أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - رسالة تنبيه من إندونيسيا للنائمين في العسل:الدور المصري ينحسر.. وإسرائيل تملأ الفراغ














المزيد.....


رسالة تنبيه من إندونيسيا للنائمين في العسل:الدور المصري ينحسر.. وإسرائيل تملأ الفراغ


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2063 - 2007 / 10 / 9 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ختام زيارة قصيرة إلي إندونيسيا. لمتابعة الاجتماع السنوي الرابع عشر لاتحاد غرف الصناعة والتجارة والخدمات لمجموعة "الخمسة عشر" - التي تحدثنا عنها في مقال الخميس الماضي - ذهبت مع الوفد المصري المشارك في هذا الاجتماع إلي منزل السفير المصري في جاكرتا. محمد طه. تلبية لدعوته للعشاء.
وكان هذا هو لقاؤنا الأول مع السفير المصري الذي لم يحضر الاجتماع واكتفي بتكليف السيدة هداية سليم رئيس المكتب التجاري المصري بالحضور نيابة عنه نظراً لانشغاله بأمور أخري.
ومع العشاء المصري "الصحي" دارت "دردشة" لم تكن كلها مجاملات كالعادة في مثل هذه المناسبات.
استعرض السفير الملامح الرئيسية للعلاقات بين القاهرة وجاكرتا وكانت الخلاصة مروعة في رأيي لأن حجم التبادل التجاري بين مصر وإندونيسيا في العام الماضي لم يتجاوز 514.4 مليون دولار وأن الميزان التجاري بين البلدين حقق عجزاً لغير صالح مصر بلغ 414 مليون دولار!
وإضافة إلي هذا الوضع التعيس سألنا السفير محمد طه: هل يوجد مستشار إعلامي مصري في جاكرتا؟
أجاب بالنفي. هل يوجد مستشار ثقافي؟.. نفس الإجابة.
كم يبلغ عدد الجالية المصرية في إندونيسيا التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 240 مليون نسمة؟ الإجابة: 150 فرداً!
كم يبلغ عدد المدرسين الذين أوفدهم الأزهر في هذا البلد الذي يشكل المسلمون 88% من إجمالي عدد سكانه. أي يوجد به نحو 200 مليون مسلم يجعلونه أكبر بلد إسلامي في العالم؟ الإجابة: 43 مدرساً!
كم يبلغ عدد المنح التي يقدمها الأزهر للطلبة الإندونيسيين؟
الإجابة: 115 منحة.
ما هذا الذي نفعله بأنفسنا لكي "نقزم" مكان ومكانة بلادنا؟! ولماذا نتقاعس عن القيام بواجباتنا التي تمليها علينا مكانة بلادنا بحكم حقائق التاريخ والجغرافيا والمصلحة؟ ولماذا نخنق بأيدينا الإشعاع الحضاري والثقافي المصري. وهو الإشعاع الذي ظل علي مدي قرون عديدة يتجاوز بطبيعته حدودنا الوطنية؟
باختصار.. لماذا نعمل نحن علي تقليص دور مصر الحضاري والسياسي والثقافي والاقتصادي إقليمياً وعالمياً. ونحبس أنفسنا في إطار تحالفات ضيقة ومختلة الدعائم في كثير من الأحيان؟!.. وهذه كلها أمور أكبر من السفير المصري في إندونيسيا أو في أي بلد آخر.
ولكي ندرك فداحة تقصيرنا في حق أنفسنا. بما يخلقه ذلك من فراغ لابد أن يملأه آخرون.. فإنه من الأهمية بمكان أن ننبه النائمين في العسل أن إسرائيل تتحرك بقوة لتخلق لنفسها موطيء قدم في إندونيسيا التي نهملها كما تؤكد ذلك الأرقام السابقة.
والتحرك الإسرائيلي الذي نتحدث عنه قد أسفر حتي الآن. وأثناء وجودنا في جاكرتا. عن سماح الحكومة الإندونيسية لمجموعة "مرهاف" الإسرائيلية بتطوير مزرعة تبلغ مساحتها مائة ألف هكتار في مقاطعة "كوبانج" بإقليم "نوسا تنجارا الشرقي" لإنتاج وقود حيوي.
والآن يدور جدل ساخن جداً داخل الطبقة السياسية الإندونيسية حول هذه المسألة ما بين مؤيد ومعارض. فبينما يعارضها عدد لا بأس به من نواب البرلمان. يؤيدها عدد كبير من المسئولين التنفيذيين وخاصة في وزارة الخارجية وإدارة إقليم "نوسا تنجارا" وعلي سبيل المثال قال رئيس مجلس النواب. سوتار جوسور جوجيرتنو. إنه سيعارض بكل الوسائل تحرك الحكومة لإعطاء ترخيص بإقامة هذه الاستثمارات الإسرائيلية التي تبلغ قيمتها 6 تريليونات روبية. أي ما يعادل 700 مليون دولار. وقال يوم الجمعة الماضي "إن إسرائيل دولة صهيونية وبالتأكيد فإن البلاد ستشهد معارضة كبيرة إذا ما تم السماح لرجال أعمال إسرائيليين بالاستثمار هنا".
وأضاف أن الحكومة لا يجب أن تسمح لأي مستثمر إسرائيلي بالعمل داخل البلاد. ليس فقط لعدم وجود علاقات دبلوماسية بين جاكرتا وتل أبيب وإنما أيضا لأن إندونيسيا طالما ساندت الشعب الفلسطيني في كفاحه من أجل بناء دولته المستقلة.
وعلي الجانب الآخر رحب وزير الصناعة. فهمي إدريس. بالمشروع الإسرائيلي قائلاً: "إن العلاقات الدبلوماسية يجب الفصل بينها وبين الأمور التجارية".
أما رئيس لجنة الأمن والشئون الدولية بمجلس النواب. ثيوسامبواجا. فقد فضل الرقص علي الحبال فقال من ناحية إن "البيزنس ينبغي النظر إليه باعتباره بيزنس وليس سياسة. وطالما أنه يتم التعامل معه بصورة احترافية ومهنية فإنه يجب علينا الترحيب بأي مستثمرين أجانب.
ومن ناحية ثانية فإنه استطرد قائلا: إن ذلك الترحيب لا يعني أننا نعترف بإسرائيل.
وغادرنا جاكرتا.. والجدل محتدم بين الفريقين.. بينما نحن نائمون في العسل.. فهل نفيق.. ونحاول استعادة دور مصر الذي نضيعه بأيدينا يوماً بعد يوم؟!




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجموعة الخمس عشرة.. هل تذكرونها؟!
- هل مازالت مصر أم الدنيا؟!
- الصحفيون ليسوا شتامين.. والصحافة ليست وشاية
- التلاسن لا يحل مشاكل الوطن
- ضحايا حماية المستهلك !!
- ثمن براءة عبد الرحمن حافظ .. وأمثاله
- زياد ابن أحمد بهاء الدين
- مع الاعتذار لتوفيق الحكيم .. بنك -القلق-!
- نقابتنا
- شئ لا يصدقه عقل: مصريون يخدمون الجيش الإسرائيلى!
- ورطة النقابة.. وأزمة الصحفيين العالقين أمام معبر عبد الخالق ...
- إنقذوا بحرنا!
- صفحة من دفتر أحوال الوطن .. بدون تعليق
- نظرية مبتكرة لأزمة المياه .. الاستحمام هو السبب!
- أرباب العمل يطالبون بالمظلة النقابية للعاملين
- لماذا الغضب : الحرمان من مياه الشرب .. مسألة -عادية-!
- بحار العطش
- الاستبداد... الشىء الوحيد الذي يشترك فيه العرب
- عرب يرفعون شعار -إسرائيل هى الحل-
- هل طب المنصورة فوق القانون؟!


المزيد.....




- نتنياهو يتعهد بـ-إنهاء المهمة- ضد إيران بدعم ترامب.. وهذا ما ...
- روبيو: إيران تقف وراء كل ما يهدد السلام في الشرق الأوسط.. ما ...
- بينهم مصريان وصيني.. توقيف تشكيل عصابي للمتاجرة بالإقامات في ...
- سياسي فرنسي يهاجم قرار ماكرون بعقد قمة طارئة لزعماء أوروبا ف ...
- السلطات النمساوية: -دافع إسلامي- وراء عملية الطعن في فيلاخ و ...
- اللاذقية: استقبال جماهيري للشرع في المحافظة التي تضم مسقط رأ ...
- حزب الله يطالب بالسماح للطائرات الايرانية بالهبوط في بيروت
- ما مدى كفاءة عمل أمعائك ـ هناك طريقة بسيطة للغاية للتحقق من ...
- ترامب يغرّد خارج السرب - غموض بشأن خططه لإنهاء الحرب في أوكر ...
- الجيش اللبناني يحث المواطنين على عدم التوجه إلى المناطق الجن ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - رسالة تنبيه من إندونيسيا للنائمين في العسل:الدور المصري ينحسر.. وإسرائيل تملأ الفراغ