عمار علي
الحوار المتمدن-العدد: 2059 - 2007 / 10 / 5 - 11:30
المحور:
الادب والفن
لم اكن اعرف مطربا جنوبيا اسمه كريم منصور, حتى عام 92 الا ذات مساء ثلجي في موسكو, حين انطلق صوت كريم من الة تسجيل , بشجن طاغي , وحنين بكائي نائح,كان صوته يرثي ماتبقى من روحي الهشة المعذبة ,و في حينها دهشتني القصائد , (نزلت الصور ياحايط الهجران ولاذكرى عزيزة بخاطري خليت)كانت هذه الومضة الخاطفة قد أشعلت في كوامني حرائق الاشواق, صورة مشبعة بجماليات شعرية لاتنسجم وبناء النص الشعبي التقليدي . بل هي تقترب من حداثة متفردة,
استعارات مذهلة,ولدلالات هجرة روحية تقترب من التصوف, ايقنت ان كريم منصور مطرب مختلف ونوعي,
وفي مرة اخرى بالصدفة التقيت بالمنتخب الوطني العراقي في موسكو,ورجوت احد اللاعبيين ان ارسل معه رسالة الى اهلي,فوافق هذا الشخص الكريم مشكورا فحمل معه رسالة وجلب لي معه رسالة, وكانت من ضمنها كاسيت كريم منصور,فكانت اجمل هدية تلقيتها في حياتي ,
وهنا سمعت اول مرة بس تعالوا’كانت دامية بالنسبة لي, كانت تمزق روحي ,تنحر احلامي القديمة, وتقيم احلاما اخرى ولكن مضمخة بالحزن والاماني والعودة,
لقد اعاد كريم منصور تشكيل وجداني بالمنفى , مزق سحب الاحزان العابرة, وارسى على موانئ الروح اسلاف مهزومة,
وقبائل هاربة, وظعون راحلة نحو العدم,
ولكنه ايضا منح العراق عندي بعدا جماليا ,أستبدل صورة الوحشة
بصورة الامل ,
كريم منصور الان يرقد في سرير الالم والوحدة في مدينة مكانه الاول ,ربما شعر بالحنين الى روحه التي افتقدها في مدن الزيف فعاد الى مرابع النقاء والشجن.
من ينقذ كريم منصور من وجعه الجسدي؟
من يوشحه بمسوح الامل؟
كريم منصور يجب ان يرفدنا بالاحزان النبيلة.
لازلت استمع الى ندائه بس تعالوا
بس تعالوا
#عمار_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟