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل وتكوين محور معادي لطموحات الشعوب العربية وللانظمة العربية الوطنية، سمي بمعسكر الاعتدال!!. واستغلال طموحات حكام آخرين لفرض انظمة دكتاتورية اذاقت الشعوب العربية صنوف الاذلال والتعذيب والابادة لتجعلها ترحب باي منقذ يمكن ان يحررها مما تعانيه . ورغم كل ما حملت دكتاتورية البعث الشعب العراقي من اهوال قاوم الشعب العراقي الاحتلال الامريكي للعراق منذ اليوم الاول ولم يستقبل جنوده بالزهور كما كان يحلم . فلجأت قوات الاحتلال الى كل ما في ترسانتها من ادوات لتركيع الشعب العراقي . فهدمت كل ما يعتز به من ارث حضاري ومعالم تشهد على حيويته بل واوقفت كل مصادر تجدد طاقاته ووجوده من تقتيل وتشويه بلغ حتى الاجنة في بطن امهاتهم. وتحديد لكل مصادر العيش والطاقة والعودة به الى وسائل القرون الوسطى في الانارة والطهى . واشهرت مختلف اسلحة شق الصفوف وتمزيق الوحدة الوطنية فاثارت الطائفية وسخرت مختلف الاسلحة لاثارة الحرب الاهلية فشكلت الجيش والشرطة على اساس طائفي وشجعت على تشكيل المليشيات الطائفية فضلا عن فتح الحدود لجميع المنظمات الارهابية ولا سيما اداتها المعروفة باسم القاعدة والتي دربتها ومولتها وزرعتها في جميع الدول التي تقاوم هيمنتها، لاقتراف افضع الجرائم المروعة لارعاب الشعوب وشل مقاومتها وتوزيع جرائمها بالشكل الذي يمزق الوحدة الوطنية . ومع ذلك لم تتمكن قوات الاحتلال من تمرير قانون النفط الذي يضمن الهدف الرئيس لاحتلالها فلم تستطع عقد الجلسة بنصابها القانوني ولا التمكن من تحقيق التصويت العلني الذي يكشف ويحدد موقف كل برلماني من هذه القضية الوطنية المركزية. فدفعت بمائة برلماني لفرض التصويت السري الالكتروني الذي يمكن ان يموه قضية النصاب ونتائج التصويت وفقا لما ترغب فيه وتشويه ارادة شعبنا. ورغم كل تلك الجرائم والوسائل والادوات لم تستطع اثارةالحرب الاهلية كمبرر لتقسيم العراق وانهاء وجوده تحقيقا لحلمها القديم المتجدد على الدوام. فلجأت الى التفتيت مستخدمة ادواتها من رؤساء العشائر ولاسيما في الرمادي تحت شعار الصحوة!! وشكلت منهم مجالس الصحوة او مجالس الانقاذ !! وسلحتهم تحت شعار محاربة القاعدة بالتعاون مع قوات الاحتلال!! ومكنتهم من تشكيل هيئات ادارية وتحويلهم الى حكومات محلية صغيرة مستقلة، واغداق الاموال والسلاح عليهم بدعم من التكتل السياسي الطائفي بقيادة الهاشمي وتقديمهم مثلا لشيوخ العشائر في سائر انحاء العراق بغض النظر عن انتمائهم الطائفي. وفعلا نقلت تجربتها هذه الى ديالى ومن ثم الى منطقة الفرات الاوسط لمواجهة النفوذ الايراني الذي تدعمه الحكومة وتكتلها السياسي الائتلاف ، بقيادة عبد العزيز الحكيم . ان هذا المخطط الامبريالي لتمزيق العراق تحت شعار الصحوة ما هو الا غفوة بل محاولة لتخدير الشعور الوطني والانساني لدى الجماهير وترسيخ للانتماء العشائري في عصر تطور الانتماءات العالمية دع عنك الوطنية. انه تحريف للاستراتيجية الوطنية واعتبار القاعدة وهي احد ادوات الاحتلال بانها العدو الرئيس والتحالف مع الاحتلال ضد ها!! أي تخريف وتحريف!! كيف يمكن التحالف مع قوات الاحتلال ضد احدى ادواته المفضلة والتغافل عن كل جرائمه التي استمرت تتصاعد لاكثر من اربع سنوات ومجازره الفضيعة تعم العراق وشاشات التلفزة تنقل الى العالم الصور المرعبة والاحصائيات العالمية تذهل المطلعين. مليون ومائتي الف قتيل واربعة ملايين مهجر داخليا وخارجيا ومئات الالاف من المفقودين والقتلى مجهولي الهوية ومئات الالاف من الجثث الممثل بها.. ان الصحوة الحقيقية هي في فضح هذا المخطط الاجرامي وفي تصعيد مقاومة قوات الاحتلال و كل اسلحتها وادواتها ومنهم القاعدة وفضح كتلها السياسية التي تستر تبعيتها بالطائفية و الذيلية . والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية وتطوير جميع وسائل واساليب الكفاح الجماهيري لمقاومة جميع المخططات الامبريالية لادامة احتلال العراق وتمزيقه وما يعنيه من ادامة وتصعيد جميع ما يتحمله شعبنا من مآس وكوارث الصحوة الحقيقية هي في النضال المتصاعد من اجل تحرير وطننا من الاحتلال واستغلال ثرواته لاسعاد شعبنا سعاد خيري في 10/10/2007
#سعاد_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التصويت السري في البرلمان والاقرار العلني في كردستان مخططات
...
-
تزاحم قوانين احكام احتلال العراق ضرورة لاستعادة موقع القطب ا
...
-
قانون غير ملزم لتقسيم العراق يدين الادارة الامريكية بجريمة ت
...
-
ليكن22/9/2007يوم اعتصام العراقيين في جميع انحاء العالم تعبير
...
-
تصاعد المقاومة الشعبية لقانون النفط يفقد الاحتلال وادوته توا
...
-
الاحتلال والنظام العشائري في العراق
-
مهرجان الكونغريس الامريكي يعري تدهور اسس قطب العولمة الراسما
...
-
تصعيد الصراع بين مختلف فصائل مقاومة الاحتلال الامريكي يمد في
...
-
لا تدعوا قانون نهب النفط والغاز يمر لانه تشريع للهيمنة الامر
...
-
حوار مفتوح مع قادة المقاومة الوطنية العراقية
-
من اجل جبهة شعبية عالمية لدعم شعب يقتحم السماء ويذود عن البش
...
-
صفحات مشرقة في تاريخ شعبنا وطليعته السياسية تحتاج لاجيال جدي
...
-
التنافس الصاخب بين الكتل والاحزاب العراقية المتعاقدة مع قوات
...
-
معركة عمال النفط في البصرة هي جوهر معركة شعبنا والبشرية ضد ا
...
-
الازمة العراقية اخطر حلقات الازمة العامة للامبريالية الامريك
...
-
العراق ميدان الصراع الرئيس بين البشرية والعولمة الراسمالية ب
...
-
نزال وطني اكبر واخطر يخوضه شعبنا باسوده عمال النفط ضد قوات ا
...
-
العولمة الانسانية تعوض المقاومة الوطنية العراقية والفلسطينية
...
-
تفجر السليقة الثورية لشعبنا بعد نصف قرن من التحجيم يثير اعجا
...
-
مناورات الامبريالية الامريكية لادامة هيمنتها على العراق وثرو
...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|