ماذا لو سقطت امريكا

عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2066 - 2007 / 10 / 12 - 08:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ماذا لو سقطت امريكا ؟ ... الجواب الى القير وبئس المصير
حتى ليبراليونا محيرون.. يخلطون الاوراق في تحررهم السطحي عندما يكتبون ويحللون, فتجدهم من جانب عصريين متحررين ومن جانب رجعيين يمينيين . كان ليبراليو اوروبا خلال عصر التنوير وما تبعه من تطور صناعي ومجتمعي متطورين جدا قياسا بعصرهم وقد ساعدوا في تقدمية عصرهم عصرالبرجوازية قياسا بعصرالاقطاع والعبودية . اما جماعتنا الليبراليون العرب وخاصة العراقيين فيأخذوها على الطاير... تصفيق لأمريكا في كل الظروف والاحوال او سوق التبرير والتأويل فقط لانها بلد الديمقراطية والعلم والتكنولوجيا والثقافة والسينما والفنون . وكانما اقتصرت هذه الامور على امريكا فقط وهي بلد الاستعمار الحديث والامبريالية وقاهرة الشعوب في العصرالحاضروالقريب .. لم يتطرقوا الى الفواجع التي سببتها امريكا في شعوب الهند الصينية وامريكا اللاتينية من خلال الاحتلال المباشروالضغوط الاقتصادية والتهديدات العسكرية لسنوات طويلة . وفي منطقتنا العربية من خلال تبنيها لأسرائيل المطلق واهمالها للشعب الفلسطيني واسنادها للانظمة العربية الاكثر تخلفا ورجعية . الديمقراطية والحرية وانتشار الوعي والعلم في اوروبا وامريكا هي نتاجات نضال شعوبها ومثابرة ابنائها وخاصة التي قامت به الحركات اليسارية ونضال العمال اما الكتاب والمثقفون الاوروبيون والامريكان فغاليبيتهم من اليسار الذين وقفوا دائما بكتاباتهم ضد النزعات العدوانية والاستعمارية لحكوماتهم خاصة اليمينية منها التي استغلت اكتشافات العلماء وجيرتها في الاتجاه العسكري والحربي للسيطرة على شعوب العام ونهب خيراتها. لهذا لايمكن ان نبررلامريكا اخطائها وجرائمها بحجة انها اكبر دولة ديمقراطية وفي هذا الجانب قد يكون هناك نقاش ونقاش عندما نكتشف مرارا وتكرارا بأن امريكا ديمقراطية وتحررية على ارضها ومع شعوبها وفي هذا ايضا نقاش , ولكنها ليست كذلك عندما تحتل دولا وتقيد حريات شعوب اخرى بضغوطها الاقتصادية والسياسية والعسكرية , فما يحصل في العراق لا يمكن السكوت عليه ولا يمكن تبريره بامور سطحية ونقول ان امريكا اخطئت هنا وفشلت هناك وكأن قادتها ومسؤؤليها بهذا الغباء الذي لا يجعلهم يكتشفون اخطائمهم ويصححوها وهي البلد الديمقراطي الاعظم والاكبر, والذي تحكمه مؤؤسسات وقوانين وليس اشخاص ورغبات.. لا يجوز تسطيح الامور الى هذا المستوى واستغباء الاخرين والابقاء على تخلف شعوبنا ثم نطالبها ان تثور وان تغير وانها السبب في عدم وجود حرية وديمقراطية في بلداننا. علما بأن بعض السبب يكمن في بعض ليبراليينا الذين لا يعرفون الا التطبيل والتهويل لامريكا وان تمادت في اخطائها ان لم نقل جرائمها.. انا لست مع اولئك الذين يتهمون ليبراليينا بانهم عملاء لامريكا ويترزقون على فضلاتها, وانما اطلب ممن لديه القدرة والاستعداد على التعمق في تحليله عندما يحلل ان يطلع على الامور بشمولية وسعة افق وان يقرأ ويقرأ ويسأل نفسه عن ماذا يكتب وعن ماذا يدافع .. فذا كانت مجتمعاتنا ضعيفة الوعي السياسي فكيف بنا ونحن لم نأخذ دورنا في توعيتها لأننا لانشعر بمعاناتها من امريكا واسباب التخلف لدينا ولدى غيرنا معظمه بسبب امريكا واعوان امريكا. الثقافة في امريكا راقية والصناعة في امريكا راقية والعلم في امريكا راقي علينا ان نكتسبها وننشرها في مجتمعاتنا دون دعاية ودون تصفيق لامريكا لان العلم والثقافة مشاع لكل الشعوب. وفي الوقت نفسة يجب ان نقف في وجه امريكا عندما تحتل بلداننا وعندما تجعل منطقتنا مسرحا لاساطيلها ودمارها. فامريكا العلم والثقافة والفن انتاج الشعب الامريكي وروادها . اما الاحتلال وشن الحروب واستغفال الدول والشعوب فهو من صنع الحكام المرتبطين بصناع السلاح وتجاره . الليبرالي المخلص لليبراليته ووطنه ان يكون مطلع على هذه الامور وعميق في تحليل ما يصعب على غيره فهمه وتفسيره .. فعندما تسقط امريكا الامبريالية لا يعني ان تسقط ثقافة الشعب الامريكي وعلومه وحضارته. وانما تسقط السطوة الامريكية والعولمة الاجبارية والاكراهية أي الامبراطورية الامريكية . ولماذا يستغرب الليبراليون عندنا فيما لو سقطت امريكا الامبراطورية كما سقطت امبراطوريات اخرى في التاريخ . وفي التاريخ عبر وكأنما سينتهي العالم وسيزول بني البشر , عندما تسقط الامبراطوية الامريكية .. لا يا اساتذة الليبرالية .. العالم في خير والانسان في خير عندما يزول الاستغلال وعندما يكون حرا كامل الحرية.. جميع الناس وليس فقط الامريكي او الاوربي .. انا وكل انسان حر يطمح الى الحرية الكاملة والحقيقية.. يتمنى ويهتف ان تسقط اية امبراطورية وان تزول أي امبريالية واستغلال .. والى القير وبئس المصير وليعش الشعب الامريكي وجميع الشعوب الحرية والديمقراطية . 9-10-2007

#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات