أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - الطريق نحو انفراج الازمات














المزيد.....

الطريق نحو انفراج الازمات


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2062 - 2007 / 10 / 8 - 12:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهد الوضع الأمني في العاصمة بغداد تحسنا ملموسا، غير انه مع ذلك يبقى هذا التحسن واقفا على ارض هشة، لا يصمد أمام أي هزة ولو خفيفة، ما لم ينعكس على الوضع السياسي بشكل عام.

وبطبيعة الحال، يمكن للحكومة أن تستغل النجاحات التي تحققت على الصعيد الأمني رغم محدوديتها، في خلق انفراج سياسي، يوفر أرضية مناسبة للعمل المشترك، يعالج من خلاله التصدع الذي أصاب الإجماع الوطني، وأثر على الحكومة بهذا القدر أو ذاك، وطال اغلب الكتل السياسية التي شهدت انسحابات مختلفة المديّات في صفوف كل كتله، مما يخلق الإحباط، ويولد اليأس بدلا من أن يشيع التفاؤل والأمل بانفراج الأزمة، ويشد العزيمة ويدفع على الإصرار من اجل تحقيق نجاحات على الأصعدة الأخرى، وخاصة السياسية والأمنية والخدمية.

ويبدو إن هناك إمكانية لتحقيق انفراج سياسي في الوضع، شريطة ان تكون هناك إرادة ورغبة وطنية حقيقية لدى مختلف الإطراف، تسعى الى فتح حوار وطني شامل. ومن المؤكد إن الحكومة، باعتبارها من يملك الإمكانيات الأكبر، هي التي يتعين ان تكون صاحبة المبادرة في هذا المجال، من خلال دعوتها الكتل والتيارات السياسية، والأحزاب الوطنية، للمساهمة في هذا الحوار. ولكي يأخذ الحوار المنشود مداه المطلوب عليه أن لا ينطلق من نقطة الصفر، بل من ما تراكم من قضايا ملموسة متفق عليها، كي تكون المدخل المناسب لهذا الحوار، مع تجنب الاشارة إلى أية قضايا قد تعطي رسائل في الاتجاه الخاطئ، مثل رؤية الحوارات التي تتم بين القوى السياسية كما لو ان هدفها تقاسم السلطة وتوزيع النفوذ. بل يتعيّن إشعار الجميع ان المنطلق من هذه الحوارات هو الحرص على إشراك الجميع والاستماع الى وجهات نظرهم، وتحميلهم مسؤوليات وطنية، عبر لقاءات متواصلة ومفتوحة ومنتجه حتى تتوفر الشروط الواقعية للعمل المشترك.

وبالمقابل، فان الحوار الوطني الشامل، لا بد له ان يشمل جميع الذين يؤمنون بالعلمية السياسية، مع تجنب استثناء أي طرف او جهة، وان يتم تجنب الانطلاق من مواقف مسبقة من هذه الجهة او تلك الفكرة. وبهذا المعنى فإن الحوار ينبغي أن لا ينحصر فقط على الكتل التي تواصل العمل في إطار الحكومة، والتي عبرت عن تحفظات معينة حول أدائها وطرائق عملها، بل ان يشمل تلك القوى التي انسحبت منها. ولكي يأخذ الحوار مداه المطلوب، وان يكون جديا ومثمرا، فان الحاجة ملحة لتجنب التزمت وتجاوز التمسك بالمواقف المتصلبة، او التمترس والتخندق، على مواقف مسبقة، هذا إضافة إلى الحذر من وضع عراقيل ومصاعب، قد تؤدي الى خلق حالات من الإحباط وتشيع اليأس، مما سينعكس سلبا على العملية السياسية ويزيد من صعوباتها.

إن مثل هذه المناخات يمكن لها ان تخلق الشروط المناسبة للتوصل إلى فهم مشترك حول القضايا المطروحة على الساحة السياسية العراقية، يتحمل بها الجميع مسؤولياتهم كل حسب دورة وحجمه وإمكانياته. ومن المؤكد ان العراق يحتاج الجميع، فهو وطن كل العراقيين والعراقيات بمختلف تياراتهم السياسية، وانتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية.

الحوار الوطني الشامل بارقة أمل فلا نجعلها تضيع في خضم الخلافات، عيوننا تصبو إليه.... وسؤالنا هل من مبادر؟ ومن سيخطو الخطوة الأولى على هذا الطريق الصعب والنبيل في الوقت نفسه؟



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقترح قانون التوازن، تجسيد للطائفية
- نحو حوار وطني شامل
- التسامح والمصالحة لا تعني العفو عن القتلة والمجرمين
- حكومة الوحدة الوطنية الى اين؟
- الجيش العراقي وتأخير تسليحة
- اعداد قواتنا المسلحة مهمة وطنية
- المشروع الوطني الديمقراطي ..مشروع لاستقرار ونهضة العراق
- كلمة في المؤتمر الرابع لانصار الحزب الشيوعي العراقي
- ثمة خيار اخر
- المشروع الوطني: نكبر به ام نكابر عليه؟
- السلم الأهلي .. وليس المزيد من السلاح
- نحن والقائمة العراقية الوطنية
- تلوث مياه الشرب...ارهاب اخر!
- قبل فوات الاوان .....!
- حراك سياسي... لتأمين الخبز والعمل!
- التيار الديمقراطي والتحديات التي تواجهه
- سؤال حول المؤتمر الثامن إبان انعقادة
- اشارة أمل!
- راية أيار ترفف مجددا
- التوافق والمصالحة الوطنية هما الجدار الآمن


المزيد.....




- زاخاروفا: محاولة اغتيال ترامب مظهر ديمقراطي حسب منطق الخارجي ...
- مدفيديف: روسيا أصبحت أكثر استعدادا للصراع مع الغرب مما كانت ...
- ليبيا ترفع القيد الإجرائي عن 13 متهما في محاولة اغتيال مستشا ...
- ترامب لا يستبعد رفع العقوبات عن روسيا ضمن صفقة حول أوكرانيا ...
- لافروف يجتمع بنظيره السويسري في نيويورك
- مدفيديف: أي محاولات من قبل الناتو لتهديد حدودنا ستواجه ردا ح ...
- بعد أشهر من توقف الهجمات... مسيرتان تستهدفان -عين الأسد- بال ...
- بايدن يتعهد بمواصلة السباق الرئاسي ويهاجم ترامب
- داعش يعلن مسؤوليته عن هجوم على مسجد للشيعة في عمان
- بايدن يتعهد بمواصلة السباق الرئاسي وينتقد سياسات ترامب


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - الطريق نحو انفراج الازمات