التصويت السري في البرلمان والاقرار العلني في كردستان مخططات امريكية لتشريع قانون نهب النفط وقوانين ادامة احتلالها

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2059 - 2007 / 10 / 5 - 11:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يمر شعبنا باخطر مراحل نضاله الدامي ضد قوات الاحتلال وادواتها . حيث تخطط الادارة الامريكية التي تواجه احرج ازماتها على الصعيد الداخلي والعالمي لانجاز ما فشلت في انجازه خلال ما يقرب من خمس سنوات باسرع ما يمكن، تلافيا للمخاطر التي تتعرض لها استراتيجيتها في الهيمنة على العالم وتبوئها مركز القطب الاكبر. فقد فشلت بفعل تصاعد مقاومة شعبنا في احكام قبضتها على مقدرات شعبنا لاماد طويلة واستغلاله منطلقا للهيمنة على المنطقة فضلا عن الهيمنة على ثرواته النفطية واستخدامها سلاحا للهيمنة على العالم، بل واصبح العراق مقبرة لاحلامها قبل ضحاياها ومخططاتها وبئرا يبتلع ثرواتها وموارد اقتصادها ومؤشرا على فشل كل اسلحتها الفتاكة. فاستنفرت كل ادواتها وفتحت جميع بورصات المنافسة فيما بينها وبين افرادها، وشرعت جميع وسائل التهديد والوعيد لكل من يرفض او يتردد منهم. وطرحت اوراق مخططاتها دفعة واحدة : اقرار قانون نهب النفط والغاز باسرع ما يمكن واقرار اتفاقيات وقواعدا ادمة احتلال العراق مختومة بموافقة مجلس الامن الدولي قبل نهاية العام. ملحقة بها بتهديد صريح على شكل قانون يقر بعودة اجهزة الحكم الدكتاتوري الى الحكم.
لايمكن لاي تكتل سياسي او أي سياسي عراقي ان ينسى او يتجاهل مصير كل من تعاون او حتى هادن اعداء شعبنا وكل من ساوم على مصالحه ومصيره وفي مقدمة ذلك المساس بثرواته النفطية وسيادته الوطنية . فعبرت جميع تلك الكتل عن ترددها في تمرير قانون النفط بمختلف الوسائل والاساليب . فانسحب بعضها من الحكومة بمبررات مختلفة وبعضها قاطع جلسات البرلمان. واخر اعلن عن مشاريع انقاذ جديدة وتشكيل تكتلات سياسية وبرلمانية جديدة دون ان يمس أي منهم قضية رفض اقرار قانون النفط او اتفاقيات ادامة الاحتلال. الامر الذي فجر هستريا الغطرسة الامريكية باقرار الكونكريس لقانون تقسيم العراق على اساس طائفي وقومي ينذر بانهاء وجود بلد على خارطة العالم باسم العراق، غير عابئ بالقوانين والاعراف الدولية دع عنك مقاومة الشعب العراقي وردة فعله. واستنفرت اكثر ادواتها خنوعا واستعدادا لتأييد جميع مخططاتها والمباشر باقرار ما تفرضه من قوانين ودعم تواجد قواتها منذ بدء الاحتلال، ولاسيما قيادة الحزبين الكرديين : الاتحاد الوطني والديموقراطي الكردستاني. فقد لعبت قيادة الحزبين دورالمرحب الاول بقوات الاحتلال و المتطوع الاول لدعم ادارته المباشرة وقواعده العسكرية ولبقاء قواته الدائم وتبرير جميع جرائمها وتطوع رئيس الجمهورية في كل مناسبة لتقديم الشكر باسم الشعب العراقي لقوات الاحتلال والمطالبة المسبقة لمواعيدها في مجلس الامن باستمرار بقائها. ولم تكتف ادرتهما المشتركة باقرار قانون نهب النفط والغاز بل وعملت على تنفيذه متحدية البرلمان العراقي بعقد اتفاقيات مع شركات نفط احتكارية كبرى وفقا لعقود المشاركة الذي يبيح لهذه الشركات امتلاك الثروات النفطية المختزنة في مواقع امتيازها . واستقوائها بدعم هذه الشركات ودولها ولاسيما قوات الاحتلال . كما بادرت حكومة اقليم كردستان للترحيب بقرار الكونغريس الامريكي بتقسيم العراق. دع عنك ترحيبهما الدائم باقامة القواعد العسكرية الدائمة في العراق وفي كردستان. كل ذلك املا في حماية سلطتهما وتعزيز هيمنتهم على ارادة الشعب الكردي وسيطرتهم على ثرواته والتحكم بارادته ومصيره ورهنهما للمخططات الامريكية .
و.استمرارت سائر التكتلات السياسية على اختلاف مرجعياتها الدينية وسترها السياسية والايديولوجية، بتنافسها على نيل الحظوى لدى المحتلين للحصول على الكراسي والامتيازات وتشكيلها الحكومات التي بقيت تتبارى في تنفيذ مخططات قوات الاحتلال على حساب مصالح بل ووجود شعبنا وتضليله ، واحتلت مقاعد البرلمان ومسؤولية مراقبة اجهزة الدولة وتشريع قوانينها . ولكن لم تجرأ أي منها على اعلان موافقتها على قانون النفط والغاز وغيره من القوانين والمشروعات التي تشرع بقاء الاحتلال وهيمنته الاقتصادية والسياسية والعسكرية. فلجأت قوات الاحتلال لضغط الاغراءات والتهديد وتمكنت من دفع 100 نائب عراقي التقدم بطلب اصدار قرار برلماني بالتصويت السري والالكتروني على جميع القوانين والقرارات التي تعرض على البرلمان مبررين ذلك بتفعيل دور البرلمان والتحرر من الاطر التقليدية وضغط الكتل البرلمانية !!
ان هذا القرار البالغ الاهمية والخطورة لم يأت اعتباطا ولا بمبادرة من أي من المائة انه جاء حصيلة لتجارب اعتى امبريالية في تزييف ارادة الشعوب وخداعها مستخدمة المنجزات العلمية التكنولوجية لتستير جرائمها . فالتصويت السري ينسف الاسس الديموقراطية للحياة البرلمانية ويستر المواقف الخيانية للشعب والوطن!! والتصويت الالكتروني يضع نتائج التصويت تحت تصرف الشركة الامريكية المسؤولة عن ادامة اجهزة التصويت الالكترونية في قاعة البرلمان !! ان سهولة مثل هذا التزوير ، دفع دول العالم الى نبذ التصويت السري والتصويت الالكتروني حماية لنظامها الديموقراطي وحماية شعوبها من التلاعب باراداتها ومصيرها. ولاشك بان الاقرار بالتصويت السري الالكتروني في البرلمان العراقي خيانة وطنية كبرى لانها تفتح السبيل لتزييف ارادة شعبنا باقرار جميع القوانين والمشاريع والاتفاقيات التي تكبل شعبنا وترهن حاضره ومستقبله
سعاد خيري في 5/10/2007

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات